24/12/2012 - 14:11

نبض الحياة.. زعبي تدفع الثمن!../ عادل عبد الرحمن

حنين زعبي، عضو الكنيست الثامن عشر المنتهية دورته، قررت لجنة الانتخابات المركزية بأغلبية الثلثين الـ(19) صوتا حرمان النائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي، من الترشح للانتخابات التشريعية الجارية حاليا للكنيست التاسعة عشر، بذريعة مشاركتها في حملة أسطول الحرية "مرمرة " لرفع الحصار عن غزة في أيار /مايو 2010

 نبض الحياة.. زعبي تدفع الثمن!../ عادل عبد الرحمن

حنين زعبي، عضو الكنيست الثامن عشر المنتهية دورته، قررت لجنة الانتخابات المركزية بأغلبية الثلثين الـ(19) صوتا حرمان النائبة عن التجمع الوطني الديمقراطي، من الترشح للانتخابات التشريعية الجارية حاليا للكنيست التاسعة عشر، بذريعة مشاركتها  في حملة أسطول الحرية "مرمرة " لرفع الحصار عن غزة في أيار /مايو 2010.

مندوبو الكتل اليمينية و"كاديما" والأحزاب الدينية المتشددة، الأغلبية في لجنة الانتخابات، هم من رفع الكرت الأحمر في وجه زعبي والديمقراطية على حد سواء. مقابل القوائم العربية و"ميرتس" وحزب "العمل"، الذين تمثلوا بتسعة أصوات، وصوت ممتنع. وهو ما يعكس صورة المشهد الإسرائيلي الآخذة في إسقاط بقايا ورقة التوت، التي تغطي عورة المجتمع الإسرائيلي المتجه بسرعة فائقة نحو أقصى اليمين وتعميق العنصرية، وغير القادر على رؤية بقعة بيضاء في اللوحة السياسية.

لا يستوقف المرء تطرف قوى اليمين الصهيوني الأقصوي ولا الأحزاب الدينية المتشددة، وتصويتها ضد النائبة حنين زعبي ومشاركتها في الانتخابات القادمة، لأن هؤلاء لا يريدون مشاركة أي شخصية أو كتلة يسارية إسرائيلية وليس فقط أي مندوب عربي. وعملوا، وسيعملون، على تقويض آخر ملمح من ملامح الديمقراطية الإسرائيلية (البرجوازية الرجعية) الشكلية في قادم الأيام انسجاما مع توجهاتهم الفكرية العنصرية. لكن الملفت كان انحياز مندوبو "كاديما" لأنصار الأغلبية المتطرفة. وهو ما يدلل موضوعيا على سقوط بقايا "كاديما" في أحضان الليكود و"إسرائيل بيتنا" ومن لف لفهم من القوى، وغياب الحد الأدنى من التميز.

رغم مناورة رئيس الكنيست الحالي، رؤوبين ريفلين، الذي أعرب عن "خشيته" من أن تصبح الإجراءات العقابية بحق النائبة الزعبي، بمثابة منزلق خطير، يجب تفاديه. على اعتبار أن "النظام الديمقراطي" الإسرائيلي "راسخ" وفي غنى عن إجراءات كهذه التي يحاول فيها تضليل الرأي العام الإسرائيلي والفلسطيني والعالمي من خلال الإيحاء بأن دولة التطهير العرقي والأبرتهايد الإسرائيلية مازال يمكن التغطية على عوراتها العنصرية واللامساواة، باستخدام بعض المفاهيم والمصطلحات الغربية عن الديمقراطية. إلا أن الواقع الماثل والانحدار السريع نحو منحدر العنصرية والفاشية، يقطع الطريق عليه، وعلى كل الصهاينة المشرعين لأبشع قوانين العنصرية في تاريخ دولة إسرائيل.

ولعل ترحيب رئيس لجنة الكنيست، النائب الليكودي ياريف ليفين بقرار لجنة الانتخابات المركزية يرد على محاولات ريفلين الكاذبة، لاسيما وأنهما من حزب واحد، ومن مدرسة يمينية متطرفة واحدة، هي مدرسة الليكود. فضلا عن الأصوات التسعة عشر، التي صوتت لصالح منع حنين الزعبي من المشاركة في الانتخابات الحالية، وجميعهم أرادوا تدفيع حنين زعبي الثمن، والتلويح بعصا الحرمان من الترشح للكنيست القادمة لكل من تسوّل له نفسه من الفلسطينيين أو اليهود الديمقراطيين الحقيقيين بالدفاع عن أي قضة تخدم السلام، وتنحاز للحقوق الفلسطينية المشروعة.

معركة المواجهة مع الاتجاهات اليمينية المتطرفة في الشارع السياسي الإسرائيلي، لا بد من أن تتواصل وتتعزز عبر المنابر السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية... الخ للحؤول دون سيطرة تلك الاتجاهات على روح المجتمع الإسرائيلي، لأن في ذلك تماهيا مع الفاشية بكل ملامحها وسماتها القاتلة. وهذا لا يحمل الخطر ضد الفلسطينيين العرب فقط، بل ضد المجتمع الإسرائيلي نفسه، وضد شعوب المنطقة برمتها، ويهدد السلام الإقليمي وخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 1967.
 

التعليقات