22/10/2012 - 10:56

نقاط التحول السيكولوجي!../ نواف الزرو

انطلقت يوم أمس الأول أضخم مناورات للجبهة الداخلية الإسرائيلية، أطلق عليها "نقطة تحول- 6" وستنتهي يوما بعد غد الخميس، وفي إطار المناورة سيتم التدرب لأول مرة على سيناريو تقع فيه هزة أرضية شديدة، كما ستتدرب مؤسسات التعليم ورياض الأطفال في أرجاء البلاد، والوزارات الحكومية والمؤسسات العامة على عملية الخروج من المباني المغلقة، كما ستشارك في المناورة نحو 250 سلطة محلية، مع وحدات الارتباط بسلطات قيادة الجبهة الداخلية

نقاط التحول السيكولوجي!../ نواف الزرو

انطلقت يوم أمس الأول أضخم مناورات للجبهة الداخلية الإسرائيلية، أطلق عليها "نقطة تحول- 6" وستنتهي يوما بعد غد الخميس، وفي إطار المناورة سيتم التدرب لأول مرة على سيناريو تقع فيه هزة أرضية شديدة، كما ستتدرب مؤسسات التعليم ورياض الأطفال في أرجاء البلاد، والوزارات الحكومية والمؤسسات العامة على عملية الخروج من المباني المغلقة، كما ستشارك في المناورة نحو 250 سلطة محلية، مع وحدات الارتباط بسلطات قيادة الجبهة الداخلية.

قد تبدو هذه المناورة الضخمة للبعض عادية، غير أنها في الحسابات الإسرائيلية تنطوي على أبعاد وتداعيات إستراتيجية، فـ"نقطة تحول" بدأت بالرقم-1- ثم تسلسلت لتصل إلى الرقم-6-اليوم، فالماثل أمامنا انهم على مستوى المؤسسة العسكرية والسياسية والإعلامية، وكذلك على مستوى الرأي العام الإسرائيلي، يربطون ربطا جدليا ما بين هذه التدريبات والمناورات"المتحولة.. المتسلسلة من 1-6 حتى الآن ..." وما بين حرب الصواريخ القادمة التي باتت تهيمن على الخطط والقناعات والمناخات والسيكولوجيا الإسرائيلية..!

فالإسرائيلي عموما، من الرئيس، إلى رئيس الوزراء، إلى الوزراء، إلى كبار الجنرالات والضباط، إلى الجنود في كل مكان، إلى رجال الدين-الحاخامات، إلى رجال الإعلام والأكاديميا، إلى عصابات المستوطنين في أنحاء الضفة، كلهم بالإجماع أصبحوا ينتظرون اندلاع حروب، وهم يرون حرب الصواريخ القادمة عبر هذه التدريبات العسكرية الأوسع والأشمل في تاريخ تلك الدولة الصهيونية..!.

فنقطة التحول، في مضمونها العسكري، تشكل نقطة تحول ليس على مستوى التدريبات والاستعدادات الحربية لديهم فقط، وإنما أخذت تتكرس كنقطة تحول إستراتيجي في المواجهات العسكرية الحربية منذ الهزيمة الحارقة التي لحقت بجيشهم الذي لا يقهر في تموز/2006، وشكلت بالتالي نقطة تحول سيكولوجي في استعداداتهم النفسية  لمواجهة حروب أخرى مع حزب الله وعلى الجبهات الأخرى، بل يبدو أن المشهد الإسرائيلي بات مثقلا بـ"نقاط التحول" المقترنة بسيكولوجيا الرعب والقلق، وهواجس الوجود، من الحرب ومن الخسائر ومن الهزيمة المحتملة، ومن المستقبل الغامض، ومن احتمالات الانهيار الشامل، فوزير "الجبهة الداخلية" الإسرائيلية السابق، الجنرال متنان فيلنائي، كان رسم سيناريو الرعب الإسرائيلي المتوقع في أية حرب مستقبلية مع العرب، ويتمثل بسقوط آلاف الصواريخ يوميا، لمدة شهر كامل على الأقل، واستهداف محطات إنتاج الطاقة والبنى التحتية، والمؤسسات الاقتصادية، وتعرض مدينة تل أبيب لقصف مكثف".
 
فحينما يرسم الجنرال فيلنائي هذا السيناريو، فإن في ذلك معاني ودلالات حربية صريحة! فقد قال فيلنائي في لقاء مع أرباب الصناعة والتجارة والأعمال: "ستسقط آلاف الصواريخ يوميا على إسرائيل، وسترتفع ألسنة النيران من مواقع استخراج الغاز، ينبغي أن نكون مستعدين لحرب شاملة مع سوريا وحزب الله وحماس"، واصفا مواقع التنقيب عن الغاز في عرض البحر بأنها الخاصرة الرخوة لإسرائيل. موضحا: "السوريون ليسوا بحاجة لإطلاق عشرات الصواريخ على تلك المواقع، فلديهم منظومات دقيقة، ويكفي بضعة صواريخ لإحراق كل شيء"، وقال فيلنائي "إن العرب يعرفون استخلاص الدروس، هم لا يخافون، ولا يهربون كما علموكم ذات مرة، انسوا ما علموكم إياه، هم يعرفون أنهم لا يمكنهم هزيمة إسرائيل في ساحة المعركة، لهذا يستعدون لضربها في العمق بواسطة الصواريخ، يمكنكم احتساب كم صاروخا بحوزتهم، كم منها يمكننا قصف مواقع إطلاقها، وكم سنسقط منها قبل وصولها، سيطلقون علينا آلاف الصوارخ والقذائف، وستسقط مئات الصواريخ وما في منطقة المركز، هذا ما سيحصل هنا، وسيستمر شهرا عل الأقل، دون توقف.

وكان المحلل الإسرائيلي جدعون ليفي كتب في /هآرتس تحت عنوان: "أربما لا يوجد خيار عسكري" يبشر الإسرائيلييين- أو يضعهم في صورة الحقائق القائمة والقادمة- قائلا: "ستكون الحروب الآتية هي حروب الجبهة الداخلية، وهذه المرة ستتضرر الجبهة الداخلية الإسرائيلية على نحو لم نعرفه من قبل، فقد كانت حرب الخليج الأولى وحرب لبنان الثانية من هذه الناحية المقدمة لما قد يحدث فقط، إن هجوما بآلاف الصواريخ، كما يتنبأ الخبراء، سينشئ واقعا يصعب على إسرائيل الصمود فيه، فهي غير مزودة لذلك وقد رأينا هذا في الكرمل، وهي غير مستعدة لذلك وقد رأينا هذا في حرب لبنان".

لقد بات واضحا تماما، أن كل هذه التدريبات البرية والجوية والبحرية التي أجرتها وتواصلها دولة الاحتلال، وصولا إلى تدريبات المؤخرة أو العمق الأخيرة "نقطة تحول..6"، على تماس مباشر بتلك الهزيمة في لبنان من جهة، وعلى تماس مباشر بالحساب المفتوح من جهته ثانية، ولكنها تؤشر من جهة ثالثة الى حالة الجبهة الداخلية الإسرائيلية التي اهتزت بعنف زلزالي  في مواجهة تموز/2006.
 

التعليقات