كفرمندا: العمال الأفارقة ضيوف عندنا وكفر مندا لن تقبل هذا الاعتداء عليهم..

"عدد العمال الأفارقة في بداية الأمر كان 200 عاملٍ وازداد عددهم في البلدة ووصل عددهم الآن إلى 800 عاملٍ"

كفرمندا: العمال الأفارقة ضيوف عندنا وكفر مندا لن تقبل هذا الاعتداء عليهم..

في مؤتمر عقد عصر أمس، الثلاثاء، استنكرت اللجنة الشعبية في كفرمندا بشدّة الاعتداء الذي وقع على اللاجئين العمال الأفارقة الذين يسكنون في البلدة، الأسبوع الماضي، مشيرةً إلى أنّها لن "تسمح بتكرار مثل هذه الاعتداءات بأي شكلٍ من الأشكال"، وطالبت وسائل الإعلام بتحري الموضوعية في نقل المعلومات تجنبا للمس باهل البلدة.

جاء هذا خلال مؤتمر صحفي عقدته اللجنة في مقرّها في كفرمندا بعد عصر  الثلاثاء، وذلك إثر الهجمة  التي تعرض لها أهالي البلدة من قبل بعض وسائل الإعلام أعقاب الشجار الذي وقع بين مجموعة من شباب البلدة وعددٍ من العمال الأفارقة، وقد عقد المؤتمر من أجل توضيح ما حدث وكشف حقائق جديدة.

وأكد الناطق بلسان اللجنة الشعبية عبدالرحيم حوش أنّ "الشجار والاعتداء الذي وقع ضد العمال الأفارقة قبل أيام كان محصورا بينهم وبين جيرانهم فقط"، نافيًا ما جاء في وسائل الإعلام التي صوّرت الحدث وكأنّ أهالي كفرمندا كُلّهم اعتدوا على هؤلاء العمال.

وقال حوش إنّ "العمال الأفارقة تم احتضانهم منذ دخولهم إلى قرية كفرمندا قبل أكثر من سنة وهم يشهدون على ذلك وقمنا ما باستطاعتنا من أجل مساعدتهم فيما يتعلق بأماكن السكن والعمل إضافة إلى مساعدات أخرى مختلفة"، مضيفًا: "كنا قد دعوناهم إلى إفطار جماعي في رمضان الماضي، واستمعوا إلى موعظة وكلمة أوضحنا لهم من خلالها السلوكيات التي اعتاد عليها أهالي البلدة التي لا يعرفونها وفي بلدانهم تختلف عنّا، وبالتالي تجاوبوا معنا في كلّ توجهاتنا".

وقال: "كانت تجري في السابق اعتداءات على عمال أفارقة ومع الأسف في كلّ الحالات، المعتدون من شبابنا، وعلى الدوام العمال الأفارقة كانوا هم الضحيّة وبدورنا كنّا نفضّ هذه النزاعات ونتواصل مع إخواننا الأفارقة ونزورهم في أماكن سُكناهم ونحلُّ المشكلة ونعوّض لهم الضرر الذي تعرّضوا له".

وأضاف حوش: "الأمر الآخر أنّ هؤلاء العمال السودانيين  يعملون لدى مقاولين من البلدة وخارجها، وكثير من الأحيان تقع إشكاليات بشأن حقوقهم، ونحن بدورنا حاولنا قدر الإمكان حلّ هذه المشكلة عندما كان يتوجه أحد هؤلاء العمال، وبالتالي نحاول أن نحصّل حقوقهم". ولفت إلى أن أحدهم كان يعمل لدى مقاول من طبريا، وتوجه رئيس اللجنة إلى ذلك المقاول من أجل دفع حق هذا العامل.

وتابع: "لم ولن نسمح  بأيّ اعتداء على هؤلاء العمال، ولا نسمح لأيّ أحد أن يعتدي عليهم ".

وانتقد وأوصى حوش، الصحفيين بنقل المعلومات الحقيقية بشكل موضوعيٍّ، مشيرًا إلى أنّ الشجار الذي حصل في كفرمندا مع العمال الأفارقة قبل أيامٍ "صُوّر في وسائل الإعلام وكأنّ كلّ أهالي البلدة اعتدوا على العمال الأفارقة، وهذا الشيء غير صحيح إنّما المشكلة التي حصلت كانت عينية بين شبّان أفارقة وبين جيرانهم". ولفت إلى أنّ "اللجنة الشعبية عملت على حل المشكلة التي كانت في ساعة متأخرة من الليل وبمساعدة أهل الخير إلى جانب تواجد الشرطة تم حل المشكلة وأخرجنا العمال الأفارقة من موقع الشجار والبيت الذي كانوا يسكنون فيه".

وقال "إنّ لجنة الصلح المنبثقة عن اللجنة الشعبية التي تضم أربعين شخصًا من كبار السنّ ووجهاء البلد وُكّلت بحلّ هذه المشكلة وسيُعقد اليوم  الأربعاء اجتماع للنظر في كيفية التعامل مع السودانيين، ومن النقاط التي سيتم البحث فيها وسنؤكد عليها هو أن يسكن هؤلاء العمال في أطراف البلدة لأنّ تواجدهم داخل البلدة يضايق الأهالي كون لدى العائلات في البلدة أبناء وبنات، وبخاصّة أنّ هؤلاء العمال وبسبب الضائقة المادية يسكنُ نحو 50 عاملًا في بيت واحد".


وأشار إلى أنّ العمال الأفارقة الذين كان عددهم في بداية الأمر 200 عاملٍ بازدياد في البلدة، وقد وصل عددهم الآن إلى 800 عاملٍ، مشيرًا إلى أنّ الأهالي يُضايقهم تواجد "غرباء" بكثرة إلى جانب بيوتهم "وبالتالي نحن نريد الحفاظ على إخواننا الأفارقة وفي ذات الوقت نريد أن نحافظ على بيوتنا وأبنائنا وبناتنا"، وأكّد "لم نشهد أي اعتداء من هؤلاء العمال الأفارقة على حرمات البيوت أو غير ذلك أبدًا".

وبين حوش أنّ سبب تزايد أعدادهم يعود إلى المعاملة الحسنة التي تلقوها من سكان البلدة، مؤكدًا "أنّ هذا شيء نفتخر به"، وأضاف: "الشيء الآخر الذي كان سببًا في إقبالهم إلى كفرمندا هو أنّ الشريحة التي جاءت إلى القرية في بداية الأمر كانت من الملتزمين والمحافظين وأرادوا من خلال ذلك الحفاظ على دينهم والمحافظة على الصلاة في المسجد، أضف إلى ذلك أنّهم وجدوا فرص عمل في القرية إلا أنّه مع تزايد الأعداد بدأت تحصل بعض الإشكاليات كون وجود عدد منهم من شرائح غير محافظة".

من جانبه قال أحد العمال السودانيون –شارك في المؤتمر- أنه يسكن في كفرمندا منذ تسعة شهور ولم يتعرض ولو لمشكلة واحدة مع أهالي القرية، مؤكدًا أنه لم يبدر منهم سوى كل خير ومحبة لأنهم احتضنوه ورفاقه دون أي مشكلة، غير أنه عبر أيضًا عن نيته بالعودة إلى السودان خلال الفترة القريبة دون أن يوضح أسباب العودة لكنه أكد أن لا شأن لما حدث في القرية بقراره.

يشار إلى أن عددا كبيرا من الأهالي في البلدة نسبوا الاعتداء على العمال الافارقة إلى عدد قليل من الشبان الهامشيين وأصحاب السوابق في كفر مندا.

التعليقات