الحليصة؛ الحي العربي في مدينة حيفا - فقر وبؤس وشقاء

-كنت سكنت فيها لنحو عامين.. وكان أن ظلّ سحرها يلازمني منذها الى الراهن، أي ما يقارب الخمسة وثلاثين عاما، حتى أني اعتبرتها أجمل مدن المعمورة فتبوّأت جنانا صنعتها الطبيعة والحضارة والفنون والخيالات، أجمل من براغ، وأروع من باريس، وأنظف من قا

الحليصة؛ الحي العربي في مدينة حيفا - فقر وبؤس وشقاء

كنت سكنت فيها لنحو عامين.. وكان أن ظلّ سحرها يلازمني منذها الى الراهن، أي ما يقارب الخمسة وثلاثين عاما، حتى أني اعتبرتها أجمل مدن المعمورة فتبوّأت جنانا صنعتها الطبيعة والحضارة والفنون والخيالات، أجمل من براغ، وأروع من باريس، وأنظف من قاهرة المعزّ، لكأنني اعتقدت أن الله اصطفاها «مدينة فاضلة»!..

هكذا تبدو حيفا لمن ينظر اليها من الجو، ومن البحر والبر.. وهكذا يراها من يسكنها في «عباس» و»الكرمل الفرنسي» و»دينيا» و»نفي شأنان» و»الهدار»..

لكن في حيفا أحياء أخرى غير التي ذكرت.. تنطمس في الواطئ من الوديان والأخاديد ويحيطها العالي من سفوح وقمم الكرمل التي تغطّي العيوب فلا يراها أحد الا إذا ولجها.. فلقد أعترف انني لم أكن في الحلّيصة الا مرورا في شارع الى قربها.. ولم أدخل بيتا في وادي النسناس أو وادي الصليب.. وغيرهما من أحياء الفقر العربية الخالصة، الا لغرض التحقيق هذا.. ولقد أسجّل خيبة مهولة سيطرت على ذاتي، ومثلا قاله الآباء في تشبيه البرّاق الذي لا نفيس فيه إذ قالوا «من برّا هالله هالله ومن جوّا يعلم الله».. أو أنهم لم يلطّفوه فقالوا «من برّا طقشة ونقشة.. ومن جوّا.....».. الكمالة عندكم!

فقد رأيت بيوتا آيلة للسقوط على رؤوس ساكنيها.. ورأيت بيوتا يمدّ أهلها فراشهم على تراب مجبول بزيت الكراجات كي لا يتناثر الغبار منه.. ورأيت ناسا صفّرت الرطوبة (من أصفر) وجوههم وأبدانهم فغزتهم الأمراض إذ استضعفتهم.. ورأيت فقرا.. ورأيت صبرا (أشجار الصبر) ما زال متمسّكا بالتربة شاهدا على أن في الجوار عربا يسكنون..

وكأن الوهن هدّ حيلهم وحالتهم، فقد تجد معظم هؤلاء خائفين على ما تبقى لهم!.. أو هم قانطون من إمكانية أن تتحسّن أحوالهم، فلا يتكلّمون ولا يشيرون بإصبع الى أسباب همومهم.. أو كأنهم لا يخرجون من الجحور فلا يرون أن في حيفا حضارة ورقيّا وبيوتا مشيّدة تزورها الشمس والهواء والعبق من كل الجهات، فلا يثورون ولا يبغون الا أن تنام بطونهم على رغيف خبز..

سكن في حيفا حتى عام النكبة نحو سبعين ألفا من العرب توزّعوا بين البلد التحتا والحليصة ووادي الصليب ووادي النسناس والهدار وبقي منهم نحو ثلاثة آلاف بعد الهجيج.. ومنذ عام النكبة وقيام الدولة أقيمت مئات الأحياء اليهودية، انتشرت في أعالي سفوح الكرمل لينتقل مركز المدينة الى مركز الكرمل الذي يصل حتى الجامعة.. وقد بنيت هذه الأحياء بعد ان ضمنت لكل منها الخدمات الكاملة والمنشآت الضرورية لتلبية احتياجات سكانها اليهود، من حضانات ومراكز جماهيرية ونواد ومدارس وحيّز عام وحدائق عامة ومتنزّهات وشوارع وأرصفة.. وغيرها.. في المقابل، فإنه لم يتم إنشاء ولا حتى حي عربي واحد، بل إن الأحياء العربية القائمة التي يقطنها في الراهن نحو ثلاثين ألفا، تفاقم اكتظاظها فيما بنيتها التحتيّة بقيت على حالها بل تحولت الى غيتوات بائس العيش فيها..

