تقرير : " الفتى حسام عبده ضحية جديدة للمخابرات الإسرائيلية "

* الاحتلال يستغل الأطفال الفلسطينيين ثم يتهم الفصائل الفلسطينية بأنهم يرسلون الأطفال للانتحار * "شهداء الأقصى": فبركة قذرة من مخابرات الاحتلال

تقرير :

أكد العديد من المواطنين والمسؤولين وشهود العيان الفلسطينيين إلى جانب مصادر مسؤولة في كتائب الأقصى بأن حادثة إلقاء القبض على الفتى حسام عبده من نابلس هي فبركة جديدة من المخابرات الإسرائيلية لإيصال رسالة للعالم مفادها أن الفلسطينيين يرسلون أطفالهم لقتل أنفسهم وبطريقة بشعة بهدف التاثير السلبي على معنويات الشعب الفلسطيني واضعاف التاييد العالمي للقضية الفلسطينية .

ولا يستطيع أحد تحديد طبيعة هذه الفبركة الإسرائيلية من جانب مخابرات الاحتلال لسرية مثل هذه النشاطات ، لكن العقل والمنطق وكذلك "العاطفة" التي تحتل مرتبة متقدمة في حسابات الفلسطينيين إلى جانب التحليل البسيط ، كل ذلك يجعل من السهولة بمكان التأكيد بأن مخابرات دولة الاحتلال هي المؤلف والمخرج وصاحبة السيناريو لحادثة إلقاء القبض على الفتى عبده ، تماما كما حصل مع سابقيه من الاطفال مثل الطفل عبد الله قرعان من مخيم بلاطة الذي زعم جيش الاحتلال بأنه نقل كمية من المتفجرات عبر حاجز حواره قبل حوالي أسبوعين، والطفل أحمد أبو مرخية من الخليل الذي قام جنود الاحتلال بوضع عدة قنابل يدوية في حقيبته المدرسية فيما قام جندي آخر بتصويرها على أساس أن الطفل ينقل القنابل والطفل احمد عبد الحق من نابلس الذي تم تصويره من جانب المحتلين في هيئة استشهادي .ويقول أحد أشقاء الفتى حسام محمد بلال عبده بأنه على قناعة تامة بأن شقيقه كان ضحية لما وصفها لعبة قذرة أعدتها المخابرات الإسرائيلية دون علم شقيقه الذي يبلغ من العمر 16 عاما واحد طلبة مدرسة عمر بن الخطاب في نابلس ، موضحا بأن شقيقه يعاني منذ بضعة شهور من حالة نفسية غير مستقرة ، معربا عن اعتقاده ان احد عملاء المخابرات ربما اقنع شقيقه بحمل حزام وهمي لنقله او بحجة تفجير نفسه بهدف استغلال هذه "المسرحية" من جانب اسرائيل اعلاميا ، وتساءل عن السبب الذي جعل الاسرائيليين يؤكدون ان عمر شقيقه 14 عاما رغم انهم عرفوا بان عمره 16 عاما، موضحا بأن هذا دليل اضافي على ان الموضوع ليس اكثر من لعبة اسرائيلية .

وللتاكيد على ذلك يؤكد شهود العيان ان جنود الاحتلال عادة ما يمنعون الصحفيين من البقاء طويلا عند حاجز حواره بهدف التصوير لكن في ذلك اليوم طلب ضباط كبار في جيش الاحتلال من الصحفيين البقاء للتصوير كما ان عددا ملحوظا من الصحفيين الاسرائليين كانوا متواجدين قبل وصول الفتى .

وقد علم " عرب48" بأن جيش الاحتلال ضغط على الصحفيين الأجانب للتركيز على الخبر حتى أن إحدى وكالات الأنباء العالمية المعروفة بثت في يوم "المسرحية" 18 صورة للفتى بشكل متتالي وبطريقة تثبت النوايا الخبيثة لمن ضغط عليهم حتى يبثونها بهذا الشكل الملحوظ ، كما ان العديد من مراسلي وكالات الأنباء العالمية الذين وصلوا الى مدينة نابلس أمس الاول الخميس مروا بالقرب من مسيرة كبيرة للمعاقين كانوا يحتجون على اغتيال الشيخ احمد ياسين ولم يأبه "الصحفيون الأفذاذ" للمسيرة لانهم كانوا مشغولين بمقابلة ذوي الفتى حسام عبده .وحسب روايات شهود العيان الذين تواجدوا قرب حاجز حواره الى جانب تأكيدات ذوي الفتى فانه وصل الى الحاجز وهو يرتدي جاكيتا لونه احمر فاقع وملفت للنظر موضحين بأن الذين أرسلوا الفتى كانوا قد تعمدوا على ما يبدو بان يكون الفتى مميزا في لباسه حتى يسهل التعرف عليه من قبل جنود الاحتلال .

