31/10/2017 - 17:52

منع كاتبة سعودية من السفر لنشر مقالة قبل سنتين

منعت السلطات السعودية الكاتبة ريم آل عاطف من السفر خارج البلاد، لنشرها مقالة كتبتها قبل سنتين في صحيفة "العرب" الصادرة في قطر، وعنوانها "يموت ملك وراء ملك وتبقى السعودية".

منع كاتبة سعودية من السفر لنشر مقالة قبل سنتين

منعت السلطات السعودية الكاتبة ريم آل عاطف من السفر خارج البلاد، لنشرها مقالة كتبتها قبل سنتين في صحيفة "العرب" الصادرة في قطر، وعنوانها "يموت ملك وراء ملك وتبقى السعودية".

وورد اسم الكاتبة ريم آل عاطف ضمن تغريدة نشرها المغرد السعودي الأشهر "مجتهد"، والتي تحوي أسماء الذين منعتهم المملكة من السفر خارج البلاد حتى إشعار آخر، دون توضيح الأسباب رسميًا.

ونشرت الكاتبة مقالتها في آذار/ مارس قبل عامين، وأعادت نشرها قبل يومين كصورة، لأنها لا تستطيع نشر الرابط لأن الصحيفة محجوبة في السعودية، واعتبر إعادة نشر المقالة كانتقاد لسياسة ولي العهد، محمد بن سلمان.

واعتبر المغردون أن للكاتبة السعودية أهدافًا خفية من إعادة نشر التقرير، فهي على الرغم من أنها تدافع عن المملكة، فإن مضمونها ينتقد حكامها، وعلى وجه الخصوص محمد بن سلمان.

وقد أشارت آل عاطف في المقالة التي حققت حينها أكثر من مليون قراءة على حسب قولها، إلى أن ما يميز المملكة عن غيرها من البلدان حمايتها لروحها الإسلامية وطابعها المحافظ، وربطت ذلك بالفصل بين الجنسين في مواقع الدرس والعمل، وشددت على أهمية وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولكن ما يحصل في الحقيقة يناقض ما ذكرته، حيث يناقش مجلس الشورى السعودي، توصيةً بدمج الهيئة مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، لتصبح تحت وزارة واحدة، مع العلم أن صلاحيات الهيئة كانت قد تقلصت بشكل كبير عام 2016، حين صدر قرار رسمي بذلك.

لم يحل القرار الحكومي حينها هيئة الأمر بالمعروف نهائيًا، كما أنه لم يلغ عملها الميداني في المجتمع السعودي، وإنما اقتصر على منع رجالها من إيقاف الأشخاص، أو التحفظ عليهم، أو مطاردتهم أو طلب وثائقهم، أو التثبت من هوياتهم أو متابعتهم، ليقتصر دورهم على إبلاغ أفراد الشرطة أو إدارة مكافحة المخدرات عن الاشتباه بشخص معين.

وأشارت الكاتبة إلى أمر آخر، هو منع السينما في السعودية، معتبرة أن هذا الأمر أيضًا من مميزات تلك البلاد.

وكل ما ذكرته الكاتبة يناقض اتجاه السعودية اليوم تحت قيادة محمد بن سلمان، الذي يسعى إلى مزيد من الانفتاح في البلاد، فستحضر السعوديات المباريات بداية من العام القادم.

وحتى إنها ستقود السيارة، وفيما يتعلق بالسينما فهي بحسب كل المؤشرات قادمة خلال الفترة القادمة.

ويبدو أن المديح الظاهر للسعودية، التي أصرت الكاتبة السعودية على نشره مجددًا في مقالتها بعد عامين، يحمل في باطنه انتقادًا لما يقوم به محمد بن سلمان ووالده الملك سلمان، بإصدار قرارات نحو "سعودية جديدة"، كما وصفها الكثيرون.

وحتى إن هذه السعودية الجديدة كما يبدو ستكون خالية من الدعاة والكتاب المتشددين الذين يخالفون خطة بن سلمان، التي بدأ بتنفيذها منذ أشهر، بعد اعتقالات طالت عددًا كبيرًا من الدعاة، منهم سلمان العودة، وإصدار قوائم بمنع السفر بحق آخرين منهم آل عاطف وأحمد الشقيري.

الأمر الذي أشارت إليه الكاتبة السعودية في وقت سابق، أن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة هي واحدة من عطاءات المملكة لمسلمي العالم "فقد خرجت منذ قيامها أكثر من 60 ألف داعية وطالب علم، من كافة دول العالم"، على حد قولها.

وختمت مقالها بالإشارة إلى أنها تنتمي لتلك الأرض التي يموت فيها ملك وراء ملك، ولكن ما زالت لديها ثوابت لشرع الله، وسطوة تدحر الباطل، على حد وصفها.

 

التعليقات