26/01/2006 - 16:19

التحديات أمام "حماس"/ د.محمود محارب

-

التحديات أمام
على النقيض مما توقعته اسرائيل ووسائل اعلامها ومختصوها الأمنيون، جرت الأنتخابات الفلسطينية بصورة ديمقراطية وسلمية، واثبت الشعب الفلسطيني بذلك، بشكل جلي وواضح انه ناضج وتواق لممارسة الديمقراطية اكثر من العديد من الشعوب ذات التراث الطويل في ممارسة الديمقراطية.

بات واضحًا، وخلافًا لما هو متوقع وخلافًا لاستطلاعات الرأي، ان حركة حماس احرزت فوزًا تاريخيًا ستكون له تبعاته الكثيرة على القضية الفلسطينية في السنوات القادمة، على جميع الأصعدة. ولعل فوز "حماس" لم يفاجئ فقط الكثيرين وانما ايضًا فاجأ قادة حماس انفسهم.

هناك العوامل الكثيرة جدًا التي ساهمت في إخفاق "فتح" من ناحية وفوز "حماس" من ناحية أخرى. وسيدرس هذه العوامل المحللون والمؤرخون. ولكن الآن يمثل السؤال امام الجميع ماذا ستفعل حماس وكيف ستتصرف بعد ان منحها الناخب الفلسطيني ثقته واعطاها الشرعية لقيادة الشعب الفلسطيني في السنوات القادمة؟

ولعل السؤال الحقيقي والأكثر الحاحًا يتمحور حول مدى تأثير هذا الفوز على حماس نفسها اولاً. فهذا الفوز يضع تحديات تاريخية امام حركة حماس. فالانتقال من مواقع المعارضة الى مسؤولية تشكيل حكومة وقيادة الشعب له استحقاقات فلسطينية وعربية ودولية وايضًا اسرائيلية. فهل ستكون حركة حماس على قدر هذا التحدي؟

جملة من التحديات تقف امام حماس ابرزها: هل ستبذل حماس كل الجهد لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة فتح والفصائل الأخرى، على قاعدة الشراكة السياسية؟ هل ستلائم حماس وتوائم موقفها وخطابها السياسي ليتجاوب مع انتقالها من المعارضة الى القيادة؟ ما هو البرنامج الوطني الذي سيشكل القاعدة لاقامة حكومة وحدة وطنية؟

ولعل حماس ستدرك، ان لم تكن قد ادركت فعلاً، ان موازين القوى التي فعلت فعلها، في التأثير على البرنامج السياسي لكل من فتح والجبهة الشعبية في السبعينيات وبالتالي على برنامج م.ت.ف الوطني ستفعل فعلها على البرنامج الذي ستطرحه حماس لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

اما فتح فمن المتوقع ومن الافضل ان تستجيب للمصلحة الوطنية وتشارك هي والفصائل الاخرى في حكومة وحدة وطنية على قدم المساواة وعلى برنامج سياسي يمثل القاسم المشترك لفصائل الحركة الوطنية الفلسطينية والمتمثل في ازالة الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي عن كامل المناطق المحتلة الفلسطينية في العام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية وحق اللاجئين في العودة.

التعليقات