03/01/2007 - 11:45

فلسطين في عامها الجديد.. / نواف الزرو

فلسطين في عامها الجديد.. / نواف الزرو
ربما تكون الاسئلة والتساؤلات الكبيرة التي تطرح نفسها بقوة هائلة على كل الأجندات السياسية بشأن فلسطين في عامها الجديد، هي الاهم والأخطر والاشد الحاحا حيث ان تشكل القضية الفلسطينية محور كل الاحداث في المنطقة ..

وربما تكون المشاعر والهواجس الوطنية الفلسطينية بشأن استحقاقات المشهد الفلسطيني في العام الجديد- كما يجمعون عليه- هي الأكبر والأعمق على مدى سنوات المواجهات الاخيرة.

- فما الذي يحمله العام الجديد 2007 في جعبته وأحشائه لفلسطين وشعبها..؟!
- هل يحمل يا ترى نوايا وأجندات وتغييرات جديدة حقيقية لدى كل الاطراف المعنية...؟!
- وهل سيستيقظ الشعب الفلسطيني ذات صباح خلال العام الجديد ليجد الاحتلال بعسكره وآلياته ومستعمريه وقد رحل.؟!
- ام ان ما ينتظره اهلنا هناك سيكون امتدادا واستمرارا طبيعيا وحتميا لما عاشوه خلال العام المنصرم 2006 والاعوام التي سبقته..؟!
- وهل سيصدق المدعون المروجون للعام الجديد على انه سيكون عام التسوية والدولة الفلسطينية ...؟!!
- ام ان هناك وراء الأكمة ما وراءها.. وان الاستحقاقات المطلوبة من الفلسطينيين في العام الجديد ستكون اشد وطأة وخرابا عليهم..؟!

- ثم ما الآفاق الحقيقية لتلك التي يسمونها خريطة الطريق...؟!
- ... وكذلك لتلك التي يطلقون عليها افكار لفني..؟!
- .. وفي الصميم والجوهر والعظم: ما الاحتمالات والآفاق السياسية الحقيقية فيما يتعلق بالاستقلال وبناء الدولة الفلسطينية...؟!

واذا ما اضفنا الى كل ذلك جملة اخرى من الاسئلة والتساؤلات ذات الصلة فإن المشهد الفلسطيني القادم في عامه الجديد يصبح مثقلا ومدججا بالاسئلة والتساؤلات الكبيرة الملحة التي تختلج في نفوس الجميع في الداخل والخارج الفلسطيني على حد سواء.

ان الطموحات والامال والاحلام الوطنية التحررية الاستقلالية والانسانية الفلسطينية كبيرة واسعة وراسخة ومشروعة... فكل ابناء الشعب العربي الفلسطيني هناك على امتداد خريطة الوطن المغتصب والمهود يتطلعون الى ان يستيقظوا صباح ذات يوم ليروا الوطن الفلسطيني بلا احتلال وقوات غزو ومستعمرات وبلا اجتياحات وتجريفات واغتيالات واعتقالات ومجازر دموية.. وبلا مصادرات واطواق وحواجز حربية تنكيلية وعقوبات جماعية تحول حياتهم الى جحيم يومي لا يطاق.. وكذلك بلا جدران عنصرية تهويدية تحول مدنهم وقراهم الى معسكرات اعتقال كبيرة وصغيرة..

غير انه ليس من المنتظر اطلاقا ان يحمل لنا معه العام الجديد 2007 معجزة كبيرة او اسطورية تقلب الحالة والاوضاع الفلسطينية رأسا على عقب فنحن في زمن لا يعرف المعجزات الاسطورية الا بقدر ما تصنعها الامم والشعوب وبقدر ما تجتمع وتتضافر الظروف والمعادلات الفلسطينية والعربية والاقليمية والدولية لصنعها.

فما يجري في فلسطين جزء لا يتجزأ مما يجري في المنطقة العربية والشرق اوسطية كلها، وهو نتاج طبيعي لها بشكل عام وللاوضاع العربية بشكل خاص جدا، فلو كانت الاحوال العربية على غير ما هي عليه منذ اكثر من نصف قرن من الزمن ولو كانت لدى الامة والدول والانظمة والقيادات العربية ارادة سياسية وخيارات تحررية حقيقية لما حصل ما حصل في فلسطين والعراق..

ولذلك نقول ان العام الجديد يولد فلسطينيا من رحم العام المنصرم ...وهذا العام المنصرم كان طافحا بالتضحيات والنكبات الفلسطينية بقدر ما كان مليئا بالملاحم البطولية الصمودية الاسطورية الفلسطينية، لكنه كان من جهة اخرى عاما بائسا رديئا محبطا مخجلا عربيا في الوقت الذي كان فيه عاما سيئا جدا للمجتمع الدولي وللمواثيق والقوانين والقيم الدولية والانسانية.

فالعناوين الاساسية الصارخة للعام المنصرم فلسطينيا كانت:
اولا: الاستباحة الشاملة : حيث واصلت دولة الاحتلال سياسة التدمير الشامل للمجتمع المدني والامني الفلسطيني على حد سواء من تجريف واقتلاع ونسف وهدم وحرق.. الخ.

ثانيا: حيث واصلت تلك الدولة ايضا اقتراف المجازر الدموية وحرب الاغتيالات والقتل اليومي بالبث الحي والمباشر .
ثالثا: ...حيث طغى تماما ارهاب الدولة الاسرائيلية ضد اطفال ونساء وشيوخ وشبان فلسطين بغية هزيمة ارادتهم وكسر معنوياتهم واخضاعهم للشروط والاملاءات السياسية والامنية والتطبيعية الاسرائيلية...

رابعا: .. وكان الشعب الفلسطيني عمليا بين فكي الارهاب الدموي الاحتلالي الاسرائيلي المنفلت وبين حالة الفرجة والصمت العربي من جهة، والتواطؤ الدولي والامريكي على نحو خاص من جهة ثانية.

خامسا: غير ان الشعب الفلسطيني نجح برغم كل معطيات هذا المشهد المرعب في التصدي والصمود وتسطير ملاحم اسطورية عز نظيرها عربيا.

اما عربيا فقد تميزت الحالة والاوضاع العربية بـالعجز والتفكك والتردي بصورة مخجلة معيبة...!
فاصبحت الحالة والاوضاع العربية بائسة متردية عجيبة ينسحب عليها ما كان الجواهري قد وصف به الامة قبل ربما اكثر من نصف قرن قائلا:
ورأى المستعمرون فرائسا منا
يبرون انيابا له ومخالبا

فهل ننتظر في ضوء معطيات العام المنصرم يا ترى اجندة سياسية فلسطينية /عربية جديدة مختلفة ....؟
ام اننا سنواجه الاجندة الاسرائيلية ذاتها بكل ما تحمله معها من تداعيات ربما تكون على الارجح استمرارا لتلك التي تابعناها في العام الماضي ...؟

التعليقات