انطلقت بعد عصر اليوم، السبت، المسيرة القطرية للذكرى السادسة عشر لهبة القدس والأقصى في مدينة سخنين، تخليدًا للشهداء الأبرار من الداخل الفلسطيني.

وشارك في المسيرة نواب القائمة المشتركة وقادة الأحزاب والحركات الوطنية ورؤساء السلطات المحلية، بالإضافة إلى حشد غفير من فلسطينيي الداخل.

وانطلقت المسيرة من شارع الشهداء قرب مسجد النور، لتجوب شوارع مدينة سخنين، وصولًا إلى مقبرة الشهداء.

غطاس: شعبنا أفضل من قيادته

وحول الأعداد المشاركة في المسيرة القطرية، قال النائب د. باسل غطاس، إن المسيرة 'حاشدة بامتياز، نسبيًا، لما كان متوقعًا أن يكون عليه الوضع، خاصّة إزاء الظروف السياسيّة والتعقيدات المختلفة، وأيضًا، عدم التجهيز الكافي للاحتفاء بهبّة القدس والأقصى'.

وأضاف غطاس 'شعبنا دائمًا أفضل، حتى من قيادته، ونحن نرى هذا الحشد الهائل من المشاركين ليرسلوا رسالة واضحة، بأننا نتذكّر شهداءنا وأن هبة القدس والأقصى بالنسبة لنا هي معلم من معالم تاريخنا وهدف مؤسس وأننا سنبقى نذكر الشهداء لأنهم بشهادتهم وموتهم مهدّوا لنا الطريق'.

زعبي: نحن من نحدد سقف أدائنا السياسي

من جهتها، قالت النائبة حنين زعبي إن المشاركة ما زالت ضخمة، بنفس المطالب وربّما بمطالب أكثر صعوبة لأن الوضع يزداد صعوبة ولأن الشرطة التي قتلت 13 شهيدًا قبل 16 عامًا لمجرّد أنهم شبّان يشاركون في مظاهرات احتجاجيّة شرعية، ما زالت هي الشرطة التي تلاحق شباب وحتى من يكتب على الفيسبوك، وتلاحق من يزداد وعيهم بشعبهم ومن يرفضون الأسرلة وأن تكون المواطنة سببًا لقطع انتمائهم مع شعبهم، الشرطة هي نفسها التي تلاحق التجمّع، الآن، تلاحق كوادر كاملة، من يتبرّع ويرفض الإجماع الصهيوني، وأن يحدد له المشروع الصهيوني حدود نضالنا'.

وأكملت زعبي: إن أرادت الحكومة أن تجرّم هذا العمل النضالي (حقّنا في أن نحدد سقف أدائنا السياسي)، فلتتحمل هي عواقب ذلك.

زحالقة: نحو المحاكمة الدولية

أما النائب د. جمال زحالقة، فقال 'نؤكد في هذا اليوم على أننا في وقفة وفاء وعهد، وفاء لذكرى الشهداء، وعهد أن نتمسّك بالقضية التي سقطوا لأجلها، وهي قضيّة فلسطين، القدس والأقصى، وهي قضيّة العدالة في البلاد المقدّسة'.

وطالب زحالقة بالقبض على كافة المجرمين الذين قتلوا أبناءنا وتقديمهم للمحاكمة، قائلًا إن 'كل لجان التحقيق انتهت بنتيجة واحدة هي صفر، بمعنى أن لا أحد، بالمفهوم الإسرائيلي، مسؤول عن هذه الجريمة، لا أحد متّهم بالقتل وكأن دماء أبنائنا تذهب هدرًا'.

وأكمل زحالقة أن أي محاكمة عادلة يجب أن تجيب على عدد من الأسئلة، هي: من خطّط لهذه الجريمة؟ من أعطى الأوامر؟ من الذي أطلق النار؟ من المسؤول؟ من المذنب؟ 'هذه الأسئلة لا لجنة أور ولا ماحاش ولا المستشار القضائي أعطونا أجوبةً عليها'.

