ناشط سياسي من غزة لـ"عرب 48": نؤسس لاستراتيجية العودة

قال الناشط السياسي وأحد مؤسسي الهيئة الوطنية لمسيرة العودة الكبرى، أحمد أبو ارتيمة، من قطاع غزة، إن "مسيرة العودة تعتبر تطورا مهما في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وتتمثل في تفعيل قوة الحشود والطاقات الشعبية التي كانت معطلة".

ناشط سياسي من غزة لـ

أحمد أبو ارتيمة

قال الناشط السياسي وأحد مؤسسي الهيئة الوطنية لمسيرة العودة الكبرى، أحمد أبو ارتيمة، من قطاع غزة، إن "مسيرة العودة تعتبر تطورا مهما في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، وتتمثل في تفعيل قوة الحشود والطاقات الشعبية التي كانت معطلة، إلى حد كبير، وتفعيل أدوات القوة الناعمة التي يمتلكها الفلسطينيون أمام القوة الفظة والشرسة التي يمتلكها الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد أبو ارتيمة في حديث خاص لـ"عرب 48"، أن "مسيرة العودة وضعت العودة بالواجهة وأبرزتها بقوة، بعد أن كانت مغيبة لحساب قضايا أقل أهمية مثل الدولة والحديث عن الاستيطان والحصار. أصبح الحديث، الآن، عن العودة أما العالم بقوة وهي جوهر القضية الفلسطينية".

وأشار إلى أن "حراك مسيرة العودة ساهم أيضا في إخراج دولة الاحتلال ومشروعها من حالة الراحة والطمأنينة إلى حالة استنزاف على المستوى السياسي والإعلامي والأخلاقي على المستوى الدولي، وهذه ميزات كلها تحسب لمسيرة العودة، ولكن نحتاج إلى أكثر من هذا التفاعل بكثير، وفي بعض التجمعات الفلسطينية اقتصر الفعل على شكل تضامن محدود جدا وليس تفاعلا وفعلا مبادرا كجزء من هذا الحراك".

أخطاء في فكرة العبور

وفي تقييمه العام وحول بعض الأخطاء التي شهدتها هذه التجربة، قال أبو ارتيمة إن "هناك بعض الأخطاء حدثت في طريقة إدارة مسيرة العودة وأبرزها في ترويج فكرة العبور نحو الأرض المحتلة، وهي ربما فكرة أعتقد أنها مستعجلة وغير ناضجة للحظة التاريخية لممارستها على الأرض رغم أنها حقنا التاريخي والمبدئي لأن هذا تطبيق لقرار 194 وترويج هذه الفكرة ربما هو الذي رفع أعداد الشهداء في يوم 14 أيار/ مايو. وأيضا من الأخطاء تحديد يوم للذروة وهو نفس اليوم ما أدى لرفع سقف تطلعات الشباب من ذلك اليوم، وهذا ربما يجد له انعكاسا سلبيا على نفسية الشباب".

وشدد أبو ارتيمة على أن "قوة مسيرة العودة هي أن تتحول إلى برنامج نضالي دائم وألا تتوقف فقط على بضعة أيام أو أسابيع، لأن طبيعة معركتنا بحاجة إلى صبر وطول نفس ولا تحسم خلال أسابيع قليلة، وهذا يقتضي تقليل تكلفة مسيرة العودة من أجل النجاح في استمرارها".

وأوضح أن "مسيرة العودة رغم أنها بدأت بمبادرات شعبية وبرز بشكل واضح دور مؤسسات المجتمع المدني والناشطين الشباب إلا أن هناك محاولات من الفصائل التقليدية ومن قيادات الفصائل للظهور المبالغ فيه واحتواء هذا الحراك. ونحن نقر من إحدى الزوايا حاجتنا إلى هذه الفصائل لما تمتلكه من قدرة تحشيدية وما تمتلكه من ثقل، ولكن في ذات الوقت نرى أنه من المضر أن تبالغ هذه الفصائل بالظهور وأن تبالغ في احتواء النشاطات في هذا الحراك، لأنه من شأن ذلك أن يفقد هذا الحراك أهم عنصر فيه وهو الطابع الشعبي".

حراكات موازية

وحول ضعف الحراك في باقي أماكن تجمعات الشعب الفلسطيني، قال أبو ارتيمة، إن "حراك الفلسطينيين في المناطق الأخرى وخصوصا في الضفة الغربية وأراضي الـ48 لم يكن وفق المستوى الذي نطمح إليه. حراكنا سيكون أقوى لو كان هناك حراكات موازية في أماكن التجمعات الفلسطينية الأخرى ما سيحرم الاحتلال الكثير من دعايته وخاصة الترويج بأن هذا الحراك تقوده ‘حماس’ وأيضا كان سيعيد تفعيل قضية العودة بشكل أفضل لأن اقتصار هذا الحراك على قطاع غزة، الآن، يساهم في تكريس أنه حراك من أجل رفع الحصار وليس حراكا من أجل العودة".

وختم أبو ارتيمة بالقول: "نحن نأمل أن يكون الحراك أفضل بين أهلنا في مختلف تجمعات الشعب الفلسطيني في الفترة القادمة، وذلك من أجل استنهاض المشروع الوطني الفلسطيني. مسيرة العودة تحمل بذور استعادة استنهاض المشروع الوطني وتصحيحه، ونحن نؤسس لاستراتيجية العودة، لذلك أعتقد أن كل فلسطيني عليه أن يفكر في كيفية تطوير هذا الحراك وتعزيزه".

التعليقات