لقد أنشئت بنايات في الأحياء العربية، ولكن في منتصف هذه الأحياء وبما يزيد من عتمتها وضيق أزقّتها حتى أن الأمر بات يصعّب على الخدمات البلدية التي لم تعد آلياتها تستطيع التحرّك فيها أو دخولها.. على رغم ذلك، فلا تمانع البلدية بمنح تراخيص بناء على القائم من الابنية شرط أن تحلّق هذه البيوت الى أعلى وإلى السماء..

حيفا أحوزا هي غير حيفا وادي النسناس، وحيفا مركز الكرمل لا تشبه في شيء حيفا شارع العراق.. وحيفا دينيا غريبة على حيفا وادي الصليب.. وحيفا نفي شأنان تنظر باحتقار الى جارتها الحليصة.. هذه هي حيفا التي اكتشفتها بعد خمسة وثلاثين عاما.. والتي نفضحها لكم «من جوّا».. وفي حي الحلّيصة، كمثل.. لكن قبل ذلك، دعونا نستعرض مشكلتين أساسيّتين يعاني منهما العرب في حيفا، من بين الكثير من المشاكل الأخرى المستشرية في الوسط العربي بحيفا حيث أنها، هذه المشاكل، تقتصر عليهم لكأنها محدودة الضمان..


لم يتم تقديم أية خارطة هيكلية للأحياء العربية منذ العام 1948، يقول المحامي وليد خميس عضو البلدية عن التجمع الوطني الديمقراطي.. وما يتم بناؤه انما يتم بموجب خارطة الانتداب البريطاني من العام 1936!.. أي أن الأحياء العربية تعيش حتى الراهن بموجب قوانين الانتداب البريطاني، في مقابل تطوير الخرائط لجميع الأحياء اليهودية..

«لقد بدأوا مؤخّرا بتطوير خارطة هيكلية للحي العربي وادي النسناس، مثلا، لكن المشكلة بقيت أنهم لم يسألوا راي السكان ولم يشركوهم في تخطيط حيّهم ولم يسألوهم رغبتهم.. هنالك تجربة جديدة نحن نثني عليها في حي الحلّيصة -يزيد خميس- حيث أن هنالك محاولة بلدية لتطوير خارطة هذا الحي باشراك سكانه.. وقد تحقق هذا بعد ضغط كبير.. في المقابل هنالك خارطة خطيرة جدا وضعت لحي وادي النسناس والتي تقضي بهدم جزء كبير من هذا الحي العريق.. حيث من المخطط هدم نحو 20 بيتا في الحي لغرض توسيع الشارع.. ونحن في التجمع عارضنا بالطبع هذه الخارطة، ولقد تم تجميدها حاليا.. »

يتابع خميس: هنالك، على رغم ذلك، تهويل ينحو اليه البعض في حديثهم عن أن هنالك مئات البيوت العربية في حيفا التي يتهدّدها الهدم.. فهذا غير صحيح، يقطع خميس الذي يدعو الى المصداقية وقول الحقيقة في ان البيوت العربية المعرضة للهدم لا تتجاوز الإثني عشر بيتا نناضل من أجل منع هدمها.. فالحديث عن هدم مئات البيوت جاء في الخرائط الهيكلية المقترحة التي تمّ تجميدها وبالتالي تم الغاء هدم البيوت بالضرورة.. علما أن إمكانية أن يخرجوا هذه الخرائط الهيكلية من الأدراج ما زالت قائمة.

