قال نادي الأسير إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 16 مواطناً فلسطينيا في الضفة الغربية منذ مساء أمس، السبت، وحتى فجر اليوم، الأحد، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين منذ اندلاع مظاهرات التصدي لإعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلى 430 مواطناً، بينهم 131 طفلاً و9 نساء، وثلاثة جرحى معتقلين يقبعون في مستشفيات إسرائيلية. كما استشهد تسعة فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال.

وأعلن الهلال الأحمر، اليوم، أن حصيلة الإصابات، منذ بداية الأحداث وحتى يوم أمس، توزعت كالآتي:

الضفة الغربية: ٢٨٠٩ إصابة، منهم ٧٧ إصابة بالرصاص الحي، ٦١٠إصابة بالمطاط، ١٩٧٩ إصابة بالغاز، ١٢٢ إصابة جراء الضرب،٢١ إصابة بضربات قنابل الغاز.

قطاع غزة: ٦٢٢ إصابة منهم: ١٨٧ إصابة بالرصاص الحي ، ١٤ مطاط، غاز ٣٣٠، سقوط وحروق ٣٩، ضربات قنابل الغاز ٤٠ ، قصف ١٢.

وفي سياق متصل، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن قوات الاحتلال تستخدم القوة المفرطة والتنكيل الشديد بحق القاصرين الفلسطينيين، الذين تم اعتقالهم مؤخرا، والذين تجاوز عددهم خلال 10 أيام إلى أكثر من 300 معتقل، وفقا للهيئة.

وقال المحامي لؤي عكة، في بيان صدر عن الهيئة، اليوم، والذي زار عددا من الأسرى القاصرين في سجن "عوفر"، بأن علامات الضرب والإهانة تظهر بشكل واضح وكبير على وجوههم وأجسادهم، ما يدل على التنكيل الشديد الذي تعرضوا له خلال عمليتي الاعتقال، والاستجواب في التحقيق.

وأوضح عكة، أن الطفل القاصر فوزي الجنيدي (16 عاما) من الخليل، والذي انتشرت صورته على مستوى العالم، وهو مقيد اليدين، ومعصوب العينيين بين 23 جنديا إسرائيليا، أفاد بأنه وفي لحظة اعتقاله ضربه أحد الجنود بسلاحه على وجهه قبل أن يتجمع حوله 12 جنديا، تناوبوا على ضربه على كافة أنحاء جسده بشكل هستيري، ومن ثم تم نقله إلى نقطة عسكرية قريبة، وهناك أجلسوه على الأرض المليئة بالمياه الباردة لأكثر من ساعة، وكان الجنود يدوسون على أصابعه وأكتافه ويشتمونه طوال الوقت، قبل نقله إلى سجن عوفر.

وأكدت إفادات معتقلين قاصرين على تعرضهم للضرب بأعقاب البنادق والسحل على الأرض، ولكمهم على مناطق الوجه والرأس والكلى، بصور عنيفة ومتعمدة، لإلحاق أكبر قدر من الأذى بأجسادهم، إضافة إلى تعرضهم للضرب والإهانة خلال التحقيق وحرمانهم من النوم وتناول الماء والطعام لساعات طويلة قبل نقلهم للسجون وتفتيشهم تفتيشا عاريا.

وقال محامي الهيئة، حسين الشيخ، الذي زار عشرات المعتقلين الجدد في مركز توقيف "عتصيون" خلال الأيام القليلة الماضية، إن إفادات المعتقلين تؤكد تعرضهم للضرب بالسلاح على وجوههم والدوس عليهم بالبساطير (الجزمات العسكرية)، وضربهم بشكل مبرح في مناطق عدة بالجسم، والتحقيق معهم في ظروف قاسية وصعبة للغاية.

وكشفت الهيئة أن 99% من الذين اعتقلوا مؤخرا تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي خلال لحظة الاعتقال، أو الاستجواب في مراكز التحقيق، أو خلال نقلهم بالآليات العسكرية.

ولفتت إلى أن ما تقوم به قوات الاحتلال يشكل انتهاكات جسيمة وخرقا واضحا لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وطالبت المجتمع الدولي والهيئات الأممية بالتدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين.