الناصرة في عطلة العيد: انعدام الأمن والأمان

تواصل الناصرة الاحتفال بعيد الأضحى، بامتعاضٍ وغضب على مقتل الشاب عامر نفافعة (38 عامًا) بعد إطلاق النار عليه عمدًا، بحيّ الكروم، أول أمس الإثنين، وكانت قد أصيب امرأة بعيارات ناريّة في رجلها، نقلت على أثرها للمستشفى الإنجليزيّ،الأحد الماضي

الناصرة في عطلة العيد: انعدام الأمن والأمان

أجواء مدينة الناصرة (تصوير "عرب 48")

تواصل مدينة الناصرة الاحتفال بعيد الأضحى، لكن بامتعاضٍ وغضب على مقتل الشاب عامر نفافعة (38 عامًا) بعد إطلاق النار عليه عمدًا، بحيّ الكروم، أول أمس الإثنين، وكانت قد أصيب امرأة بعيارات ناريّة في رجلها، نقلت على أثرها للمستشفى الإنجليزيّ في النّاصرة، الأحد الماضي.

 

حتى في العيد؟

بالرغم من حلول عيد الأضحى، إلا أنّه لم يمنع العنف والجريمة من التفشي في الناصرة، فمدير محطة الشرطة في الناصرة كان قد اعترف خلال جلسة ببلدية الناصرة، أنّ الناصرة تتصدر المكان الأول في البلاد بجرائم إطلاق النار، فمنذ بداية العام 2016 تم إطلاق النار 64 مرّة، وكل 4 أيام يتم إطلاق النار على شخص بالناصرة.

وقال أحد المواطنين في الناصرة، شربيني شربيني، لـ'عرب 48'، إنّه 'حان الوقت لجلوس القيادات والمسؤولين والشرطة مع بعضهم البعض، وكل شخص يستطيع المساعدة لوقف نزيف الدم والعنف وفعل أي شيء، فقد آن الأوان للعمل الجاد، الظاهرة فاقت حدودها، فالحياة أصبحت صعبة جدًا، وما عاد الأهالي تطمئن قلوبهم على أبنائهم للخروج من المنزل والعودة بسلامة إليه، فأصبح هناك خوف ورعب كثير بسبب فقدان الأمن والأمان'.

وتابع أنّه 'يجب العمل على أرض الواقع وليس شعارات فقط، أما عن أجواء العيد فهي حزينة جدًا وأرى أن هناك حزن فقط، ويجب علينا العودة لحياتنا الطبيعيّة، فهذه ليست حياتنا ولا طبيعتنا، ومن هنا أدعو كافة الجهات للعمل والمساهمة بوقف العنف'.

ومن جهتهِ قال المواطن أحمد بسيس، بلجهتهِ العاميّة، لـ'عرب 48'، إن 'الناس مش مصلية عالنبي ومش مطولة روحها، إن شاء الله يصلح الأحوال ويهدي بال الناس'، مردفًا أنّه 'حتمًا سيكون هناك حدّ للعنف، وكل المشاكل العالقة بين الناس يمكن حلّها بالتفاهم'.

أما المواطن الشاب، عزّ عودة، فقد استنكر جميع حالات العنف متأسفًا على حال المجتمع النصراويّ الذي يستخدم  السلاح بشكل علني مما أدى إلى خسارة شبّانٍ في مطلع اعمارهم، وقال لـ'عرب 48': 'أرى أنّه يجب التحرك بشكل جادّ من قبل البلديّة والشرطة والمواطنين كذلك، ومواصلة العمل الجماهيري لمناهضة العنف والسلاح الذي كان قد بدأ في مطلع هذا الشهر'.

وأفاد عودة أنّ 'مقتل شاب في أوّل أيام العيد يشير إلى خطر ظاهرة العنف التي لا تميّز بين عيد أو أيّ يوم آخر من أيام السنة، ولا تميّز بين رجل وامرأة أو حتى كبير أو صغير، فهي تستهدف الجميع طوال الوقت'، معتبرًا أنّ 'العنف يجب أن يتوقف بكافة أشكاله وعلينا كمواطنين عدم تقبله والسكوت عنه، لأنّ ما يحدث فاجعة بحق شبابنا'.

بين العنف والسلاح... تفاقم

أما المواطنة خلود أبو أحمد، فقالت لـ'عرب 48'، إن 'العنف ظاهرة يعاني منها مواطنو الناصرة منذ فترة طويلة ولا يتم علاجها، ولهذا العنف يتفاقم بسبب عدم وجود رادع يوقف العنيفين عن تصرفاتهم، لا الشرطة ولا المجتمع، ومن هنا وجب التنبيه حول الفرق بين العنف والجريمة، فما يحدث بالناصرة قد تجاوز مرحلة العنف إلى الجريمة، والجريمة وليدة العنف، ويجب منعها بالقانون من حيث سحب السلاح من المواطنين، ومحاسبة مطلقي النار'.

وأشارت إلى أنّ 'التقصير الواضح من الشرطة، فوظيفتها حماية المواطنين، لكنها لا تقوم بهذا الدور، ونحن في مرحلة خطرة، يجب أن تأخذ الشرطة دورها لأنّ العنف نستطيع حلّه كمجتمع أما الجريمة والقتل فتحتاج إلى عمل مؤسسات الدولة للقضاء على بؤر الفساد والعنف والجريمة، وهناك في الناصرة تحديدًا بؤر كاملة للجريمة والعنف موجودة والشرطة والمجتمع يعلمون بها ولا يفعلون أيّ شيء لمنعهم وتتحول هذه البؤر إلى أماكن عاديّة في المدينة لا أحد يحاربها'.

وأكّدت أبو أحمد أن 'شباب وشابات مدينة الناصرة لا يشعرون بأمان، نحن نخجل من أهالي الشباب الذين قتلوا وقدموا قرابين ضحايا للعنف، ونخجل من دموع أمهات الشبان وهنّ يبكين أبنائهن ونحن لا نستطيع أن نفعل شيء، نحن خجلون من مجتمعنا من جهة ومن أمهات الشهداء من جهة أخرى، ونحن نتهم الشرطة بالأساس بالتقصير في عملها، كما لا نتجاهل دور المجتمع'.

وأضافت أنّ 'هناك تصرفات مجتمعيّة تحتوي على العنف سواء كان ذلك بالكلام أو التصرفات في الشارع والمدرسة وكل مكان، وهي تصرفات تبدأ صغيرة من عدم السماح للآخر بالحديث وقمع رأيه إلى العنف المستشري بشكل ضخم'.

التعليقات