30/11/2012 - 11:41

العمل البلدي وتجربة التجمع/ رائد غطاس

يُعتبر العمل البلدي أحد المهام الأساسية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، فالعمل البلدي لا يقتصر على المشاركة في انتخابات السلطات المحلية بطريقة أو بأخرى، بل يجب النظر إليه كأداة للتقرب من الناس وقضاياهم وهمومهم اليومية. العمل والنشاط البلدي هو أداة هامة من أدوات العمل الحزبي ويجب استخدامها بهدف نشر فكر الحزب من الجماهير، واستغلالها كرافعة من أجل تقوية الحزب وتحويله إلى القوة المركزية بين جماهيرنا في الداخل.

العمل البلدي وتجربة التجمع/ رائد غطاس

 يُعتبر العمل البلدي أحد المهام الأساسية لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، فالعمل البلدي لا يقتصر على المشاركة في انتخابات السلطات المحلية بطريقة أو بأخرى، بل يجب النظر إليه كأداة للتقرب من الناس وقضاياهم وهمومهم اليومية. العمل والنشاط البلدي هو أداة هامة من أدوات العمل الحزبي ويجب استخدامها بهدف نشر فكر الحزب من الجماهير، واستغلالها كرافعة من أجل تقوية الحزب وتحويله إلى القوة المركزية بين جماهيرنا في الداخل.

نلاحظ،  اهتمام المواطنين الفلسطينيين في الداخل بالانتخابات المحلية على عكس انتخابات البرلمان، حيث نسبة المشاركة في انتخابات السلطات المحلية عالية جدا وتتجاوز ال 90% من مجموع المصوتين في حين أن نسبة المشاركين في انتخابات الكنيست متدنية وقد تراجعت كثيرا في السنين الأخيرة.

برأيي اهتمام المواطنين بالانتخابات للسلطات المحلية يعود إلى عدة أسباب أهمها أن السلطة المحلية هي السلطة الوحيدة المتاح ممارستها لأبناء الأقلية الفلسطينية في الداخل. والسلطة المحلية تعالج الكثير من قضايا الناس اليومية فهي المسؤولة عن التربية، التعليم، الصحة والرفاه الاجتماعي، هذا بالإضافة للتخطيط البناء ومناطق النفوذ. وتعتبر البلديات والمجالس المحلية أكبر مشغّل في المدن والبلدات العربية.

في السنوات الماضية خاض التجمع الانتخابات المحلية في العديد من المدن والقرى العربية والمدن المختلفة حيث نجح بإيصال ممثليه وحلفائهم للسلطات المحلية في الناصرة، شفاعمرو، حيفا، نتسيرت عيليت، أم الفحم، تل أبيب، يافا، سخنين، باقة الغربية، جت، مجد الكروم، الجديدة-المكر، كابول، عيلبون، الرامة، كوكب، كفر ياسيف، كفرقاسم، وغيرها. للأسف الشديد في معظم مدننا وقرانا العربية تجري انتخابات للسلطات المحلية على أساس انتماءات طائفية وعائلية وقد أدى التنافس الشديد بين القوائم العائلية والطائفية في أكثر من بلدة إلى عنف وصل في كثير من الأحيان حد القتل. هذا بحد ذاته شكّل ويشكل عقبة أمام التجمع الذي رفض ويرفض بشكل مبدئي التحالف مع قوائم عائلية وطائفية ووضع أمامه هدف تسييس الانتخابات البلدية وتحويل التنافس فيها من تنافس بين عائلات وطوائف إلى تنافس بين قوائم وأحزاب على أساس برامج سياسية واضحة المعالم لذلك نرى أن التجمع لم يخض الانتخابات في العديد من المواقع وخسرها في مواقع أخرى وحيث تم خوض الانتخابات بنجاح، كان ذلك في قوائم حزب صرفة أو في تحالفات مع أحزاب أو حركات سياسية محلية أدى إلى صبغة عائلية أو طائفية.

إن تجربة السنوات الماضية أثبتت أن هنالك خصوصيات للعمل البلدي في المدن المختلطة فخلافا لما هو سائد في مدننا وقرانا العربية حيث تجري الانتخابات في معظم السلطات المحلية على أساس طائفي وعائلي، ففي المدن المختلطة تكون مشاركة السكان العرب في هذه الانتخابات بموجب انتماءات سياسية حث تم تشكيل قوائم حزبية وشهدت العديد من المن ائتلافات وتحالفات بين الأحزاب السياسية كما كان في نتسيرت عيليت وفي تل أبيب-يافا حيث تخوض الانتخابات في قوائم موحدة أساسها لتحالف بين التجمع والجبهة وقد تم إيصال ممثلي التجمع إلى البلديات في العديد من المدن المختلطة.

وهنالك حاجة برأيي لإقامة إطار تمثيلي يجمع أعضاء البلديات والناشطين في مجال العمل البلدي في هذه المدن ويجب أن يأخذ هذا الإطار شكلا تنظيميا يمثل السكان العرب في هذه المدن، يعمل إلى جانبه اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ويكون أيضا أحد مركبات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية.

إن تجربة التجمع في العمل البلدي تؤكد أن المشاركة في الانتخابات المحلية هو أمر هام جدا لكنها بحد ذاتها قضية شائكة بسبب نسيج مجتمعنا تركيباته العائلية والحمائلية والطائفية المعقدة. لذلك يجب التعامل في هذا المجال بحكمة وتروي دون التفريط بالثوابت الأساسية وهي تسييس التنافس حسب برامج تدمج ما بين التحديات والهموم اليومية والإدارة السليمة وما بين الكفاح والنضال العام لجماهير شعبنا من أجل تقوية وبناء التيار القومي في الداخل على أساس الربط ما بين الهوية القومية والمواطنة.

التعليقات