31/10/2010 - 11:02

"سولانا خاطب دمشق بلهجة عالية والسوريون قابلوه بالفتور ورفض الوعود"../ انطوان مراد

الخرق الذي حاول المسؤول الاوروبي خافيير سولانا احداثه في العلاقة مع سوريا من خلال زيارته ‏الاخيرة الى دمشق في اطار جولته التي شملت بيروت والرياض، لم يؤدّ النتيجة المرجوّة الا شكلا، اذ ‏جاءت نتائجه محدودة، بل ان اوساطا ديبلوماسية اوروبية وضعت هذه النتائج تحت عنوان ‏الفشل، الا اذا تمكن سولانا من ايصال رسالة الى القيادة السورية لجهة التأكيد لها بأن ‏الملف اللبناني غير قابل للتفاوض خارج اطار القرار الدولي رقم 1701 وفق ما تقول ‏المصادر الديبلوماسية وتضيف: ان زيارة سولانا الى دمشق كسرت عمليا قطيعة شبه كاملة على ‏المستوى السياسي بين سوريا والاتحاد الاوروبي على خلفية الوضع في كل لبنان والعراق فضلا عن ‏البطء السوري في التجاوب مع شروط الشراكة الاوروبية - المتوسطية ومعارضة الدور السوري ‏ازاء بعض التنظيمات او المجموعات كما تقول الاوساط التي تعتبر ان سولانا كان مباشرا في ‏مخاطبة دمشق في المواضيع التي اثارها التي تركزت عمليا على الشأن اللبناني بهم.‏

وتضيف الاوساط ان المسؤول الاوروبي كرّر موقف الإتحاد لجهة دعوة دمشق الى المساهمة فعلا في ‏الاستقرار في لبنان والعراق، وشدد خصوصا على مكافحة تهريب السلاح الى لبنان في اطار حضّها ‏على بذل اقصى جهد لتطبيق القرار 1701، ما يعني خصوصا الوصول الى وضع يتخلى معه «حزب ‏الله» عن سلاحه لمصلحة انتشار القوى الشرعية وحدها على الاراضي اللبنانية، وبالتالي ‏انتفاء دور قوة «اليونيفيل».‏

وفي المعلومات التي اوردتها الاوساط ان سولانا طلب الى سوريا العمل على تسهيل حل قضية ‏مزارع شبعا، في مقابل دور اوروبي فاعل وجدي في العمل على إعادة هضبة الجولان الى السيادة ‏السورية ولم تقتصر الطلبات الاوروبية على ذلك، بل شملت دعوة سوريا الى الموافقة على ‏المحكمة ذات الطابع الدولي، مع الافادة من امكان احداث تعديلات معينة من خلال الحوار بين ‏اللبنانيين انفسهم. وان تقنع دمشق حلفاءها بذلك.‏

ولكن كيف تمثل الرد السوري على الطلبات الاوروبية؟

تشير المصادر الى ان القيادة السورية استغربت اللهجة التي جاء بها سولانا، وسلة الطلبات ‏بالجملة، من دون تقديم مقابل جدي من جهة، ومن دون توافر قدرة لدى الاوروبيين اساساً على ‏تقديم هذا المقابل الا في شكل محدود جداً. ولذا بدا من الاجوبة السورية تحفظ واضح في الخوض في ‏التفاصيل وفي ابداء اي استعدادات عملية، وسمع سولانا ما معناه، اذا كنتم تعتقدون اننا ‏مستعدون لتقديم اي شيء، مقابل لا شيء او مقابل وعود، فنحن لسنا مستعدين لذلك، فضلاً عن ‏ان اطار البحث في مثل هذه الامور يجب ان يكون اوسع ويتخطى الاطار الاوروبي، اي بمعنى آخر ‏يريد السوريون ان يبحثوا الامور الاساسية مع الاميركيين الذين يشابه موقفهم مع ذلك الموقف ‏الاوروبي، من خلال عدم استعدادهم لعقد اي صفقة، وتسديد اثمان معينة لسوريا.‏

على ان الاوساط تخلص الى القول، ان معالجة مشكلة لبنان بجوانبها المختلفة، لا يمكن ان تتم ‏بمعزل عن سواها من مشاكلها، كما لا يمكن ان تتم مع سوريا دون سواها، وبالتالي هناك ‏ترابط واضح بين ملفات الشرق الاوسط ككل ومن هنا يمكن فهم الاتجاه الى تفكيك العقد بدءاً ‏بمؤتمر بغداد مروراً بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وصولاً الى المساعي لمعالجة الملف ‏اللبناني.‏

"الديار"

التعليقات