لم أعش طفولتي... تاريخ من العنف والاعتداءات الجنسية في سجون الأحداث الأميركية

تعرّض نظام الأحداث في لوس أنجلس، لتحقيقات متكرّرة من الحكومة الفيدراليّة، منذ ثمانينات القرن الماضي وحتّى عام 2010، وذلك بعد ورود تقارير في إساءة معاملة الأطفال، واستخدام رذاذ الفلفل والعنف والاعتداءات الجنسيّة المتكرّرة

لم أعش طفولتي... تاريخ من العنف والاعتداءات الجنسية في سجون الأحداث الأميركية

(Getty)

في تقرير نشرته صحيفة "غارديان" البريطانيّة، وسلّطت فيه الضوء على ما يعيشه أطفال الأحداث في السجون الأميركيّة، وخاصّة في سجون لوس أنجلس، وما يعانونه من تحرّشات واعتداءات جنسيّة. مايشا، التي سُجنب في سجن الأحداث عام 1997، كانت تعلم حينها أنّ الاعتداءات تطال فتيات أخريات، لكنّها لم تفكّر أبدًا في الإبلاغ عن هذه الاعتداءات. تقول مايشا للصحيفة "إذا أخبرت الموظّفين، فسوف يتعاملون معي بشكل مختلف… من العبارات المتداولة هُنا، الواشون يحصلون على الغرز"، في إشارة إلى إمكانيّة الأذى الجسديّ الذي يمكن أن يطالها في حال أبلغت عن الاعتداءات الجنسيّة التي تتعرّض لها.

تبلغ مايشا اليوم 42 عامًا، وتعتزم المشاركة في دعوى قضائيّة ضدّ مقاطعة لوس أنجلس، مع ما يزيد عن 300 شخص. هذه القضيّة التي توضّح تفاصيل الاعتداءات الجنسيّة التي حدثت من قبل الضبّاط في سجون الأحداث، منذ عام 1972 وحتّى عام 2018، هذه القضيّة، التي قالت عنها صحيفة غارديان أنّها ترسم صورة قاتمة للعنف الممنهج الذي يتعرّض له الأطفال في سجون الأحداث، وتتحدّث الدعوى حول الاعتداءات الجنسيّة التي قام بها موظّفون، في مختلف أماكن الاعتقال، سواء في الزنازين أو الحمّامات أو الحبس الانفراديّ وصالات الاحتجاز. هذه القضيّة التي جاءت في نحو 359، وقدّمت للمحكمة في كانون الأوّل/ ديسمبر، يمكن أن تفتح الأبواب على مصراعيها أمام واقع السجون السيّء في الولايات المتّحدة الأميركيّة، خاصّة سجون الأحداث.

مايشا التي نشأت في كومبتون في جنوب لوس أنجلس، كانت قد واجهت التشرّد والعنف والجريمة في طفولتها المبكّرة، إذ إنّ والدتها كانت مدمنة مخدّرات، وتخلّت عنها عندما بلغت 13 عامًا. تقول مايشا إنّها لم تعش طفولتها، وما لبثت خلال هذه السنوات، أن انخرطت في عالم العصابات وحوادث عنف، ما قادها إلى السجن، وتتقاطع شهادات الضحايا حول الأحداث التي تعرّضوا لها؛ تقول السيّدة جونز، وهي إحدى السيّدات المشاركات في القضيّة "كانت بيئة مخيفة لم أكن معتادة عليها، حيث يقوم الكبار بشتمي وإساءة معاملتي… شعرت حينها أنّني في مأوى للكلاب.

وتعرّض نظام الأحداث في لوس أنجلس، لتحقيقات متكرّرة من الحكومة الفيدراليّة، منذ ثمانينات القرن الماضي وحتّى عام 2010، وذلك بعد ورود تقارير في إساءة معاملة الأطفال، واستخدام رذاذ الفلفل والعنف والاعتداءات الجنسيّة المتكرّرة، وثلاث قضايا نيابة عن أكثر من 300 شخص.

من جهته، قال المحامي الرئيسي في القضيّة المرفوعة "بدلًا من مساعدة مايشا، وضعوها في مكان يعجّ بالمفترسين الجنسيين… لقد تمكّن هؤلاء من استهداف الأطفال. وكما جاء في الدعاوى المرفوعة، فإنّ بعض الضحايا أبلغوا عن تعرّضهم لاعتداءات جنسيّة من قبل ضبّاط في هذه السجون.

ومنذ الفترة التي كانت تقضي فيها مايشا عمرها في سجن الأحداث، تقلّص عدد السجون، والآن، فإنّ هناك نحو 500 طفل كلّهم من السود أو اللاتينيّين، محبوسين في هذه المنشئات. وكانت الوكالة الحكوميّة المسؤولة عن مراقبة ظروف السجن، قالت في عام 2021، إنّ مرافق الأحداث في لوس أنجلس غير مناسبة للأطفال، وقالت مديرة عدالة الشباب في صندوق الدفاع عن الأطفال في كاليفورنيا "هذا نظام معيب بشكل أساسي ولا يمكن إصلاحه". وبعد عقود من هذه الجرائم، لا تزال المقاطعة تواصل تخصيص نحو 400 مليون دولار.

من جهتها، قالت نائبة رئيس قسم المراقبة، كارين فليتشر "إدارة المراقبة لا تتسامح عندما يتعلّق الأمر بالتحرش والاعتداء الجنسيّ". وطالبت الضبّاط بالحصول على "تدريب لتجنب انحراف السلوكيّات الجنسيّة، بالإضافة إلى تركيب كاميرات في المناطق المشتركة، من أجل توثيق كلّ السلوكيّات التي تصدر عن موظّفين أو ضبّاط، وأضافت "سيتم تسريح أيّ ضابط تبيّن أنّه تورط في سلوك غير لائق".

التعليقات