كفر قاسم: طبول الهدم تقض مضاجع المواطنين مرة اخرى

وتلقّت عائلة بدير أمرًا بالهدم الفوريّ قبل نحو ثلاثة أشهر، بحجّة عدم تواجد تراخيص بناء في البيوت، وقدّمت العائلة استئنافًا للمحكمة على قرار الّلجنة اللوائيّة للتخطيط والبناء

كفر قاسم: طبول الهدم تقض مضاجع المواطنين مرة اخرى

مجدّدًا، تدقّ طبول الهدم في مدينة كفر قاسم وتهدّد منزلين تابعين لعائلة بدير بالهدم الفوريّ، شماليّ شارع رقم 24، شماليّ المدينة.

ويُشار إلى أنّ عائلة بدير قد تلقّت أمرًا بالهدم الفوريّ قبل نحو ثلاثة أشهر، بحجّة عدم تواجد تراخيص بناء في البيوت، وقدّمت العائلة استئنافًا للمحكمة على قرار الّلجنة اللوائيّة للتخطيط والبناء، والذي أقرّت فيه الأولى بتجميد الأمر حتّى ثلاثة أشهر، إلى أن انتهى موعده الأخير الأسبوع الماضي، لتتسلّم العائلة أمرًا بالهدم الفوريّ المتوقّع تنفيذه في أيّ لحظة.

غضب شديد يسود الشّارع القسماويّ عقب هذه السّياسة التي تقضّ مضاجع المواطنين في كلّ مرّة يظهر فيها أمر هدم جديد، ويؤكّد المواطنون وناشطون سياسيّون على أنّ مدينة كفر قاسم لن تستسلم إلى هذه السّياسة المجحفة بحقّ مواطنيها الذين عبروا نكبتين بعد نكبة عام 1948، كانت أولاها، عام 1956، حين وقعت مجزرة كفر قاسم، أمّا ثانيها، فوقعت عندما صودرت آلاف الدّونمات من أراضي المدينة في سنوات السّبعين من القرن الماضي.

وقال صاحب المنزل المهدّد بالهدم، صالح بدير، لموقع عرب 48 'بنينا هذا البيت المشترك، أنا وأخي، وبيتي بني لابني الذي أنهى دراسته مؤخّرًا بمجال الطّبّ، وهو ابن 27 عامًا. هذا القرار غاشم وعنصريّ بحقّ كلّ مواطني كفر قاسم، وليس فقط عائلة بدير، بحيث يتواجد في كفر قاسم أكثر من 150 بيتًا مهدّدًا بالهدم'.

وتابع 'البيت لا يبعد سوى بضعة أمتار عن الخارطة الهيكليّة التي صودق عليها وهو في النّقطة الأخيرة التي تنتهي فيها، وللأسف فإنّ خطأ معيّنًا من الّلجنة التّخطيطيّة المحليّة أودى بهذه البيوت أن تكون تحت تهديد الهدم، وهي الآن تعمل على إصلاحه، بالإضافة إلى سياسة الدّولة التي ترفض بشكل واضح وصريح أيّ توسّع للخارطة ولا تبالي بأيّ مطلب من مطالبنا، لأنّه ووفق القانون يحقّ للمواطن الذي يبعد بيته عن الخارطة الهيكليّة 50 مترًا، أن يقدّم الخرائط اللازمة بغية ضمّه ضمن هذه الخارطة'.

وأضاف 'بقي لنا خطوة أخيرة، هي النّضال الشّعبيّ الجماهيريّ بالإضافة إلى الاستئناف الأخير الذي قدّمناه للمحكمة العليا والتي سوف تبتّ فيه عن قريب، إذ نأمل أن تكون هبّة شعبيّة كي نتصدّى لهذه السّياسة الغاشمة بحقّنا على أرضنا. نحن لم نسرق أرضًا ولم نعتد على ملك عامّ ولم نبن في ملك عام، نحن نبني على أرض هي لنا وتحت ملكنا الخاصّ منذ سنين عديدة، ولم نتعدّ على شخص سواء العامّ أو الخاصّ، لا يوجد أيّ قانون منطقيّ في العالم يمنع مواطنًا من بناء بيت على أرضه الخاصّة، نحن لا يوجد لنا أيّ بديل إذا ما هدم البيت فسوف يبقى ابني الكبير دون سقف يأويه'.

وقال رئيس بلديّة كفر قاسم، المحامي عادل بدير، لموقع عرب 48 'هذه القرارات صادرة من سياسة عنصريّة لا تبالي بمواطنيها العرب، ونحن في بلديّة كفر قاسم هدفنا واضح، منذ دخولنا البلديّة نعمل على إدخال خارطة هيكليّة تضمّ جميع البيوت في المدينة من ضمنها البيوت المهدّدة بالهدم، لكنّ الدّولة تماطل في هذا الموضوع بل وتشدّد على أن تنفّذ سياسة الهدم، لكنّنا على أمل أننا سوف نستطيع أن نجمّد أوامر الهدم'.

وتابع رئيس بلديّة كفر قاسم 'نحن على أعتاب اتّخاذ العديد من الخطوات والإجراءات ضدّ قرارات الهدم، منها الحديث عن الأمر في الجانب القضائيّ، والتي بدأنا بها واستأنفنا للمحكمة العليا، كذلك سيتمّ رفع التماسات قانونيّة، والتماسات إداريّة، ودعوة أعضاء الكنيست العرب، ومشاركتهم  وتنظيم مسيرات وفعاليّات شعبيّة جماهيريّة رافضة للهدم والتّشريد والاضطهاد الممنهج'.

التعليقات