السلطات الاسرائيلية تهدم ستة منازل تعود لعرب في النقب

السلطات تبقي ست عائلات فيها 34 طفلا تلتحف السماء وتفترش الأرض * الاعتداء على أحد المواطنين، والشرطة "تعتذر" * عقيل الطلالقة يروي قصة تهجير ابناء العائلة من قبل الحاكم العسكري

السلطات الاسرائيلية تهدم ستة منازل تعود لعرب في النقب
اقدم مفتشو وزارة الداخلية الاسرائيلية، يرافقهم قوة كبيرة من الشرطة وحرس الحدود، صباح اليوم، الاربعاء، على هدم ستة منازل عربية في قرية الطّويّل غير المعترف بها، شمال مفترق غورال، وشرقي شارع بئر السبع تل ابيب.
وتعود هذه المنازل لكل من: عزام الطلالقة (أب لاربعة أطفال)، وابراهيم الطلالقه (أب لطفلين)، ومحمد علي الطلالقه (أب لثمانية أطفال)، ويوسف مطاوع الطلالقه (أب لتسعة أطفال)، ومحمد مطاوع الطلالقه (أب لخمسة أطفال)، ويونس عزام الطلالقه (أب لستة أطفال)، في حين عاثت القوة فسادا في اثاث المنازل، وابقت العائلات تحت اشعة شمس النقب المحرقة.
وقالت مصادر إنّ الشاب ياسر عقيل الطلالقة جرح أثر الاعتداء عليه من قبل رجال الشرطة، وقد اعتذر ضباط الشرطة عن الحادث في اشارة لاقرارهم لعملية الاعتداء وجرح الشاب.
وفي حديث مع عقيل الطلالقة، احد السكان، روى تاريخ تهجير عائلة الطلالقة التي بدأ بتهجير العائلة عام 1956 من اراضيها في قرية الطّويّل من قبل الحاكم العسكري بحجة ان المنطقة غير آمنة واتفق على ان تعود العائلة بعد فترة وجيزة اليها، حيث رحلت الى شمال بلدة حوره، ولم يتم السماح لها بالرجوع لاراضيها من قبل الحاكم العسكري وبقيت العائلة مهجرة، الامر الذي ادى الى تفرق عشيرة الطلالقه. وأضاف عقيل: "سكنا في اللقية وعندما احتاج اصحاب الارض ارضهم التي سكنا عليها قررنا العودة الى ارضنا هنا في الطّويّل، رغم اننا اشترينا قسائم ارض عام 1973 في بلدة اللقية الا ان دائرة اراضي اسرائيل لم تحل مشكلة الاراضي التي اشتريناها منها حتى اليوم، واليوم تلاحقنا حيث هدمت لنا قبل اشهر معرشات وبركسات للاغنام، ونحن اليوم في مفاوضات مع "المنهيلت" اي دائرة النهوض بالبدو وطالبنا ان يخططوا لنا قرية جديدة بالقرب من لهافيم كبديل لارضنا لانهم يحتجّون بأن ارضنا موجودة ضمن مخطط ما يسمى متربولين بئر السبع، الا انهم رفضوا، واقترحوا انشاء حارة خاصة بنا شرقي اللقية ونحن في مفاوضات معهم بعد ان عاينا المنطقة، الا انهم اتوا اليوم وهدموا، وبهذا نعتبر ان كل التفاهمات والمقترحات التي قدموها وقدمناها لاغية واننا الان لن نرحل من ارضنا اطلاقا، ولو بقينا عليها نفترش الارض ونلتحف السماء، نحن نملك اوراق تسوية على الارض وهذه ارضنا ولا حق للدولة فيها".
وتجدر الاشارة الى ان حجج الهدم في منطقة النقب هو البناء غير المرخص في حين ان السلطات الاسرائيلية تمنع سكان القرى غير المعترف بها من الحصول على التراخيص بحجة انهم يسكنون على اراض تابعة للدولة، وهي خارج نفوذ المناطق المخصصة للبناء. ومن المعلوم ان الاراضي تابعة للسكان العرب وان القانون الاسرائيلي يتهم البدو في النقب "بالاستيلاء على اراضي الدولة".
ومن الملفت للانتباه ان السلطات الاسرائيلية تتخذ اجراءات الهدم في ضوء غياب طرح بديل لسكان تلك البيوت التي يتم هدمها.
وفي حديث مع حسين الرفايعه، رئيس المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، الذي كان من بين الحضور اثناء هدم البيوت قال: "سنبني خيمة احتجاج في المكان، وسنعيد بناء البيوت بالتعاون مع الاهل في المنطقة، ومن ناحية اخرى نحن نستهجن تعامل الحكومة مع مواطنيها، ونستغرب تصوير الحكومة لنا كغزاة رغم ان الدولة التي غزتنا، علما ان هدم البيوت لن يحل المشكلة والدليل على ان الهدم ليس حلا لم نر اطلاقا اي عربي ترك ارضه بسبب هدم السلطات لبيته انما زاد تمسكا بها ومن هنا اذا رحلنا لن نرحل ان شاء الله الا الى باطن الارض".
---

التعليقات