لقاءات دمشق ... أفكار ونتائج

-

لقاءات دمشق ... أفكار ونتائج
خلال اليومين المنصرمين جرت في دمشق مجموعة من اللقاءات الفلسطينية، اتسمت بالكثافة والجدية، ونتناول في هذا المقال التقرير أهمها، ونلقى الضوء على أهم نتائجها، وننوه قبل أن نبدأ الحديث عن اللقاءات إلى أن زيارة هنية تمددت بسبب ضرورات وطنية، وكان من المفترض أن يغادر أمس الأول الثلاثاء 5 / 12، بالإضافة إلى تناوله طعام الغداء على مائدة السيد احمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية ( القيادة العامة ) في بيته بحضور عدد كبير من قيادات المقاومة ظهر هذا اليوم 6 / 12، وأنا في هذا المقال الاعلامي الاخباري سأتناول فقط ما جرى دون تعليق أو تعقيب تاركا للقارئ حرية الوصول لأي استنتاجات، قد تتفق والمنطق أو تتفق بالأحرى مع رؤية فصيله أو وجهة نظره السياسية وقناعاته، وابدأ باللقاء الأهم:

في مقر رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني بقلب العاصمة السورية عقد لقاء في الساعة الحادية عشر صباحاً ضم قادة الصف الأول في الفصائل العشرة ورئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، وقد حضر اللقاء كل من خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ورمضان شلح أمين عام حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، وتناول اللقاء آخر مستجدات تشكيل الحكومة الفلسطينية، وإعادة تشكيل وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وفي سبيل إشراك الجميع في قيادتها وكل مؤسساتها القاعدية.

هذا وقد قدم الأخ هنية عرضاً مفصلاً لمراحل المفاوضات بينه وبين الرئيس محمود عباس حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية والعراقيل التي صادفت الطرفين، ومدى مسؤولية كليهما عن هذه العراقيل محملاً المسؤولية بالكامل للطرف الآخر وملقياً باللائمة في كل العرقلة الحاصلة على أطراف تحيط بالسيد الرئيس تعلن صباح مساء نيتها في التعطيل عبر مجموعة من التصريحات، والإعلانات عن وقف المفاوضات وضرورة لجوء الرئيس للصلاحيات في توجه واضح لخدمة أهداف المشروع الامريكى الصهيوني في المنطقة، عبر رؤيتهم للوضع الفلسطيني وكيف يجب أن يكون عليه الوضع مع الجانب الاسرائيلي.

وقد أكد السيد هنية في ختام النقاش حول هذا الأمر على الثوابت التي تشكل الناظم لرؤية حماس وحكومته في المسألة الوطنية عموماً وهي: حق العودة باعتباره حقاً لا مساس به تحت اى مسميات ورفض صيغة الحل العادل المائعة والملتبسة، والثانية : عدم الاعتراف بإسرائيل تحت اي ضغوط ، والثالثة عدم التنازل عن اي شبر من فلسطين في اي اتفاق موقع مهما كانت النتائج. والرابعة الموافقة في هذا الوقت وتحت الظروف الراهنة على إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس. وفي الموضوع الثاني المتعلق بمنظمة التحرير الفلسطينية وبعد نقاش طويل واقتراحات متعددة من كل الفصائل جرى الاتفاق على الأمور التالية:

- بدء تفعيل العمل في هذا الاتجاه بعد أسبوعين من تاريخ الاجتماع عبر دعوة كل من رئيس المجلس الوطني الفلسطيني ونائبيه إلى لقاء يعقد في دمشق بحضور السيد احمد قريع للبحث في إعادة بناء المنظمة وفق اتفاق القاهرة المعروف بين الفصائل بحضور الرئيس.

- يقوم السيد الرئيس محمود عباس بدعوة الأمناء العامين للفصائل للاجتماع وبحضور أعضاء اللجنة التنفيذية، وشخصيات مستقلة وازنة يتفق عليها بالإضافة لرئاسة المجلس التشريعي لإطلاق حملة إعادة بناء المنظمة على أسس جديدة وبمشاركة الجميع، بدءاً من تشكيل مجلس وطني جديد كأساس لا غنى عنه في ورشة إعادة البناء المنشودة.

