08/07/2024 - 15:51

ممرّ للحياة البريّة: مشروع لحماية أسود الجبال في كاليفورنيا

يهدف ممرّ الحياة البرّيّة، الّذي ستتمّ تغطيته بنباتات محلّيّة، إلى معالجة المشكلة عن طريق إعادة ربط الجبال، وتوفير ممرّ آمن للبوما وغيرها من الحيوانات في المنطقة...

ممرّ للحياة البريّة: مشروع لحماية أسود الجبال في كاليفورنيا

(Getty)

نجوم هوليوود ليسوا المشاهير الوحيدين الّذين يعيشون في التلال المحيطة بلوس أنجليس، فأسود الجبال في جنوب كاليفورنيا تسكن هناك أيضًا، وتحظى في بعض الأحيان بالشهرة نفسها... لكنّ هذه الحيوانات تواجه صعوبات خصوصًا بسبب تمدّد البشر على حساب موائلها، وهو ما يحاول مشروع طموح حلّه.

هذا النوع المعروف أيضًا باسم بوما أو كوغار، هو الحيوان المفترس الرئيسيّ في المنطقة، ويشكّل رصد مواقعه هواية للسكّان المحلّيّين.

وقد عزّزت صورة التقطت عام 2013 لحيوان سمّي "بي - 22"، أمام لافتة هوليوود الشهيرة مكانة هذا الحيوان في المخيّلة الشعبيّة.

لكنّ الصورة سلّطت الضوء أيضًا على الصعوبات أمام هذا النوع الّذي يتعرّض موطنه للغزو من البشر، وكذلك على المخاطر المتزايدة جرّاء الظواهر الجوّيّة المتطرّفة الناجمة عن تغيّر المناخ الّذي يسبّبه الإنسان.

وقال أندي بلو من مركز رامونا للحياة البرّيّة التابع لجمعيّة سان دييغو الإنسانيّة إن أسود الجبال "تعيش هنا منذ الأزل، ونحن الآن نبني منازل ومنشآت على أراضيها"، "لذا فمن المحتّم أن يحصل تفاعل" بين الجانبين.

أمام هذا الوضع، يبذل واحد من أكثر الجهود طموحًا للحدّ من تأثير البشر على الأسود الجبليّة في شمال غرب لوس أنجليس: وهو مشروع يعرف باسم ممرّ واليس أننبرغ للحياة البرّيّة.

وستشهد المرحلة الأولى من المشروع، المقرّر إطلاقها في عام 2025، استكمال جسر للحيوانات البرّيّة على 10 ممرّات على الطريق السريع 101، وهو أحد أكثر الطرق ازدحامًا في جنوب كاليفورنيا، إذ يشهد مرور أكثر من 300 ألف شخص يوميًّا.

وقالت نائبة مدير الاتّحاد الوطنيّ للحياة البرّيّة في كاليفورنيا لورين غيل "عندما أنشئ الطريق السريع 101 عبر هذه المنطقة قبل حوالي 60 عامًا، كانت له نتيجة غير مقصودة تتمثّل في عزل جميع جبال سانتا مونيكا" عن سلسلة جبال أخرى قريبة.

وأدّى هذا الفصل إلى إيجاد ما أسمته غيل "جزيرة موائل، وهي معزولة عن كلّ المنطقة البرّيّة في الشمال".

وكانت عواقب هذا الطريق السريع كبيرة على الحياة البرّيّة في المنطقة.

وتوضّح غيل أنّ ذلك لم يقلّل من التنوّع الجينيّ للكثير من الأنواع المحلّيّة فحسب، بل أدّى أيضًا إلى انخفاض ملحوظ في الموائل المعتادة للصيد والتكاثر لأسود الجبال، ما يعرّض الحيوان لخطر الدخول في "دوّامة انقراض".

ويهدف ممرّ الحياة البرّيّة، الّذي ستتمّ تغطيته بنباتات محلّيّة، إلى معالجة المشكلة عن طريق إعادة ربط الجبال، وتوفير ممرّ آمن للبوما وغيرها من الحيوانات في المنطقة.

وتقول غيل "قد لا يعتقد المرء أنّ الطيور ستحتاج للمساعدة عن طريق إقامة ممرّ للحياة البرّيّة".

وتضيف "لكن في الواقع، هناك بعض الطيور الأصغر حجمًا مثل الرنتيت (اسمها العلميّ Chamaea fasciata)، وهي من الأنواع المتأصّلة في هذه المنطقة، وهي صغيرة جدًّا لدرجة أنّ تيّارات الرياح الناتجة عن الطريق السريع تجعل من المستحيل عليها العبور".

وبمجرّد اكتماله، سيكون المشروع الّذي تبلغ تكلفته 80 مليون دولار أكبر ممرّ للحياة البرّيّة في العالم، بحسب القائمين عليه.

تبدو الحاجة إلى إقامة منطقة محميّة مثل هذا الممرّ أمرًا بديهيًّا في مركز رامونا للحياة البرّيّة، حيث تتمّ رعاية جميع أنواع الحيوانات، بدءًا من حيوانات الراكون وحتّى الدببة، لكي تستعيد قوّتها بعد إصابتها بالمرض أو تيتّمها أو تعرّضها لجروح.

وقال بلو إنّ الأسود الجبليّة تأتي إلى رعايتها لأسباب عدّة، لكنّ معظم هذه الأسباب ينبع من "الصراعات بين الإنسان والحياة البرّيّة".

التعليقات