24/10/2010 - 07:55

تسجيل نقاط../ حسام كنفاني

-

تسجيل نقاط../ حسام كنفاني
أقرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بالحقيقة: “لا حل سحرياً لمأزق المفاوضات”. قد يكون هذا الاعتراف ليس الأول من نوعه، لكنه اعتراف كاشف للمرحلة التالية، علّ السلطة الفلسطينية تدرسه بشكل جيد وتبدأ فعلياً في البحث عن خياراتها.

لا حل سحرياً للمأزق، الولايات المتحدة تبدو فاقدة الأمل في إمكان إخراج العملية التفاوضية من ورطة الاستيطان. إذا كان هذا لسان حال واشنطن، فما هو الحال بالنسبة إلى مسؤولي السلطة؟ سؤال يحتاج إلى قليل من التمعن بالتصريحات التي تُتلى من رام الله. تصريحات متضاربة لا تشير إلى أي حقيقة قد تكون السلطة توصلت إليها. هل هناك اتجاه لإعلان الدولة في مجلس الأمن، أم أن الأمر سيقتصر على تجريم الاستيطان، أم أن الطلب سيتوجه إلى الولايات المتحدة للاعتراف بالدولة؟
كل هذا السيناريوهات صدرت في الأيام القليلة الماضية، لكن أياً منها لم يجر تأكيد اتخاذه. فالأكيد بالنسبة إلى الكثير من المسؤولين هو أن الأمل في استئناف المفاوضات لم ينته بعد، ولايزال التعويل على اختراق أمريكي ممكن في عملية تجميد الاستيطان. اختراق لن يكون الآن، ربما بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. مثل هذا الانتظار سيعني إمرار المهلة التي أعلنتها لجنة المتابعة العربية، وبما أن الكرم هو الصفة العربية على مر العصور، فإن من البديهي أن المهلة هذه ستحظى بتمديد إضافي نظراً للوضع الانتخابي الأمريكي.
تمديد المهلة هو بالتأكيد ما تترقبه الولايات المتحدة التي اختبرت في السابق التهديد والتلويح بالخيارت، والذي كان ينتهي عادة بالمزيد من إتاحة الفرص للمفاوضات. هذا هو تاريخ العملية التفاوضية، سواء بالنسبة إلى العرب أو السلطة الفلسطينية. والوضع اليوم لن يتغير كثيراً، والحل السحري غير المتاح حالياً قد يصبح متاحاً بعد الانتخابات الأمريكية، قد يكون هذا هو لسان حال السلطة الفلسطينية، وبعض المسؤولين العرب الذين قد لا يكونون متحمسين كثيراً لخوض معارك خاسرة في مجلس الأمن أو الحصول على رد رافض من الولايات المتحدة.
ما سرّب عن تجريم الاستيطان بدل الاعتراف الدولي بالدولة قد يكون الخيار الأنسب لتسجيل النقاط، من دون إحراج أمريكا باعتراف لن تقدم عليه. تجريم الاستيطان هو الخيار الأقدر على المرور في مجلس الأمن، طالما أن المطالبات كلها تتقاطع عند الاستيطان. تجريم قد لا يقدّم ولا يؤخر، لكنه يسجل نقطة في رصيد السلطة التي تعبت من استنزاف النقاط.
"الخليج"



 

التعليقات