النقب: المنسيون في مواجهة الاقتلاع والتهجير

تكثف السلطات الإسرائيلية اعتداءاتها بأذرعها المختلفة على أراضي القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب، جنوبي البلاد، بهدف دفع أصحاب الأراضي إلى اليأس والإحباط وتركها، إلى جانب تكثيف هدم المنازل.

النقب: المنسيون في مواجهة الاقتلاع والتهجير

قوات كبيرة من الشرطة بقرية الأطرش، صباح اليوم (تصوير راديو صوت النقب)

تكثف السلطات الإسرائيلية اعتداءاتها بأذرعها المختلفة على أراضي القرى العربية مسلوبة الاعتراف في النقب، جنوبي البلاد، بهدف دفع أصحاب الأراضي إلى اليأس والإحباط وتركها، إلى جانب تكثيف هدم المنازل، إذ هدمت السلطات نحو 2600 منزل ومبنى في النقب خلال العام الماضي.

وتجرف وتحرث آليات السلطات الأراضي الزراعية وتبيد المحاصيل، إذ تكرر هذه الاعتداءات مع قبيل نضوج المزروعات، في حين يتشبث العرب في النقب بأراضيهم رافضين مخططات اقتلاعهم، وتركيزهم في تجمعات سكنية لا تلائم طبيعة حياتهم وتحرمهم من ميراثهم التاريخي في أراضيهم.

مخططات اقتلاع

وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف في النقب، عطية الأعسم، لـ"عرب 48" إنه "منذ سنوات ونحن نعاني هنا في النقب من مخططات الاقتلاع. لا يريدون أي وجود عربي في النقب. ما نتعرض له من الشرطة الإسرائيلية هو عمل ميلشيات لتدمير حياتنا، فمهمتها باتت حماية ما تسمى دوريات ‘سلطة أراضي إسرائيل’ والدوريات السوداء وما تسمى "سلطة تطوير النقب" والتي هي سلطة تهجير العرب البدو".

عطية الأعسم

وأكد أن "الشرطة هي عصا هذه المؤسسات التي تهدف إلى تهجيرنا، علما أن الأراضي خاصة ومسجلة بأسماء أصحابها، والدولة تحاول الاحتيال بأي طريقة على سكان النقب".

وختم الأعسم بالقول إنه "نعيش هنا قبل إسرائيل، وقبل الانتداب البريطاني، ومنذ مئات السنين، ولن نرحل عن أراضينا مهما بلغت محاولات الاقتلاع".

استهداف 5 قرى عربية

وقال الناشط من قرية بير الحمام ورئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها سابقا، حسين الرفايعة، لـ"عرب 48" إن "هذه ليست المرة الأولى الاعتداء علينا، فنحن نتعرض في هذا العام لمحاولات غير عادية في مسعى لتهجير العرب من هذه المنطقة. نحن نتحدث عن 5 قرى مسلوبة الاعتراف، هذه الأراضي بملكية أهالي هذه القرى وهي أراض مسجلة، نحن نتحدث عن قرى بير الحمام، خربة الوطن، الغرة، بير الخشاش، الزرنوق والرويس، هذه المنطقة المنطقة في قلب النقب وهي لب القضية في النقب، وتريد الدولة من خلال هذا العمل الاستيلاء على هذه المنطقة وترحيل أهلها، وإذا ما نجحت فهي تنهي قضية النقب تماما".

حسين الرفايعة

وأضاف أنه "نشهد منذ 7 شهور بحملة متواصلة على هذه المنطقة ونقارع جرافات السلطات، ونواجه ذلك بالنضال. الآليات حرثت أراض شاسعة بمحاصيلها الزراعية والسلطات حرمت السكان من هذه المحاصيل، وللأسف نحن العرب المنسيون في النقب، ومع الأسف الجهات القيادية في لجنة المتابعة وغيرها تأتي إلينا بعد عناء طويل وضغط".

ثبات وبقاء

وقال الناشط والمركز الإعلامي للمجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف، معيقل الهواشلة، لـ"عرب 48" إنه "نتحدث عن أراض متوارثة منذ مئات وآلاف السنين، وهي مسجلة للناس. النقب يتعرض يوميا لهذه الاعتداءات ويدفع الأهالي ثمنا باهظا، ومع ذلك فلن نكل ولن نستسلم لأنها أراضي الآباء والأجداد ولن نتركها بأي شكل من الأشكال".

معيقل الهواشلة

وأوضح أنه "نعم نحن في مقدمة النضال، لأنهم يرون بنا أصحاب مخزون كبير من الأراضي رغم أن مساحة النقب 12 مليون و800 ألف دونم ويقطنها نحو ربع مليون عربي فلسطيني على أقل من 3% من الأراضي، وتحاول السلطات الإسرائيلية أن تستولي على هذه الأراضي لتضعنا في ‘كانتونات’. لن نتخلى عن أرضنا وسنواصل الصمود على هذه الأراضي مهما حصل".

وختم الهواشلة بالقول إن "السلطات استهدفت، حديثا، مساحات واسعة ممتدة من أراضي خربة الوطن إلى منطقة البطين وما تسمى ‘نقع بئر السبع"، وهذا استمرار للهجمة الشرسة منذ الأسبوع الماضي التي استهدفت قرى الغراء وخربة الوطن والزرنوق وغيرها. هذه الأراضي مستهدفة من أجل اقتلاع وتهجير أهلها، وهو ما نرفضه وسنواصل نضال وثباتنا على أرضنا ما حيينا".

التعليقات