ويؤكد الشهود بأن الجنود الاسرائيليين كانوا في "حالة انتظار واضحة" لقدوم الضحية حيث امروا المواطنين المتواجدين على الحاجز بعدم التحرك وبدءوا الطلب من الجميع رفع ثيابهم حتى وصلوا الى هدفهم .

ويوضح بعض الشهود بأن الجنود نادوا الفتى باسمه مما يعني وبوضوح معرفتهم المسبقة ب"المسرحية" ، فيما تساءل العديد من المحللين والمعنيين الفلسطينيين في محافظة نابلس عن السبب الذي يدعو رجال المقاومة لإرسال فتى في ال16 من عمره لتفجير نفسه ، مشيرين إلى أن إسرائيل تعلم بان هناك أعدادا كبيرة من الشبان الفلسطينيين الذين ينتظروا بفارغ الصبر دورهم لتنفيذ عمليات استشهادية ضد أهداف إسرائيلية خاصة في ظل حالة القهر والقمع الذي تمارسه حكومة شارون وجيشها بحق الشعب الفلسطيني دون تمييز بين صغير وكبير .ومن جانبها نفت كتائب شهداء الاقصى "المتهمة" من جانب الاسرائيليين بانها المسؤولة عن ارسال الفتى، نفت بشكل قطعي هذه "الفرية" مؤكدة بانها مجرد فبركة اسرائيلية تهدف الى الاساءة للشعب الفلسطيني ، كما أكد أحد المسؤولين البارزين في كتائب الاقصى بمخيم بلاطة ل" عرب48" على ان الكتائب لا تعلم شيئا عن هذا الفتى نافيا علاقة الكتائب بالمسؤولية عن ارسال الفتى ومعربا عن اعتقاده بانه لا يستغرب ابدا ان تكون المخابرات الاسرائيلية هي المسؤولة عن هذه " الفبركة" حسب تعبيره ، مضيفا بأن جيش الاحتلال وخاصة الاجهزة الاستخبارية فيه والمعروفة بانعدام اخلاقها وانسانيتها ليس غريبا عليها ان تستغل الاطفال وتقحمهم في الصراع .

واكد ان اخلاقنا وتقاليدنا العربية لا تسمح لنا باستغلال الاطفال لمثل هذه الغايات واسرائيل التي تتغنى الان بالإنسانية والدفاع عن الطفولة هي ذاتها التي تزج بعدد كبير من الاطفال الفلسطينيين في سجونها .

وبالعودة الى ما حدث مع الطفل أحمد ابو مرخية 6 سنوات من سكان تل الرميدة بمدينة الخليل تتضح الصورة أكثر وأكثر، حيث قام جنديان اسرائيليان باستوقاف الطفل خلال عودته من مدرسته (مدرسة المحمدية الاساسية) يوم السبت 20/3/2004 في حوالي الساعة الثانية عشر والنصف ظهرا وعمد احد الجنود بفك قطع من بندقيته ووضعها داخل حقيبة الطفل كما وضع فيها بعض القنابل وبضمنها قنابل غاز ثم ارغم الطفل على الوقوف بجانب حقيبته وهي مفتوحة بحيث يظهر انه يحمل حقيبة متفجرات .

وحسب رواية والدة الطفل فان الجنديان أمرا الطفل بعد تصويره بالعودة إلى منزله حيث وصل البيت وهو في حالة نفسية سيئة جدا وبعد معرفة ألام بهذه الواقعة قامت بإبلاغ بعض الضباط الإسرائيليين الذين تواجدوا في منطقة سكنها كما أبلغت الارتباط الفلسطيني والمحافظة وإحدى جمعيات حقوق الإنسان .

وتؤكد ألام بأن طفلها ابلغها بأنه لن يذهب لمدرسته خشية تحرش جنود الاحتلال به مرة أخرى ولا يزال حتى ساعة إعداد هذا التقرير يرفض التوجه للمدرسة .

وفي حادثة مماثلة كان عدد من جنود الاحتلال قد قاموا باقتحام منزل المواطن وائل عبد الحق في مدينة نابلس يوم الخميس 29/12/2004 حيث كان في المنزل الفتى أحمد وائل عبد الحق 14 عاما والذي يحمل الجنسية الأمريكية ، قام جنود الاحتلال بعد ضربه بصورة وحشية بإرغامه على الجلوس على كرسي وهو يحمل ورقة وكأنه يقرأ وصيته كما يفعل الاستشهاديون ووضعوا خلفه علم فلسطين كما وضعوا أمامه طاولة عليها بندقيتين من طراز ام16 وعدد من القنابل وقاموا بتصويره قبل ان يغادروا .

