فكرة تتحول لمشروع تربوي، اجتماعي ووالديّ

السيدة أصالة عمري

 

 

السيدة أصالة عمري

مستشارة تربويّة، عاطفيّة، زوجيّة ومرشدة أهل

لها خبرة عشر سنوات في هذا المجال وصاحبة مشروع صندوق "صرنا أهل"

 

 

من رغبة عميقة في ترك بصمة في مجال الوالديّة، خاصة بعد عشر سنوات من العمل في المجال التربوي، كان حلم بإصدار منتجًا يحمل اسمها، ويكون أداة فعّالة تُستخدم لفائدة مرجوة في الحياة العائليّة، وجاءت الفكرة لتلبي هذا الشغف بإصدار "صرنا أهل" لتجسد هذا الحلم. التقينا بالسيدة أصالة عمري صاحبة الفكرة لتحدثنا عن مسيرتها المهنية والعلمية حدثتنا بصورة واضحة وشاملة. 

ما معنى الاسم لهذا المنتج " صرنا أهل" ولمن موجه بالتحديد؟ وما هي الدوافع لذلك؟

- يُمثّل العنوان الانتقال من مرحلة الزواج كثنائي إلى مرحلة الوالديّة، وفي الوقت ذاته، يعكس التعبير باللغة العامية، للعلاقة الوطيدة التي تتشكل بين الأفراد بعد التعارف والتقارب.
- على الصعيد المهني، فقد استلهمت الفكرة من تجاربي وعملي مع العديد من النساء اللّواتي واجهن عوائق
تمنعهن من الوصول إلى الاستشارة الوالديّة أو الزوجيّة، فعلى سبيل المثال، بعض الأزواج قد لا يؤمنون بفكرة الاستشارة أو قد يرفضون تدخل والانكشاف لطرف ثالث في تربية أبنائهم وعلاقتهما الخاصة، وأحيانًا تكون الظروف المادية عائقًا، كما أن وجود الزوجة وحدها في استشارة زوجية دون وجود الزوج قد يحد من فاعليّة وفائدة الجلسات والتقدم.
- من هنا، نما لديّ شغف عميق بإصدار أداة تساعد على تجاوز هذه العوائق، تُمكّنني من الوصول إلى
البيوت والتأثير الإيجابي، مع احترام مبادئ وقيّم كل عائلة. هذه الأداة، التي تتيح للنساء والأزواج فرصة العمل على تطوير علاقتهم الزوجيّة والوالديّة في بيئة تراعي ظروفهم الخاصّة.

هل بالإمكان معرفة هذا المحنوى للصندوق؟
- في البداية، صندوق صرنا أهل ليس مجرد لعبة، بل هو مجموعة من البطاقات العلاجيّة التي
أُصدرت قبل عام ونصف، حيث تم تطويرها بعناية لتعزيز التواصل العاطفي والتفاعل بين الأزواج.
يُستخدم هذا الصندوق من قِبل العديد من الأزواج، الأخصائيين والمعالجين في مجال الإرشاد الأسري،
حيث أثبت فعاليته في تعزيز العلاقات الزوجية وتطوير المهارات الوالديّة.

ما هي هذه البطاقات؟

 هذه البطاقات تساعد في تحقيق التواصل بين الزوجين وذلك من خلال طرح أدوات تعزّز مهارات الحوار، الإصغاء الفعّال والتواصل العاطفي بين الزوجين. من خلال استعمال البطاقات، يمكن للزوجين التعمّق في
معرفة بعضهم البعض على مستوى أعمق، وطرح مواضيع قد تبدو مفهومة ضمنا، ولكنها في الواقع
بحاجة إلى توضيح، بالإضافة إلى ذلك، تساعد هذه البطاقات في تحسين التواصل مع الأبناء وتعزيز
التفاهم بين أفراد العائلة، وذلك من خلال تحديد الاحتياجات العاطفيّة والتوقعات المشتركة، وباستخدام هذه
الأدوات، يمكن للزوجين تعزيز علاقتهما الزوجيّة وتطوير مهاراتهما الفرديّة بطريقة تدريجية تناسب
كل منهما، مما يجعل الوالديّة ليست مجرد فكرة بل واقعًا يعيشانه يوميًا بشغف ووعي أكبر.
 كيف نحوّل الوالديّة في رأيك من فكرة إلى حقيقة؟ وماذا يتطلب الأمر من الزوجين؟
لتحويل الوالديّة من مجرد فكرة إلى حقيقة، يتطلب الأمر من الزوجين الالتزام بمبدأ الوعي العاطفي
والتواصل الفعّال. لا تبدأ الوالدية فقط بولادة الطفل، بل تبدأ من لحظة استعداد الزوجين نفسيًا وعاطفيًا
لدخول هذه المرحلة الجديدة. هذا يتطلب مرونة في الانتقال من التركيز على العلاقة الزوجية بينهما فقط، إلى
توسيع هذه العلاقة لتشمل مسؤولية جديدة فيها أطراف جديدة، وهي تربية الأطفال.

هل يمكن الشرح عن حيثيات الأسئلة في صندوق "صرنا أهل" والتطرق لأهمية التواصل والشراكة في
الحياة الوالديّة بين الأم والأب؟

صندوق صرنا أهل، هو أداة تم تطويرها خصيصًا لتعزيز التواصل والشراكة بين الأب والأم في
حياتهم الوالديّة والزوجيّة. يحتوي الصندوق على أربع مجموعات من البطاقات التي تتيح للزوجين
الفرصة للتواصل بطريقة أعمق وأكثر فعاليّة.
1. مجموعة حوار: هذه المجموعة تطرح جمل حول مواضيع متنوعة تتعلق بالوالديّة، سواء
على مستوى الفرد أو العائلة. الهدف من هذه الجمل هو تشجيع الوالدين على إكمال الجمل
بطريقتهم الشخصيّة، مما يتيح الفرصة لإجراء حوار صريح وواضح بينهما.
2. مجموعة سؤال: هذه المجموعة تحتوي على أسئلة حول شريك\ة الحياة، وهي مصممّة لتقييم
مدى معرفة كل شريك بشريكه الآخر. الهدف من هذه الأسئلة هو تعزيز التواصل عن
طريق استكشاف أفكار واحتياجات ورغبات كل شريك، هذا النوع من التواصل يساعد
الزوجين على تحسين فهمهما لبعضهما البعض، وبالتّالي تقويّة شراكتهما الوالديّة.
3. مجموعة تحدي: تهدف هذه المجموعة إلى إدخال عنصر التحدي والمرح في العلاقة من
خلال تقديم تحديات فكريّة وعمليّة تساهم في توسيع آفاق التفكير حول احتياجات كل فرد،
وتضيف أجواء لطيفة تساعد الزوجين على التفكير بطرق جديدة في التعامل مع تحدياتهما.
4. مجموعة فكرة: هذه المجموعة تهدف لإتاحة الفرصة للفرد للتعبير عن نفسه بحريّة من
خلال تقديم أفكار وعناوين لمواضيع مختلفة. تساعد هذه البطاقات في بدء محادثات جديدة
ومفتوحة بعيدًا عن القيود المحددة، مما يمنح الزوجين فرصة للتعبير عن آرائهما ومشاعرهما
بطريقة غير تقليدية.

نصائح والدية:

التواصل الفعّال بين الأب والأم هو أحد الركائز الأساسية لنجاح الحياة الوالديّة. من خلال مشاركة الآراء
والمشاعر بوضوح، يمكن للوالدين تعزيز الروابط بينهما ومع أبنائهما. صندوق "صرنا أهل" يساعد في خلق هذه المساحة المفتوحة للتواصل عن طريق أدوات بسيطة وفعّالة. بالإضافة لذلك، الشراكة في الوالدية لا تعني فقط توزيع المهام بين الأب والأم، بل تعني أيضًا التعاون في اتخاذ القرارات، والاستماع لمخاوف بعضهما البعض، وتقديم الدعم العاطفي والعملي في كل مرحلة من مراحل تربية الأطفال. والأداة التي بادرت لها تساهم في تطوير هذه الشراكة من خلال تعزيز مهارات التواصل، وإتاحة الفرصة لكل فرد للتعبير عن احتياجاته وتوقعاته.

أجرت اللقاء وحررته: سوسن غطاس موقع والدية برعاية موقع عرب 48