تحقيق "عرب 48" | استشهاد شيرين أبو عاقلة.. استهداف مباشر بنيران الاحتلال

تعقب "عرب 48" حيثيات استشهاد الزميلة الصحافية، شيرين أبو عاقلة، من خلال تحقيق مصور في جنين أظهر كذب رواية الاحتلال بأنها ارتقت برصاص فلسطيني صباح اليوم، الأربعاء.

تحقيق

من مكان استشهاد الصحافية شيرين أبو عاقلة (عرب 48)

تعقب "عرب 48" حيثيات استشهاد الزميلة الصحافية، شيرين أبو عاقلة، من خلال تحقيق مصور في جنين أظهر كذب رواية الاحتلال بأنها قد تكون استشهدت من جرّاء إصابتها برصاص فلسطيني، الأربعاء.


وتبين خلال التحقيق، أن نقطة استشهاد الصحافية أبو عاقلة تبعد عن مكان إطلاق الرصاص الذي وثق به الشاب الفلسطيني المسلح مسافة 2 كيلو متر وتقع بين أزقة المخيم الضيقة، وهذا يؤكد أن استشهادها وإصابة الصحافي، علي السمودي، كان برصاص الاحتلال الذين تواجدوا فوق أسطح المنازل بعد مداهمة مخيم جنين.

وقال الشاب، شريف العزب، الذي تمكن من الوصول إلى شيرين بعد اغتيالها، في حديث لـ"عرب 48"، إن "المكان الذي استشهدت فيه لم يشهد أية مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، حيث تواجدت فيه مجموعة من الصحافيين وهم يقفون جانبا وفي منطقة مفتوحة بعيدة عن المخيم نوعا ما وعلى مرأى قوات الاحتلال".

وأضاف "فجأة وردنا إصابة شخصين واتضح أنهما الصحافيان السمودي وأبو عاقلة، وعلى الفور توجهت إلى المكان، إذ كان من الصعب إخراجهما من تلك المنطقة بسبب الرصاص المكثف الذي أطلقه جنود الاحتلال".

وتابع: "تمكنت من الوصول إلى أبو عاقلة بعد قفزي عن جدار في المكان يرتفع قرابة المترين، حتى أخرجتها من هناك وجرى نقلها إلى المشفى، وللأسف الشديد كانت قد ارتقت شهيدة بسبب إصابة مباشرة في الرأس".

مكان استشهاد أبو عاقلة

وذكرت شاهدة عيان في المكان لـ"عرب 48"، أن "جنود الاحتلال اقتحموا المنازل في الحي الذي نسكن به، واعتلت مجموعة من القناصة أسطح المنازل في الحي مقابل مكان تواجد الصحافيين، إذ أن الصحافيين تواجدوا في منطقة مفتوحة وبعيدة عن نقطة الاشتباك، فيما لم يتواجد أي مسلح في المنطقة وهم (القناصة) من استهدفوا أبو عاقلة والسمودي بشكل مباشر".

وتابعت أن "الجنود أغلقوا كل المداخل المؤدية إلى منطقة الاشتباك الرئيسية، ولم يكن بإمكان المسلحين الوصول إلى نقطة الصحافيين لكونها منطقة مفتوحة ولا مكان لاختباء الشبان بها".

ويأتي هذا التحقيق الخاص بـ"عرب 48" بعد ترويج الاحتلال مقطع مصور فيه شاب فلسطيني يطلق الرصاص في أزقة المخيم نحو قوات الاحتلال، إذ اعتمدته وسائل الإعلام الإسرائيلية وكأنه من أطلق النار على أبو عاقلة والذي يضلل الحقيقة وراء استشهادها.

وابل الرصاص الذي اطلق تجاه شيرين أبو عاقلة

ويفند تحقيق "عرب 48" كل ما نشره جيش الاحتلال، ووسائل الإعلام الإسرائيلية، واستحالة إمكانية وصول الرصاص الفلسطيني إلى نقطة تواجد الصحافيين التي تبعد مئات الأمتار عن مكان استشهاد أبو عاقلة.

وفي سياق متصل، أشارت منظمة "بتسيلم" الحقوقية إلى أن باحثها الميداني في جنين وثق، صباح الأربعاء، المكان الذي أطلق فيه مسلح فلسطيني النار، حسبما يظهر في الشريط الذي ينشره الجيش، كما وثق أيضا الموقع الذي استشهدت فيه الصحافية شيرين أبو عاقلة برصاص قاتل. وبحسب نقاط التحديد وصور المنطقة، يتضح أنه لا يمكن أن يكون إطلاق الرصاص الموثق في شريط الفيديو هو مصدر إصابة شيرين أبو عاقلة وزميلها.

الطريق الذي استشهدت فيه شيرين
المنازل التي تواجدت عليها فرق القناصة
مئات الأمتار بين موقع الاشتباك وموقع اغتيال شيرين (بتسيلم)

التعليقات