في كلا الحالتين السابقتين (احمد ابو مرخية واحمد عبد الحق) تساءل ذوو الطفلين بقولهم : "ما دام جنود الاحتلال قاموا بذلك ولم يعتقلوا او يحتجزوا الطفلين فماذا يريدون من فعلتهم ؟) والجواب على ذلك كما يقول مسئولون في شهداء الأقصى في نابلس ومخيم بلاطة هو نشر هذه الصور أمام الراي العام العالمي لاظهار الفلسطينيين بأنهم غير إنسانيين وانهم يرسلون أطفالهم للموت وبالتالي يضعفوا تاييد العالم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني .أما الطفل عبد الله قرعان 12 عاما من مخيم بلاطة فيؤكد ذويه بانهم على قناعة تامة بأن عملية احتجاز طفلهم بحجة انه ينقل متفجرات في الحقائب التي كان ينقلها عبر حاجز حواره ليست اكثر من "فبركة" من جانب سلطات الاحتلال مشيرين الى أن العقل والمنطق يؤكدان بان رجال المقاومة لا يمكن ان يقوموا بذلك .

وحسب شهود عيان تواجدوا لحظة البدء في مسرحية الطفل قرعان فان الصحفيين الإسرائيليين كانوا متواجدين وجاهزين للتصوير على الحاجز بطريقة لافتة للنظر ومؤكدة بأن "فبركة" إسرائيلية ستحصل وهذا ما جرى فعلا .

ويقول ذات الطفل بانه توجه بعد الدوام المدرسي الى حاجز حواره للعمل حمالا كما يفعل يوميا مع احد اصدقائه وخلال بداية عمله حضرت حافلة صغيرة نزل منها اثنان لا يعرفهما وطلبا منه ان يوصل لهما حقيبتين الي الجهة الثانية من الحاجز .

وتابع عبد الله : قالا لنا بان هناك "ختيارة" تنتظر بسيارة سوبارو في الجهة المقابلة سوف تتسلم الاغراض ودفعا لصديقي 15 شيكلا (3 دولارات ونصف) اخذ هو منها عشرة شيكل واعطاني خمسة وقمت انا بدفع العربة في حين رجع صديقي للبيت.. وعندما وصلت الي المكعبات الاسمنتية حملت احدي الحقائب علي ظهري كانت ثقيلة واشبه بحقيبة مدرسية وامسكت الاخري بين يدي .

واوضح لم اكن اعرف ما بداخل الحقيبتين وعندما وصلت الي الجنود سألني احدهم ماذا بداخل الحقيبة فقلت له لا اعرف وعلي الفور حضرت مجندة وطلبت مني فتح الحقيبة وكانت تصوب بندقيتها علي رأسي فامتثلت للأمر وفتحت الحقيبة (الثقيلة) التي كانت علي ظهري ورأيت بها قطعا للسيارات ولم يكن بها اي متفجرات .

وعلي الفور اقتادني الجنود جانبا وعندها شاهدت صحافيين اسرائيليين ومصورين كانوا يتحدثون العبرية حيث التقطوا لي صورا وكنت ابكي وكنت مرتبكا وخائفا، فيما كان الجنود يضحكون وبعد ذلك ابعد الجنود الاسرائيليون الناس عن الحاجز وقاموا بالقاء قنبلة صوتية علي الحقيبة احدثت دويا كبيرا .

واضاف صفعني احد الجنود عدة مرات وركلني خلال التحقيق ثم قالوا لي انهم سيفرجون عني ان قلت لهم الصحيح فأخبرتهم انني لا اعرف من هو صاحب الحقيبة او ماذا بداخلها .. وعند المساء وضعوني في سيارة الجيب مجددا ثم اطلقوا سراحي عند معسكر حوارة .وقال لن اعود للعمل مطلقا للعمل عند حاجز حوارة. وقالت دلال قرعان ( والدة عبد الله) لا اصدق الرواية الاسرائيلية مطلقا وان ما حصل لابني هو محض تلفيق من قبلهم لاعطاء صورة سلبية عنا امام العالم واظهارنا كأناس نستغل الاطفال .

واضافت لا يعقل ان تكون جهة ما قد حاولت تفجير ابني او تحميله متفجرات فهو طفل صغير لا يعرف شيئا في هذه الدنيا ولو كان الامر صحيحا لما افرجوا عنه بعد عدة ساعات قليلة من اعتقاله .

ويقول احد شهود العيان بان الجنود اقتادوا الطفل جانبا حيث كان مرتبكا وخائفا موضحا بانه لم يلحظ أي اضطراب او قلق لدى الجنود، والغريب في الامر ان صحافيين اسرائيليين تواجدوا في المكان بعد نحو خمس دقائق ، مضيفا: لقد أبعدونا عن الحاجز واجروا تفجيرا كبيرا لكننا لم نلحظ تطاير شظايا او مسامير وكل ما سمعناه هو دوي كبير ودخان .

التعليقات