سياسة تجهيل إجرامية: ميزانية التلميذ العربي تساوي تُسع اليهودي

هذا التمييز جارف وواسع ومنتشر، إلى درجة أنه لا مفر من الاعتراف بأن الحديث يدور عن نهج، والأمر المزعزع أكثر هو أن هذا النهج يحكم على مواطني إسرائيل العرب بالفقر والجهل والإقصاء منذ سن الطفولة المبكرة

سياسة تجهيل إجرامية: ميزانية التلميذ العربي تساوي تُسع اليهودي

أكد تقرير حكومي إسرائيلي أن الحكومة والمؤسسات التعليمية الإسرائيلية تمارس سياسة تجهيل متعمدة ضد الأقلية العربية في البلاد، وفي إطار هذه السياسة تقوم بتوسيع الفجوة بين العرب واليهود، من أجل ترسيخ الجهل والفقر في المجتمع العربي.

ووفقا لهذا التقرير، الذي يحتوي على مئات الأمثلة للتمييز في الميزانيات ضد المواطنين العرب، فإن كافة الوزارات الإسرائيلية، وفي كل واحد من بنود ميزانياتها تقريبا، تمارس سياسة تمييز ضد العرب. 'وهذا التمييز جارف وواسع ومنتشر، إلى درجة أنه لا مفر من الاعتراف بأن الحديث يدور عن نهج، والأمر المزعزع أكثر هو أن هذا النهج يحكم على مواطني إسرائيل العرب بالفقر والجهل والإقصاء منذ سن الطفولة المبكرة'، حسبما كتبت المحللة الاقتصادية في صحيفة 'ذي ماركر'، ميراف أرلوزوروف، اليوم الثلاثاء.

وأضافت أرلوزوروف أن التمييز يبدأ أولا من ميزانية التعليم، ولا يترك للطفل العربي في دولة إسرائيل أملا بتقليص الفجوات بينه وبين الطفل اليهودي. واعتمدت المحللة على تقرير بعنوان 'خطة مؤسساتية لدمج اقتصادي للمجتمع العربي'، استدعاه رئيس دائرة الميزانيات في وزارة المالية، حول التمييز ضد العرب، ووقعت عليه أيضا وزارة المساواة الاجتماعية ومكتب رئيس الحكومة.

وتشير المعطيات إلى أن التلاميذ العرب متخلفون في علامات الامتحانات التقييمية ('بيزا' و'ميتساف') في كافة المواضيع وكافة الصفوف، قياسا بالتلاميذ اليهود وبضمنهم التلاميذ في جهاز التعليم الحريدي، الذي يعتبر مجتمعا ضعيفا.

وتزيد نسبة التسرب من المدارس العربية بـ50% عنها في المدارس اليهودية، وحتى التلاميذ العرب الذين ينجحون في إنهاء المدرسة الثانوية، يبرز عدم نجاحهم، إذ أن 23% منهم فقط يحصلون على شهادة بجروت 'نوعية' تمكنهم من الالتحاق بالجامعات، بينما هذه النسبة لدى اليهود 47%.

وينعكس التمييز ضد التلاميذ العرب في كافة المؤشرات. فهناك نقص بنسبة الثلث في الغرف الدراسية، وفي الحضانات وروضات الأطفال يصل النقص بالغرف إلى الثلثين. كما أن قسما من التلاميذ العرب لا يزال يتعلم بغرف متنقلة والاكتظاظ في الصفوف بالغ.

ويزداد الأمر سوءا في مؤسسات التعليم العالي، حيث 13% من طلاب الجامعات هم عرب، بينما نسبتهم في الدولة 22%. وتتراجع النسبة بين طلاب الماجستير إلى 10% و5% بين طلاب الدكتوراه. ويعني ذلك أن احتمال وصول العرب إلى وظائف نوعية، ذات دخل مرتفع، هو أمر شبه مستحيل، 'ما يعني عمليا، أن دولة إسرائيل لا تمنح الشاب العربي فرصة متساوية في أية مرحلة' وفقا لأرلوزوروف.

يشار إلى أن إسرائيل تحتل المكان الثاني بين 65 دولة من حيث عمق الفجوات فيها، بعد الولايات المتحدة.

وتؤكد المعطيات على أن التلميذ اليهودي في المدرسة الابتدائية يحصل على ميزانية أعلى بنسبة 30% من الميزانية التي يحصل عليها التلميذ العربي. وتتسع الفجوة في المدارس الإعدادية، حيث يحصل التلميذ اليهود على ميزانية أعلى من التلميذ العربي بـ50% وفي المدارس الثانوية بـ75%. أي أن الميزانية التي يحصل عليها التلميذ اليهودي هي ضعف تلك التي يحصل عليها العربي. ويشار إلى أن ميزانية وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية ليست شفافة 'وبشكل مقصود، فإن المقاييس لرصد الميزانيات ليست معروفة وليست واضحة'.

وفي حال إضافة الميزانيات التي تحصل عليها السلطات المحلية ودفعات الأهالي لسلة التعليم، فإن الميزانية التي يحصل عليها التلميذ العربي في إسرائيل أقل بنسبة تتراوح ما بين 78% - 88% من اليهودي. ما يعني أنه بالنسبة لجهاز التعليم الإسرائيلي، التلميذ العربي يساوي تسع التلميذ اليهودي.

كذلك فإن طلاب الجامعات العرب يعانون من التمييز الصارخ والسافر. فالطالب العربي يحصل على منح بمبلغ 3000 شيكل طوال فترة التعليم للقب الأول، التي تكلف 60 ألف شيكل. كذلك فإن مجلس التعليم العالي خصص ميزانية لمساعدة طلاب الجامعات العرب بمبلغ 51 مليون شيكل مقابل ميزانية مشابهة للحريديم بمبلغ 131 مليون شيكل، رغم أن عدد ونسبة الطلاب العرب أكبر. ويحصل الطالب العرب على مساعدة بمبلغ 1300 شيكل في العام الواحد بينما الطالب الحريدي يحصل على 26 ألف شيكل. أي أن الطالب العرب يساوي أقل من الحريدي بنسبة 95%.

والجدير بالذكر أن الخطة الخماسية للسلطات المحلية العربية التي تتحدث عنها الحكومة مؤخرا لا تشمل أية ميزانيات لجهاز التعليم العربي.  

التعليقات