ويزيد خميس: إن أهم إنجاز عربي تمّ على مستوى حيفا بعد هدم منزل عائلة بشكار هو وضع كرفان مكان البيت المهدوم بتبرعات سخية من الناس والأحزاب والتوصل الى اتفاق للإبقاء على الوضع القائم الى حين التوصل الى اتفاق نهائي مع دائرة أراضي اسرائيل الذي تسعى البلدية اليه.. الأهم من ذلك أن البلدية تلتزم الآن بأن لا تتخذ أي قرار هدم إداري دون الرجوع الى طاقم تم تشكيله لهذا الغرض ونحن جزء منه لبحث الموضوع.. علما اننا نضع نصب أعيننا المصلحة العامة فقط..»

ويكشف خميس ان نحو 45% من البناء في الشارع اليهودي بحيفا هو بدون ترخيص!.. وهناك عشرات آلاف الأمتار من البناء غير المرخص في حي دينيا الغني والراقي الذي لا يدفع أصحابه ضريبة الأرنونا عنه ما يحجب عن خزينة البلدية مئات ملايين الشواقل.. هنالك انتقائية في تنفيذ القانون، يزيد خميس، فالبلدية تنفّذ القانون هنا لدى العرب وتتغاضى في الأحياء اليهودية..

يقول خميس ان لنا مطلبين أساسيين: الأول أن يشارك الجمهور العربي أو ممثّلوه في تخطيط الخرائط الهيكلية الخاصة بأحيائه، وأن يتم تقديم هذه الخرائط بسرعة ودون تسويف حيث من غير المعقول أن يبقى الوضع على ما هو عليه. وثانيا، إقامة حي عربي حديث يحوي جميع المرافق الحضارية من مدارس ونواد للنساء وللشيوخ والشباب ومراكز جماهيرية وملاعب رياضية ومتنزهات وغيرها أسوة بالأحياء اليهودية.

يعتقد خميس أن حيفا هي مدينة شبابية في كل ما يتعلق بالناحية العربية، حيث ينزح الى المدينة شباب عرب من قرى الجليل تحديدا يأتون اليها للعمل أو طلب العلم فيبقون فيها.. في المقابل يترك الكبار ممّن تأسّسوا ماليا المدينة فيشترون قسائم أرض في قرى الجليل وفي شفاعمرو حيث الأرض أرخص.

ويعاني الشباب العرب في حيفا، برأي خميس، من مشاكل إيجاد السكن خارج الـ «غيتو» في بحثهم عن ظروف أحسن، حيث يستعصي عليهم توفير المال اللازم لشراء البيت فيضطر البعض الى البناء فوق بيت الأهل في الغيتو العربي، أو يلجأ آخرون الى قروض الاسكان التي تهدّ حيلهم وتقرض صحّتهم بعد سنوات قليلة إذ يجدون أنفسهم عاجزين عن سدادها.. أو يكتفي بعضهم باستئجار البيت، وهذا أيضا مكلف جدا.

المشكلة الثانية المتعلقة بالشباب والحديث لخميس، أنه يجب على البلدية أن تخلق أطرا شبابية في الحي العربي ذاته مما يساعد على حل مشاكلهم الأخرى أو تخفيفها.. لكن الحاصل أن قضايا الشباب العرب مهملة في البلدية، فقد نشير مثلا انه لا يوجد في الأحياء العربية كلها في حيفا ولا حتى مركز ثقافي واحد للشباب والرياضة «متناس».. بل يوجد مراكز جماهيرية بائسة يديرها موظف واحد بنصف وظيفة كما هو الحال في حي عباس والحليصة.. وللمقارنة، يزيد خميس، فان ميزانية المراكز الجماهيرية في بلدية حيفا تبلغ 13 مليون شيكل يخصص للعرب منها 400 ألف شيكل..

ويخلص خميس الى أنه لم يجر أي تطوير يذكر في الاحياء العربية بحيفا منذ قيام الدولة، بل إن وضعها قد نحا الى الأسوأ حيث كان يقطنها ثلاثة آلاف زادوا عشرة أضعاف في نحو نصف قرن.. وقد عملنا على إصلاح هذا الغبن التاريخي فدخلنا الإئتلاف البلدي بشروط كانت قضية المسكن في جوهرها، ولما أخلت إدارة البلدية بهذه الشروط في قضية عائلة بشكار، انسحبنا من الإئتلاف لأننا لم نقبل أن نكون ورقة توت، علما أننا رمينا بمنصب نائب رئيس البلدية الذي كان وشيكا تسلّمنا اياه.
هذا، وقد وضع التجمع الوطني الديمقراطي، قبل نحو أسبوعين، ممثلا بعضو البلدية خميس على طاولة رئيس البلدية ومديرها ومحاسبها وثيقة تفصيلية بالمطالب العربية كما يراها التجمع (نشرناها في عدد سابق من «فصل المقال») لم يتلق ردا عليها حتى الراهن.