- إذا لم يتم ذلك اتفقت كل الفصائل العشرة وبرغم عدم وجود الطرف الآخر، الذي وصفه البعض بمغتصب المنظمة أو مختطفها، ستتحرك هذه الفصائل في داخل فلسطين وخارجها شعبياً لجمع تواقيع اكبر عدد من أبناء الشعب الفلسطيني على وثيقة إعادة بناء المنظمة قبل أن تباشر هذه القوى والفصائل في دعوة الشعب في كل مكان لعقد مؤتمرات شعبية وطنية تنتخب ممثليها أينما توفر ذلك لتكون نواة المجلس الوطني الجديد باعتباره المؤسسة الأم لإعادة هيكلة المنظمة وتفعيل دورها.

- يتمثل الأخ أبو اللطف وإخوانه في هذه الورشة عن حركة فتح باعتباره يتابع الأمر منذ مدة ويطل بشكل تفصيلي على مجريات الأمور في دمشق.... وهنا أود أن أشير إلى أن هناك أنباء تواترت من أكثر من مصدر تشير إلى أن الأخ أبو اللطف يعد مكتبه ومنزله في دمشق في سبيل إقامة دائمة فيها .

- تم الاتفاق على وثيقتين احداهما سياسية والأخرى تنظيمية تشمل كل جوانب العمل في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وليس ممكناً عرضهما في هذا البيان الموجز .

اللقاء الثاني في مقر جبهة النضال الشعبي الفلسطيني وظهر الأربعاء الموافق 6 / 12 عقد لقاء جمع السيد مصطفى البرغوثي ولجنة المتابعة الفلسطينية للفصائل العشرة، تحدث فيه الدكتور مصطفى عن حوارات الوحدة الوطنية وتشكيل حكومتها العتيدة مستعرضا كل مراحلها واهم معوقاتها ولعل أهم ما تناوله الأخ الدكتور هو إشارته الواضحة، ولكن دون تسمية احد إلى أن هناك فريقاً يحيط بالرئاسة يقوم بالتحريض على إفشال المفاوضات وتخريبها أولاً بأول، وهذا الفريق لا يخفي رفضه لتشكيل حكومة وحدة وطنية متساوقا بذلك مع رغبة أمريكية إسرائيلية في إبعاد حماس عن مركز صنع القرار ورافضا لصيغة العمل الجماعي، خدمة للمشروح الامريكي الصهيوني، وان هذا الفريق لا يريد لا الوحدة ولا رفع الحصار ويدفع باتجاه انسداد مسالك الحوار والتفاهم بين طرفي الخلاف الفلسطيني، وهو ما سبق أن طرحه السيد وزير خارجية قطر اثر وساطته بين فتح وحماس بالخصوص.

وقد أثنى السيد البرغوثي على كلام السيد هنية في معرض إصراره على استمرار الحوار مرددا ذات العبارة ، بأنه لا بديل عن الحوار سوى الحوار .

وفي هذا الاجتماع توافق كل الحاضرين على أن الرئيس عباس اخطأ عندما أعلن نهاية المفاوضات وفشلها بحضور السيدة جونداليسا رايس وزيرة خارجية أمريكا كما لو كان الأمر متعلقاً بإرضاء الولايات المتحدة ومنسجما مع مواقفها بهذا الخصوص.

هذه هي أهم اللقاءات والقضايا التي اتفق عليها ويبقى أن أشير إلى أن كل هذه الحوارات تنتظر رأى السيد الرئيس وحركة فتح ومجلسها الثوري، وان الأجدى لشعبنا أن تجري الأمور بحضور ومشاركة الجميع وفي المقدمة حركة فتح، وأشير إلى أن إقليم فتح بسوريا يعمل بانتظام ونشاط ويشارك في كل الفعاليات الوطنية ،بقيادة الأخ والصديق الدكتور سمير الرفاعي.

التعليقات