وفاة الاسير محمد أبو هدوان الذي قامت سلطات سجون اسرائيل بتكبيله في المستشفى

الاسير المريض كان فاقدًا للوعي ولكن مصلحة السجون لم تعلم ذويه إلا في اليوم العاشر حين اصبحت حالته صعبة للغاية * فك الأكبال الحديدية بعد تدخل منظمة "أطباء لحقوق الإنسان"

وفاة الاسير محمد أبو هدوان الذي قامت سلطات سجون اسرائيل بتكبيله في المستشفى
توفي ظهر اليوم الخميس، الاسير محمد حسن عبد الجواد أبو هدوان، من سكان القدس الشرقية، البالغ من العمر 58 عامًا، وهو أسير منذ عشرين عامًا، وقضى الأيام الأخيرة في المركز الطبي التابع لسلطات السجون الإسرائيلية، بسبب وضعه الصحي المتدهور للغاية.

وكان موقع "عرب 48" اول من كشف النقاب، امس الاربعاء، عن ان سلطات السجون الاسرائيلية كبلت قدمي ويدي الاسير أبو هدوان على الرغم من حالته الصحية الميؤوس منها.

قبل 14 يومًا نقل الأسير الفلسطيني إلى مستشفى "أساف هاروفيه" في رحوفوت بسبب تردي حالته الصحية. ولم يتم تبليغ أبناء عائلته برقوده في المستشفى إلا في اليوم العاشر، وبعد أن ساءت حالته أكثر وتحولت إلى ميؤوس منها. ولم يكن أبو هدوان في وعيه، حيث وصف الأطباء حالته بأنها خطيرة جدًا وعانى من مشاكل طبية كثيرة بما في ذلك مشاكل في القلب، والرئتين وحتى عدم وصول الدم إلى الدماغ.

وحين وصل ابنه لزيارته، لم يصدق ما تشاهده عيناه: لقد وجد والده مكبلاً بالأصفاد الحديدية في يديه ورجليه، وذلك بالرغم من وجود سجان في الغرفة التي يرقد فيها بدون حركة، وبالرغم من وضعه الميؤوس منه. وقد أدت الأصفاد التي وضعها السجان على يديه إلى احداث كدمات فيها.

وتوجه الإبن بشكوى الى الطاقم الطبي محتجا على السماح بتكبيل والده بهذا الشكل المؤلم والمهين. وتوجه الطاقم الطبي إلى افراد الشرطة لكنهم رفضوا تحرير الأسير المريض بدعوى أن تكبيله وفقاً "للنظم والأوامر". وفي الحال توجه الإبن إلى منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان"، التي كان على اتصال معها منذ يناير-كانون الثاني 2004، وقدم شكوى هناك.
وبعد تدخل المنظمة، وتوجها إلى مسؤولين كبار في المستشفى، وإلى "مصلحة السجون الإسرائيلية"، تم إزالة الأصفاد عن يدي ورجلي الأسير المريض.

وتقول المنظمة، "إن تكبيل مريض إلى سريره يمس مسًا صارخًا بحقوقه ويتعارض مع آداب مهنة الطب. إن استعمال الأصفاد مسموح به في حالة تشكيل المريض خطرًا على حياته أو على حياة الآخرين فقط، وفي غياب بديل آخر. في هذه الحالات أيضًا تكبيل المريض هو أمر مرفوض".

وتقول منظمة "أطباء لحقوق الإنسان" أنها ترى في الطبيب المسؤول، الوحيد عن إطلاق سراح المريض من أصفاده حين رقوده في المستشفى، وذلك حسب دستور نقابة الأطباء الإسرائيلية، مشيرة إلى أنه لا توجد أية نظم أو عناوين ممكن التوجه إليها في وزارة الصحة في حالة تكبيل أسير مريض.
يشار ان هناك منتدى مشترك للأطباء ولمصلحة السجون، يتولى فحص قضايا تكبيل الأسرى في حالة تباين وجهات النظر بين مصلحة السجون والطاقم الطبي، ولكن هذا الطاقم غير معروف بالنسبة للطواقم الطبية.

وكانت امرأة فلسطينية أسيرة ولدت طفلها قبل عام وهي مكبلة بالأصفاد، وفي مناسبة أخرى توفي إسرائيلي حين كان مكبلاً بالأصفاد.

التعليقات