إعلام تطالب بفحص الأداء الحربي للإعلام الإسرائيلي خلال العدوان على لبنان..

أن العقلية الحربية المتنكرة لحقوق الشعوب هي ذاتها التي توجه نقدا لاذعا للإعلام الإسرائيلي، والخطورة حسب مركز "إعلام"، هي ليس فقط في موجة النقد نفسها بل في الإيحاء الذي كنا فيه أمام صحفيين تصرفوا كجنرالات حرب

إعلام تطالب بفحص الأداء الحربي للإعلام الإسرائيلي خلال العدوان على لبنان..
أصدرت مؤسسة إعلام بيانا حول تجند الإعلام الإسرائيلي الحربي أبان العدوان على لبنان جاء فيه " تجتاح إسرائيل في هذه الأثناء موجة كاسحة من النقد السياسي والحربي والإعلامي، يطالب بعضها بلجان تحقيق، وأخرى باستقالة المسؤولين. أحد تلك الموجات موجهه للإعلام الإسرائيلي العام والخاص، مطالبة أيضا بإقامة لجان تحقيق تفحص أداء الإعلام الإسرائيلي خلال الحرب على لبنان".

وأضاف البيان" وقد يظن البعض أنه آن الأوان أخيرا للمجتمع الإسرائيلي بفئاته المختلفة أن يخرج من دائرة رضاه التام عن إعلامه، ويبدأ في نقده والمطالبة بالتحقيق في أدائه.
لكن المتتبع لمطالبات النقد هذه يفهم فورا أن مثل هذا النقد لا يحمل أي قيم حقيقية تقرب الإعلام الإسرائيل من مسؤوليته المهنية الصحفية الحقيقية، المتمثلة في الاهتمام بالبحث عن الحقائق الخافية عن العين المباشرة، وتمثيل الأراء السياسية المناهضة للرأي السائد بإنصاف، وعدم الانقياد لتوجهات سائدة دون فحص قيمها وأبعادها السياسية. ويعتبر مركز "إعلام" خطورة هذا النقد الموجه حاليا ليس فقط من قبل الجمهور، بل حتى من قبل بعض منظمات حقوق الإنسان، وباحثي الإعلام في الجامعات الإسرائيلية، بأنه إحدى تركات العقلية الحربية المستمرة المطالبة بلجان تحقيق لا تحقق في مآسي الحرب وجرائمه، وفي الأداء الإعلامي المشجع لهذه المخالفات، وإنما تحقق في "الفشل العسكري" الذي لم يقبل به المجتمع الإسرائيلي، وفي "الفشل الإعلامي" الذي يرونه في تزويد الإعلام الإسرائيلي معلومات للعدو.
وأكمل المركز بأن العقلية الحربية المتنكرة لحقوق الشعوب هي ذاتها التي توجه نقدا لاذعا للإعلام الإسرائيلي، والخطورة حسب مركز "إعلام"، هي ليس فقط في موجة النقد نفسها بل في الإيحاء الذي قد تعطيه بأننا كنا خلال الحرب أمام إعلام متنور، نقدي، جريء ومدافع عن ضحايا القوة الإسرائيلية، في الوقت الذي كنا فيه أمام صحفيين تصرفوا كجنرالات حرب".

وأضاف "وفي نفس السياق وضح مركز "إعلام" في رسالة وجهها إلى كل من مجلس الصحافة، سلطة البث، سطة البث الثانية، الوزير أيتان كابل المسؤول عن قانون سلطة البث، وزير الإتصالات أريئيل أتياس، موقفه من أداء الإعلام الإسرائيلي، وطالب المجلس في جلسته الأولى البحث في الأداء الحربي للإعلام الإسرائيلي خلال الحرب على لبنان، خاصة وأن المجتمع الإسرائيلي قد قرر الاستمرار في نهجه الحربي، وبدأ يستعد لحرب قادمة".

وأضاف "وطالب المركز مجلس الصحافة في تطبيق مسؤوليته أولا في محاربة كل رؤية إعلامية متنكرة لحقوق الشعوب وحقوق الإنسان، وثانيا في حماية الإعلام نفسه من نقد عدائي. كما طالب المركز جميع الهيئات الإعلامية فتح باب النقاش الدائر داخلها حول أداء الإعلام أثناء الحرب على لبنان، للجمهور العريض".

التعليقات