يعيش أبو عوني يوسف سندياني (71 عاما) وعائلته المكونة من زوجة وبنتين وإبنين، حيث أنه زوّج بنات ثلاثا تركن البيت الى بيوت أزواجهن، في بيت ليس بيتا مساحته 80 مترا مربعا وفي حالة فقر مدقع الى درجة أنه يحمد الله إذا توفّر لعائلته عشاؤها من خبز وزيتون..

لقد جاء أبو عوني الى حيفا قادما من الناصرة في العام 1954 طلبا للقمة العيش التي وجدها آنذاك في ساحة الحناطير في المدينة التحتا.. وبقي في حيفا التي استهوته وخلبت لبّه ووفّرت له عملا ولقمة عيش كريمة..

البيت الذي يسكنه أبو عوني ليس ملكا له بل هو ملك لـ «شكمونا»، وقد دأب على دفع أجره بمبلغ 450 شيكل كل ثلاثة أشهر.. الا أن ابنته، وهي الوحيدة العاملة من بين الأبناء، زاد راتبها من 3000 شيكل الى 4100 شيكل، الأمر الذي حدا ب «شيكمونا» مطالبته دفع 800 شيكل أجرة شهرية للبيت!..
يقول يوسف سندياني إنه لا يملك أن يسدّ رمقه برغيف خبز لا أسمر ولا أبيض، «فتحصيل رغيف الخبز بالنسبة لنا مسألة مصارعة أو «مباطحة» لا يعلم الا الله كيف ننتصر فيها.. وقد أجريت لزوجتي ثلاث عمليات جراحية حيث انها مصابة بمرض السرطان، والإبنان تركا البيت ولا أعرف عنهما شيئا.. هذا هو وضعي، ولن أدفع لهم لأنني لا أستطيع الدفع ولن أسرق، فليأتوا وليحمّلوا البيت وما فيه».



ويشير فهد جشّي من بيته الى عمارة في المقابل نصبت عليها هوائيات خليوية، يقول فهد « لقد أرسلنا برسائل الى البلدية طالبناها فيها العمل على ازالة هذه الهوائيات لكن لا حياة لمن تنادي»..

وفهد يقطن مع زوجته وأبنائه السبعة في بيت بحي الحليصة بائس من الداخل والخارج.. وقد تعرض الى اصابة عمل أقعدته عن مزاولة عمله سائقا لشاحنة.. يقول إن وضع الحليصة بشكل خاص «بائس أكثر من الغيتو في جنوب افريقيا.. فنحن لا نملك شيئا كأن العصر نسينا.. بيوتنا آيلة الى سقوط، وأبناؤنا يرتعون في الشوارع عرضة للاصابات، وقد دهست سيارة ابنا لي قبل وقت قريب حيث لا ملاعب يلجأ الأولاد اليها ولا نوادي أو ملاعب أو ساحات يلوذون اليها من خطر السيارات والشوارع»..

يسكن نور الدين محاميد في مدينة حيفا منذ العام 1957.. ونور الدين هو انسان كفيف النظر منذ الولادة.. متزوج وله إبن يعاني من ضعف نظر ويبلغ الثامنة عشرة من عمره وإبنة تبلغ التاسعة عشر عاما..

البيت الذي يسكنه محاميد ليس ملكا له كما معظم أهل حيفا العرب، فهو ملك لشركة «عميدار».. وهو بيت صغير شحبت حجارته لقدمها..

عمل محاميد، على رغم عجزه، في الحدادة لمدة سبع سنوات.. ويعمل الآن أربع ساعات يوميا في ما يسمّى الإصلاح أو «شيكوم» بلغة أبناء العمومة..

