مهند عمار الزبن- أول طفل يولد لأسير خلف القضبان

وأكد الزبن أن الدافع وراء التجربة هو صرخة حياة واستغاثة للذين أصبحوا أرقاماً منسية، وأضاف " قبل ذلك لم أكن أفكر كثيراً في الأمر سوى كلمة ماما يقولها طفل لزوجتي بعد أن تغادرها ابنتاي اللتين أصبحتا عروستين، إحداهما ولدت بعد اعتقالي بشهرين ونصف".

مهند عمار الزبن- أول طفل يولد لأسير خلف القضبان


رأى مهند عمار الزبن النور الاثنين كأول طفل يولد لأسير داخل المعتقل عبر هذه الآلية التي تمت، في خطوة أعطت الأمل لكثير من الأسرى في سجون الاحتلال خاصة أولئك الذين يقضون أحكاما عالية بالسجن.

وفي محاولة وصفت بأنها الأولى من نوعها استطاع الأسير  عمار الزبن (37 عاما) والمعتقل في سجن  هداريم الإسرائيلي وذلك بعد ان تمكن الاسير الزين من ان يخرج نطفة له بطريقة معقدة للغاية ويوصلها لزوجته دلال ربايعة في الثلاثينات من العمر التي قامت بدورها بنقلها لمركز رزان الطبي للعقم في المشفى العربي التخصصي بمدينة نابلس.

دلال والدة المولود مهند قالت لوسائل الاعلام إن الدعم الذي لقيته من أسرتها وأسرة زوجها كان حافزا لها للإقدام على هذه الخطوة، حيث تشاورت مع زوجها خلال زيارتها له واقتنعا بالفكرة، ولم ينقص سوى التطبيق العملي لها، فبادر زوجها وبطريقة معينة على نقل نطفة له إليها وتم زراعتها في المستشفى العربي التخصصي في الثالث من كانون أول الماضي وتكللت العملية بالنجاح.
وأشارت الى أنها فشلت قبل هذه المرة مرتين متتاليتين بإجراء العملية ذاتها، وأنها حملت ثلاثة أشهر في إحدى هاتين المرتين.

وأضافت في حديثها إن الوحدة التي عاشتها هي وابنتاها بشائر النصر وبيسان طوال خمسة عشر عاما من غياب زوجها الأسير والذي تحكمه سلطات الاحتلال بالسجن المؤبد 26 مرة و25 عاما إضافية، وإصرارها على إعطاء أمل جديد لعائلات الأسرى والمنع الإسرائيلي المتكرر لها ولعائلتها من زيارة نجلهم الأسير الزبن كلها ظروف دفعاها للإقدام على هذه الخطوة وتحمل تبعاتها ونتائجها مهما كانت.
وبصرخات من الفرح والحزن معا صرخت بشائر النصر وشقيقتها بيسان "أخوي اخوي مهند" وقالت وهي تنتظر خروج والدتها: "هذا أخوي مهند اللي انتظرته أنا وأمي سنين وسنين"، مضيفة أنها فرحة جدا بشقيقها الأصغر مهند.

أما الأسير عمار الزبن فقال عبر رسالة له هربت من داخل سجنه هداريم، حيث يقبع إنه تشجع للفكرة كثيرا، وأن الفكرة بدأ بطرحها مطلع عام 2011 الماضي بعد قرار مشترك مع زوجته بتحدي الظروف وقهر السجان.
وأكد الزبن أن الدافع وراء التجربة هو صرخة حياة واستغاثة للذين أصبحوا أرقاماً منسية، وأضاف " قبل ذلك لم أكن أفكر كثيراً في الأمر سوى كلمة ماما يقولها طفل لزوجتي بعد أن تغادرها ابنتاي اللتين أصبحتا عروستين، إحداهما ولدت بعد اعتقالي بشهرين ونصف".
وأوضح أن الفكرة لاقت استحسان غالبية الأسرى، وقال إنه يشجع إخوانه الأسرى على خوض التجربة، موجهاً رسالة لقادة المقاومة الفلسطينية " ابنتي الصغرى بيسان تسألني هل سيكون على شقيقي مهند أن ينتظر 15 عاماً أخرى كما أنتظرك يا بابا؟!".
وأطلق الأسير الزبن اسم مهند على طفله القادم تيمناً بالشهيد مهند الطاهر الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي خلال حملة السور الواقي في مدينة نابلس عام 2002، وكانت المؤسسة الاسرائيلية تصف الطاهر أنه المهندس الخامس في كتائب القسام.

