رحلة التشرد منذ النكبة تتواصل من فلسطين الى سوريا فاليونان

قصة عائلة فلسطينية من كفر كنا، شردوا افرادها عام 1948، فلجأت الى سوريا وفجعت، الاسبوع الماضي بوفاة ثلاثة من افرادها غرقا في البحر، لدى محاولتهم الهجرة الى الدنمارك

رحلة التشرد منذ النكبة تتواصل من فلسطين الى سوريا فاليونان
يبدو ان رحلة التشرد والعذاب التي بدأها الفلسطينيون منذ ان عصف بهم زلزال النكبة عام 1948 مستمرة الى ما شاء القدر، وعلى خارطة الوجع يتنقل العذاب عبر محطات الغربة عابرا حدود البلدان والقارات في برها وبحرها..ودونما توقف.
وتعود قصة ماساة عائلة حمدان من قرية كفركنا داخل اراضي 48 الى النكبة يوم هجر بعض افرادها الى سوريا فتشتت شملها في بقاع الارض. وهذا الاسبوع تجرعت مجددا مرارة اللجوء عندما حاول ثلاثة اشقاء منها الهرب من سوريا بحثا عن افق جديد وعن مستقبل افضل في الدانمارك ، ليلتحقوا بذلك بوالديهم اللذين غادرا مخيم اليرموك بالقرب من دمشق قبل خمس سنوات واستقرا في كوبنهاجن. الاشقاء الثلاثة لم يجدوا حيلة للخروج من سوريا الا بطريق التهريب راكبين البحر الى اليونان عبر تركيا حيث التقاهم الوالد يحيى ابو محمد الذي كان في انتظار معانقتهم بعد فراق خمس سنين، تمهيدا لادخالهم الدانمارك عبر اليونان. لكن المغامرة انتهت بماساة مفجعة اذ غرق المركب المكتظ وابتلع البحر نحو 80 من راكبيه ولم ينج سوى مواطن عراقي كما افادت السلطات التركية .
وفي حديث مع قريب المفقودين الثلاثة فهمي حمدان من كفركنا قال:" بلغنا من عمي المنكوب عبر الهاتف من اسطنبول ان ابنائه محمد (25عاما ) وسامي (23 عاما ) ورنا (20 عاما ) قد كانوا على متن القارب الذي ابحر من تركيا قادما من سوريا الى اليونان حيث كان من المفروض ان يلتقيهم والدهم لاصطحابهم الى الدانمارك حيث يقيم هناك منذ خمس سنوات. الوالد يحيى حمدان الذي استقر في سوريا كان ولد في كفركنا في شمال فلسطين وهجر سوية مع والده خلال النكبة وهو في الثانية من عمره. وفي العام 1998 سافر الى الدانمارك وزوجته كالكثيرين من الفلسطينيين سكان المخيمات بحثا عن اقامة دائمة وقد انتظر انضمام اولاده اليه في اول فرصة تتوفر امامهم. وهذا ما حصل يوم الجمعة الاخير حيث سافروا الى اليونان عبر المياه الاقليمية التركية ويبدو ان المركب انقلب جراء الامواج العالية ولم ينج سوى مواطن عراقي واحد كما نقلت وسائل الاعلام."
واضاف حمدان انه منذ اذاعة نبا الغرق يعاني والد الاشقاء الثلاثة الذي لا زال في اسطنبول من حالة انفعال ماساوية ونحن نتحدث اليه بصعوبة بالغة واليوم سيلتقي ببعض اقربائنا اللذين سيطيرون من كفركنا الى هناك لمساعدته والوقوف الى جانبه في هذه المحنة العصيبة."
عم الاشقاء الثلاثة السيد محمد حمدان، ابو موسى ، من كفركنا حدثنا عما حصل بحسرة واسى مستذكرا ايام النكبة:" الماساة جذورها عميقة وتعود الى عام 1948 يوم هجرنا الى سوريا.الى هناك خرجت سوية مع شقيقي البكر احمد ،ابو يحيى،فيما بقي والدي هنا في البلاد. وبعد بضع شهور عدت للبلاد لاحضار النقود بناء على طلب شقيقي لكنني بقيت في فلسطين ثم ذهبت والدتي الى سوريا ولم تتمكن من استرجاعه فظل هناك فكانت الغربة نصيبه وكان التشرد مصيره ومصير اولاده واحفاده ايضا علما ان له ولد في السعودية والثاني في ليبيا والثالث في النرويج."

التعليقات