تقرير: 91% من المعتدين جنسيًا معروفون للضحية

جمعية نساء ضد العنف: هذا المعطى يدحض التفكير السائد بأن التحرشات الجنسية تحدث في مكان ناء وخال من الناس ومن قبل أشخاص غرباء

تقرير: 91% من المعتدين جنسيًا معروفون للضحية

قالت جمعية نساء ضد العنف في تقريرها السنوي، في تقريرها السنوي، اليوم الخميس، إن   719 امرأة توجهت لمركز مساعدة ضحايا العنف الجنسي والجسدي خلال عام 2015، بينهن 304 (42%) من مجمل توجهات العنف كانت اعتداءات وتحرشات جنسية، بينما كانت هذه النسبة 38% في العام 2014. و415 (58%) من مجمل توجهات العنف كانت عنف جسدي، نفسي، اقتصادي واجتماعي.

ولفت التقرير إلى أن بعض التوجهات التي وصلت إلى المركز تؤكد أن العنف في المجتمع العربي في الداخل لا يقتصر على العنف الجسدي والجنسي فقط وإنما هناك العنف النفسي، وهو عبارة عن فرض سيطرة معيّنة على الضحية لتشعرها بعدم الراحة أو الأمان.

وقال التقرير إن 54% من توجهات الاعتداءات الجنسية كانت داخل العائلة، لتعكس بذلك، وفقا للتقرير، 'هيمنة وسيطرة المفاهيم الذكورية وفرض القوة والتصرفات الجنسية من قبل الأخ والأب والعم وابن العم والخال والجد التي تشكل 25% من نسبة المعتدين حتى تغدو الفتاة ضحية لجرائم جنسية يمارس بها القمع والذل والاستغلال لتهدد كيانها ووجودها وثقتها في منظومة العائلة والتي كانت من المفروض ان تشكل الأمان والدفء والاحتواء. وأحيانًا كثيرة يرافقها صمت وتكتم من قبل أشخاص مقربين من حولها وبالتالي خيبة الأمل من الوضع القائم، بالإضافة إلى الزوج الذي يشكل أعلى نسبة من الاعتداءات الجنسية وهي 28% من مجمل المعتدين، وهذا ما يسمى بالاغتصاب الزوجي'.

وأضاف التقرير أن 91% من التوجهات أشارت إلى أن المعتدين جنسيًا معروفين للضحية، وفقط 9% من التوجهات أشارت إلى أن المعتدين هم أشخاص غير معروفين للضحية. ولفت التقرير إلى أن 'هذه النسبة تشدد على أن العنف الموجه هو عبارة عن تسليط القوة وفرض السيطرة على النساء والفتيات من قبل أشخاص مقربين، وذلك يدحض التفكير السائد بأن التحرشات الجنسية تحدث في مكان ناء وخال من الناس ومن قبل أشخاص غرباء'.

ويتبين أن 60% من التوجهات تشير إلى أن مكان الاعتداء تم في بيت المعتدى عليها أو سكن مشترك، أي من جانب الزوج، الأمر الذي 'ينفي بشكل مطلق الادعاء السائد بأن الاعتداءات تحدث في الحيّز العام ويدحض الفكرة بأن الاعتداء الجنسي نتيجة ’إغراء أو لباس غير محتشم’ ويؤكد حقيقة العنف الجنسي الموجود في الحيّز الخاص والقريب من المعتدى عليها'.

ويظهر التقرير وجود مشكلة تتمثل في أن نسبة مرتفعة جدا (77%) من مجمل توجهات العنف الجنسي لم تصل الى مركز الشرطة. وقالت الجمعية في هذا الصدد أن 'المرأة الفلسطينية العربية داخل إسرائيل... لا تشعرن بالثقة للتوجه لمراكز الشرطة التي تتبع السياسة العنصرية السلطوية'.

وفي المقابل، فإن 86% من التوجهات كانت بمبادرة المرأة نفسها التي تعرضت للعنف والاعتداء. إلا أن 1% فقط من النساء توجهن للمركز خلال 24 ساعة بعد وقوع الاعتداء. وتبين المعطيات أن 15% من مجمل توجهات الاعتداءات كانت في إطار العمل من المشغل أو ذي منصب.

ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة لم تعد احتمالية تعرض الشخص للتحرش الجنسي مرتبطة فقط باللقاء المباشرة بين المتحرِش والضحية، بل أصبح بإمكان المتحرش الوصول إلى الضحية في أي مكان وزمان. يعاني جميع من يتعرضون للتحرش عن طريق الانترنت من الاكتئاب وعدم الشعور بالأمان والراحة النفسية وقد يكون هذا الشعور مضاعف للضحايا الصغار بالسن. حيث يشكل الفتيان والفتيات الشريحة الأكثر عرضة للتحرش فقلة خبرتهم وصغر سنهم واندفاعهم يجعلهم لا يدركون حجم الخطر الذي يهددهم بهذه الوسائل الحديثة التي يتواصلون بها مع اصدقائهم واقاربهم.

اقرأ/ي أيضًا | كيان تختتم حملتها 'التحرّش الجنسي جريمة'

التعليقات