من جهته قال فؤاد الخفش الباحث بشؤون الأسرى إن تجربة الأسير الزبن وبالرغم من كونه ليس وحده من خاضها ويخوضها، إلا أنها تعد الأولى التي تكللت بالنجاح، وتمكن الأسير فعلا من إخراج نطف له بطريقة معقدة.
وأوضح في حديثه ان كثيرا من الأسرى خاضوا هذه التجربة وأولهم كان الأسير عباس السيد القيادي في حماس، والأسير حسام بدران الذي أبعدته سلطات الاحتلال الى سوريا خلال صفقة شاليط في ديسمبر من العام الماضي "ولكن وللأسف لم تنجح عمليات التخصيب للنطف التي نقلت منهم".
وطالب الخفش بملاحقة الاحتلال قانونيا وحقوقيا والضغط عليه من أجل السماح للأسرى بلقاء زوجاتهم أو بنقل نطفهم الى زوجاتهم، خاصة وأن الاحتلال يسمح ووفقا لقانونه للمسجون الإسرائيلي بالالتقاء بزوجته ما بين الفينة والأخرى.
وأوضح أن قضية الإنجاب بحثت سابقا من قبل الحركة الأسيرة وأن هناك موافقة عليها ولكن بان تتم وفقا للسرية العالية وبطرق لا يقدر الاحتلال على إيقافها.

وزير الأسرى  عيسى قراقع دعا لتوفير كافة الجهود التي تبذل على المستوى المحلي والدولي من أجل السماح لهؤلاء الأسرى بالإنجاب باللجوء للمؤسسات الحقوقية والدولية وخاصة تلك التي تعنى بحقوق الإنسان.
ونفى قراقع أن يكونوا قد بحثوا في وزارة الأسرى مثل هذه الخطوات على ارض الواقع أو إمكانية تطويرها للأفضل، غير أنه أكد ان تجربة الأسير الزبن فاقت كل التوقعات ودعا لاهتمام واسع بالقضية باعتبار أن الأسرى ليسوا أرقاما منسية في غياهب سجون الاحتلال.
وبحسب الدكتور سالم أبو خيزران فإن نقل النطف تم بعملية معقدة للغاية، وأنه ورغم ذلك وصلت الحيوانات المنوية ولكن كانت ضعيفة نوعا ما، وهو ما دعاهم لتجميدها وتخصيبها بشكل اكبر.
وأضاف أنه تم زراعة الحيوانات المنوية عبر عملية الولادة بالأنابيب وأن العملية تكللت بالنجاح ولله الحمد، منوها الى أن هناك عددا آخر من الحيوانات المنوية للأسير وأنه بواسطتها يمكنهم تخصيب الأم مرة أخرى كي تنجب ثانية.
من جهته عبّر النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس الشيخ داوود أبو سير عن فرحته بما وصفه بالانجاز الوطني والذي كسر من خلاله الأسير إرادة القهر التي يفرضها الاحتلال على الأسرى بالحد من نسلهم الذي سيدافع عن فلسطين والقدس وسينتصر للأسرى أنفسهم.
واعتبر أبو سير الذي أذن في أذن الطفل اليمنى وأقام الصلاة في اليسرى أن ولادة مهند رسالة أمل لكل الأسرى خلف القضبان الاسرائيلية وخاصة أصحاب الأحكام العالية.

 

التعليقات