يوم دراسي في الجامعة العربية الأمريكية حول المشهد الإسرائيلي بعد الحرب على لبنان

-

يوم دراسي في الجامعة العربية الأمريكية حول المشهد الإسرائيلي بعد الحرب على لبنان
نظم المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- "مدار" وبالتعاون مع دائرة العلاقات الدولية والعامة في الجامعة العربية الأمريكية، يوم السبت 3/3/2007، يوماً دراسياً بعنوان "المشهد الإسرائيلي بعد الحرب على لبنان" في حرم الجامعة.

وأقيم اليوم الدراسي بمشاركة الدكتور مفيد قسوم، مدير عام مدار، وأنطوان شلحت، محرر ملحق "المشهد الإسرائيلي" والدكتور نظام ذياب، عميد كلية العلوم والآداب في الجامعة، والدكتور أيمن يوسف والدكتور حماد حسين، أستاذي العلوم السياسية في الجامعة، وعاطف أبو الرب، مدير مركز آراء للدراسات والأبحاث في جنين.

وافتتح اليوم الدكتور نظام ذياب بكلمة رحب فيها باسم أسرة الجامعة بالمشاركين والضيوف، الذين التقوا لدراسة موضوع لا يقل أهمية عن الخبز ولقمة العيش بالنسبة للفلسطينيين وهو المشهد الإسرائيلي، الذي يجب علينا دراسته بمنهج علمي واهتمام كبير لانعكاساته المباشرة على الواقع الفلسطيني.

أما الدكتور مفيد قسوم، مدير عام مدار، فقد قال في مداخلته إن المركز يطمح لتأسيس مرجعية معرفية على المستوى العربي لمعرفة كينونات النظام الإسرائيلي، وانتقد عدم وجود مؤسسات بحثية عربية بعد أن مضى على الوجود اليهودي أكثر من 120 عامًا تختص بدراسة الوضع الإسرائيلي بعلمية وموضوعية، على الرغم من وجود عدد من هذه المؤسسات إلا أنها غير متخصصة كلياً. وأضاف د. قسوم أن إنشاء مركز مدار جاء ليسد هذا النقص ومهمته الأساسية توفير المعلومات العلمية والموضوعية والموثوقة لصانعي القرار والمهتمين والقراء من كافة شرائح المجتمع العربي، وتحدث د. قسوم عن البرامج التي ينفذها المركز وإصداراته.

وبدأ أنطوان شلحت مداخلته بالحديث عن ملحق "المشهد الإسرائيلي" الذي يصدر عن مركز مدار كملحق نصف شهري، قائلاً إن الهدف منه هو أن يكون سبيل مدار للنخب المهتمة بالوضع الإسرائيلي، من خلال تقديم الواقع الإسرائيلي بشكل شمولي، بأقلام محللين وباحثين من فلسطينيي الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة وبعض المقالات أو الكتب المترجمة دون الاعتماد فقط على ما يترجم عن الصحافة الإسرائيلية، التي تؤدي فقط إلى تلقين القارئ ما يرغب به المترجم.

وأضاف شلحت أن إسرائيل وبعد الحرب على لبنان تعيش حالة من التخبط شبيهة بحالة ما بعد حرب 73 مع بعض الاختلافات. وقال إنه خلال هذه الحرب حصل نوع من الانقلاب الهادئ في إسرائيل، حيث أن هذه هي الحرب الأولى في تاريخ إسرائيل التي لا يمتلك فيها رئيس وزرائها و وزير دفاعها أية خلفية عسكرية، فكان أن الجيش هو من يقرر مسار الحرب وليس المستوى السياسي. وقال شلحت إنه مع انتهاء الحرب برزت أزمة قيادة في إسرائيل، فالحكومة الحالية لا تمتلك أية أجندة سياسية، وعلى الرغم من القاعدة البرلمانية العريضة التي تتمتع بها إلا أنها لا تمتلك قاعدة شعبية.

أما بالنسبة للأمن والجيش فقد أصبح هذا الموضوع هو المحور المركزي في إسرائيل، حيث تجري حالياً عمليات تقييم لأخذ الدروس والعبر للتحضير للجولة القادمة من الحرب أو لحرب جديدة. وأشار شلحت إلى ارتفاع نسبة القلق والخوف عند الإسرائيليين وانخفاض نسبة التبجح الذي طالما اشتهروا به وذلك حسب آخر الدراسات المسحية السنوية التي تجري في إسرائيل. وأضاف شلحت أن كل هذا يقودنا إلى سؤال أنفسنا، هل إسرائيل بعد الحرب أكثر رغبة في السلام؟ وهل ستفلح إسرائيل في تجاوز آثار الحرب على لبنان؟.

من جانبه قال الدكتور حماد حسين في مداخلته أن إنشاء المراكز البحثية يعكس مدى الوعي السياسي وأهميته في المجتمعات، لأنها تساهم في مساعدة صانع القرار السياسي لاتخاذ القرار السليم، والمشكلة الأساسية في المجتمع الفلسطيني هي عدم معرفتنا لأنفسنا أولاً ولعدونا ثانياُ، وذلك ناتج عن كوننا ضحية لسياسة التجهيل التي اتبعتها إسرائيل على مدى أربعين عاماً، وقال أن استمرار هذا الجهل بعد إنشاء السلطة الفلسطينية يعتبر مأساوياً، وأشار د. حسين إلى أهمية مركز الأبحاث الفلسطينية الذي أسسته منظمة التحرير الفلسطينية حيث ساهم بشكل كبير في تعزيز الوعي السياسي الفلسطيني.

من جانب آخر انتقد الدكتور أيمن يوسف ضعف الثقافة السياسية في فلسطين من ناحية الشأن الإسرائيلي وخصوصاً عند الأكاديميين، والذي ينعكس على عملية تأسيس أجيال فلسطينية مثقفة واعية لقضيتها، وتحدث عن الحاجة إلى تعميق فلسفة تعليم اللغة العبرية في الجامعات الفلسطينية، فلا يعقل كما قال أن نقوم بإجراء أبحاث عن الشأن الإسرائيلي دون الرجوع إلى المصادر العبرية، وأشار د. يوسف إلى مساحة الحرية الممنوحة لمراكز الدراسات ومدى تبعيتها للأنظمة الحاكمة أو الجهات التمويلية، ودعا في نهاية مداخلته إلى ترجمة الكتب المهمة التي تصدر عن الجانب الإسرائيلي إلى اللغة العربية إضافة إلى إقامة مزيد من الندوات والأيام الدراسية المتخصصة بالشأن الإسرائيلي.

من جانبه انتقد عاطف أبو الرب في مداخلته تركيز المواد الصحفية والمقالات المترجمة عن الصحافة الإسرائيلية على خط واحد من الكتاب يحملون توجهاً مشتركاً وهو ما يؤدي إلى تضليل القارئ الفلسطيني، وأشار إلى الرقابة الشديدة التي تمارسها الحكومة والجيش في إسرائيل على الكتابات بالشأن الفلسطيني في الصحافة الإسرائيلية وخصوصاً المتعلقة بالانتهاكات والممارسات اللاأخلاقية للجيش في المناطق الفلسطينية.

وحول السياسة الإسرائيلية قال أبو الرب إن إسرائيل تعتمد التراكم في سياساتها ولا تتعامل بردة الفعل، ودائماً ما تضع نفسها بموقف الضحية حتى عندما تكون منتصرة، وفي الحرب على لبنان لم تتمكن إسرائيل من حسم الموقف على أرض المعركة إلا أنها نجحت سياسياً في تنفيذ أجندتها وخصوصاً إزاحة حزب الله عن الحدود الشمالية ونشر جنود دوليين إضافة إلى نشر الجيش اللبناني على حدود لبنان الجنوبية، ومن جهة أخرى قال أبو الرب إن إسرائيل صعدت من إجراءاتها وحملاتها في محافظات الوطن مستغلة انشغال العالم بالحرب على لبنان.

التعليقات