اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب بشأن القدس، "منعدم الأثر، وبلا قيمة"، وأنه "لا يمكننا ترك القدس تحت رحمة دولة تقتل الأطفال"، وذلك هذه في كلمة ألقاها خلال حضوره مؤتمر فرع حزب العدالة والتنمية في ولاية سيواس، اليوم الأحد.

وقال إردوغان، إنّ "القدس نور عيوننا، ولا يمكننا تركها تحت رحمة دولة تقتل الأطفال. لن نترك القدس لمصيرها أمام دولة لا تمتلك أي قيمٍ غير الاحتلال والنهب. سوف نواصل نضالنا في إطار القانون وقيم الديمقراطية".

وأوضح إردوغان أنّ إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، "منعدم الأثر". قائلًا في هذا السياق إن "اعترافكم (بالقدس) عاصمة ونقل سفارتكم إليها لا قيمة له بالنسبة لنا".

وأضاف إردوغان أنّ "بلاده ستحتضن قمة لمنظمة التعاون الإسلامي يوم الأربعاء القادم، لبحث تداعيات قرار ترامب بشأن القدس".

وأردف قائلًا: "من خلال خارطة الطريق التي ستحددها قمة منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء المقبل، سنظهر للعالم أنّ تطبيق قرار ترامب بشأن القدس، لن يكون سهلًا على الإطلاق".

وفي مناسبة أخرى، خلال كلمة له، في افتتاح مشاريع تنموية بولاية سيواس، اليوم، قال إردوغان، إن "إسرائيل دولة احتلال وإرهاب".

وذكر أردوغان، أن "إسرائيل تحتل الأراضي الفلسطينية منذ عام 1947"، وشدّد الرئيس التركي، على أن "قرار مجلس الأمن رقم 478 الصادر عام 1980، والذي وقعت عليه الولايات، يبطل إعلان إسرائيل القدس عاصمة لها". 

وأكّد إردوغان، على أن ترامب غير مخول بإلغاء القرار الأممي المذكور والذي يؤكد مجددًا على عدم مشروعة الاستيلاء على الأرض بالقوة. وتساءل أردوغان قائلًا: "ترامب كيف لك أن تلغي هذا القرار لوحدك؟ هل تملك هذه الصلاحية؟".

والأربعاء الماضي، أعلن ترامب، اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة.

ويشمل قرار ترامب الشطر الشرقي من القدس، الذي احتلته إسرائيل عام 1967، وهي خطوة لم تسبقه إليها أي دولة.

وأدى القرار إلى موجة كبيرة من الإدانات على مختلف الأصعدة، لا سيما من قبل الدول العربية والإسلامية.

وفي سياق متصل، انطلق بعد ظهر اليوم، تجمع جماهيري حاشد، بميدان "يني كابي" في مدينة إسطنبول، تحت شعار "القدس للإسلام"، رفضًا لاعتراف "ترامب" بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ويشارك مئات الآلاف في التجمع الذي دعا له أكثر من 120 منظمة مدنية أبرزها منظمة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH)، بالإضافة إلى حزب السعادة (أسسه رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان).

ورغم الأمطار الغزيرة المصحوبة بالرياح وسوء الأحوال الجوية ما زال عشرات الآلاف من الأتراك يتوافدون للانضمام إلى التجمع.

وأكد المنظمون أن التجمع الجماهيري يأتي في سياق التحدي لقرار الرئيس الأميركي، وأن مدينة القدس كانت وستبقى عاصمةً لفلسطين وحرمًا لكل المسلمين.

اقرأ/ي أيضًا | نتنياهو يؤجل التصويت على قانون "القدس الموحدة"

وردّدت جموع الوافدين إلى ميدان يني قابي، هتافات من قبيل: "لحماس السلام، وعلى طريق المقاومة الالتزام" و"من إسطنبول إلى غزة ألف سلام للمقاومة" و"سيحرر الأقصى، لو سال دمنا مدرارًا"، "الانتفاضة مستمرة حتى تعود الأرض حرة "، و"القدس خط أحمر" و"القدس إسلامية رغم أنف أميركا"، وعلت في جنبات الميدان أصوات أناشيد المقاومة الفلسطينية خلال الفعالية.