يقول محاميد إن البيوت في الحليصة بشكل عام هي بيوت «تعبانة» يجب ترميمها، الا أن الشركات المؤجرة لا تلتفت الى وجوب الترميم، فيما الناس الذين يقطنون في البيوت جيوبهم خاوية ولا يملكون أن يرمّموا من جيوبهم..

لا تقدّم البلدية أية خدمات للحي، يزيد محاميد، سوى أنهم يأخذون حاويات الزبالة من الشوارع الرئيسية.. فهم لا يدخلون الى الجحور التي نعيش فيها..

الى جانب بيت نور الدين محاميد يقطن شخص لم يشأ أن نكشف هويته، لكنه أصر على أن يأخذنا الى بيته لنرى، ولنصوّر، وضعية البيت والأدراج وبيت الدرج، وهي جميعها في وضع مأسوي قد يشكل خطرا على القاطنين في العمارة كلها.



تعيش السيدة عفاف مصطفى (62 عاما) في حي الحليصة وفي مدينة حيفا منذ ولادتها حيث ان أهلها يقطنون المدينة منذ زمن الانتداب البريطاني.. وهم في الأصل من القرية المهجّرة عين حوض.. لها من الابناء أربعة ومن البنات واحدة وكلهم متزوّجون..

تسكن السيدة عفاف في بيتها المستأجر وتدفع مبلغ 900 شيكل شهريا في حين أنها تتقاضى شهريا مبلغ 3600 شيكل هي مخصصات التأمين القومي كونها مسنّة وكونها أرملة..

تشهد عفاف بأن الأحياء العربية في حيفا بقيت على حالها تقريبا، كأنها لم تصبها عدوى الحضارة فقفزت عنها الى الأحياء اليهودية في نفي شأنان المجاور ودينيا ومركز الكرمل وغيرها..

ففي الحليصة لم يجر أي تطوير سوى تعبيد شارع هنا وآخر هناك، فيما لا يوجد لدينا ما نتحسّر على رؤيته لدى أبناء العمومة من بيوت للعجزة ونواد للسيدات والرحلات وغيرها، كأننا لسنا مواطنين ندفع الأرنونا وكل المستحقات فلا نأخذ أبسط الخدمات.



يسكن الشيخ سندباد محمد طه، وهو من شعب في الأصل، ببيته الملك في حي الحليصة مع أبنائه الأربعة وزوجه في هدأة بال مؤقتة الى حين، حيث سيبدأ وجع الرأس عندما ينوي الأولاد ان يكملوا دينهم بالزواج وفتح البيوت..

يقول طه، «ان الأوضاع التي يعيشها شباب حيفا وأهلها فيما يتعلق بمشاكل السكن والأوضاع السكنية لدى الأزواج الشابة خاصة، هي أوضاع صعبة لا يرى لها حلا في الأفق.. فالشاب الذي ينوي على الزواج لا يجد في الغالب بيتا يسكن فيه، فيضطر الى واحد من الحلول التالية: إما أن يستأجر، والأجرة مكلفة جدا في حيفا.. أو أن يترك الى خارج حيفا حيث الأسعار أقل بما لا يقاس عن مدينة الكرمل.. أو أن يلجأ الى قروض الإسكان ليدفع شهريا ما يقارب الأربعة آلاف شيكل»..

الوضع الاقتصادي لعرب حيفا صعب جدا برأي طه.. فهناك نحو 1500 عائلة عربية تحت خط الفقر أي ما يعادل 30% من السكان العرب.. معظم هذه العائلات هي أحادية الوالدين من نساء طلقهن أزواجهن يعشن وابناؤهن في بيوت بائسة مستأجرة تصل أجرتها الى نحو 350 دولارا أمريكيا.. أي أن 30% على الأقل من عرب حيفا هم حالة إجتماعية بحاجة الى مساعدة فورية لإنقاذهم من الأسوأ.. ويشهد طه بأن التجمع الوطني الديمقراطي وممثّله وليد خميس هو شعلة نشاط ومثابر لا يكل في مجهوداته لتحقيق مكاسب لأهل حيفا، و»هو الوحيد الذي يمكنني أن أشهد له بهذه الشهادة»..


عن صحيفة "فصل المقال"

التعليقات