وانتهى إلى القول: إن لم تكن هنالك محاكمة في البلاد، فلتكن محاكمة دولية.

وافتتح المهرجان الخطابي، الذي تولى عرافته أنيس غنايم، بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، ثم تلاوة عطرة مما تيسر من القرآن الكريم، قدّمها الشيخ علي أبو ريا.

واستهل رئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، الحديث في المهرجان الخطابي، مثمنا الالتفاف الواسع حول المسيرة القطرية للذكرى السادسة عشر لهبة القدس والأقصى، معتبرًا أنها رسالة للسلطات الإسرائيلية في وجه العنصرية والاحتلال والاستيطان والتهويد والتمييز والفاشية، مشيرًا إلى الجماهير العربية في الداخل هي جزء من الشعب الفلسطيني ومن قضيته العادلة، مؤكدا أننا نستمد شرعيتنا ووجودنا من خلال وجودنا على وطننا الذي لا وطن لنا سواه، داعيا إلى مواصلة النضال والالتفاف الجماهيري الواسع في قضايا شعبنا العادلة.

وأنهى كلمته قائلَا إن 'المعركة ما زالت مفتوحة وطويلة، وتتطلَّب مِنّا أقصى دَرجات الوِحدة الحقيقية والنضال الدَّؤوب والمُنظّم، بعيدًا عن الارتجالية والعَشْوائية، كما تدعونا هذه القضية إلى أقصى درجات الحكمة واليقظة والمسؤولية، وإلى التفكيرِ والسّلوكِ كشعبٍ حيّ، لا كمجموعة أقلّيات وطوائف ومَذاهب وقبائل، كما يحاوِل ويريدنا 'الآخرون''.

وألقى والد الشهيد وليد أبو صالح، عبد المنعم أبو صالح، كلمته بالنيابة عن ذوي الشهداء، قائلًا إننا 'ذوي الشهداء لن نهدأ ولن نسكت ما دمنا على قيد الحياة، حتى يتم الكشف عن المجرمين الذين قتلوا أبناءنا بدم بارد وتقديمهم للمحاكمة'، مضيفًا 'إننا على العهد باقون وسنبقى صامدون على أرضنا بعزة وكرامة'.

بركة: نضالنا عادل يمارس بأدوات عادلة ونظيفة

في حين قال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة إن 'في الأيام الأخيرة، شّنت حملة على حزب التجمع الوطني الديمقراطي، والادعاء كان مخالفات وقضايا إدارية ومالية، فنحن رأينا مخالفات مالية في أحزاب أخرى، ولكنها لم تصل إلى مداهمة البيوت في منتصف الليل، ولم تُساق الناس إلى السجون في منتصف الليل، ويجب أن لا يفهم أحد، من كل قيادة الجماهير العربية، معني أو له مصلحة في أي شكل من أشكال الفساد المالي، أو الفساد السياسي. ولكن هم رأس الفساد من رأس الهرم حتى أخمص قدميه، من بنيامين نتنياهو نفسه. وقلت في حينه، إنه لو كان يجب أن يُسجن قادة وناشطي التجمع بسبب هذه التهم، لكان يجب أن يقتحموا أولا بيت نتنياهو ذاته ويسجنوه أولًا'.

وقال بركة إنه يجب أن لا يخطئ أحد في ذلك، فالقضية هي محاولة لقمع وقطع رأس العمل السياسي في مجتمعنا، ووضعنا في خانة الفساد، بعد أن وضعونا في خانة الارهاب والتطرف، ولكن كل ما ينسبوه لنا، هو ممارساتهم هم على ارض الواقع، بينما نحن طلاب حق. وقال بركة، يجب أن لا يلتبس عليه أحد حقيقة الموقف، فنحن نمارس نضالا عادلا، والنضال العادل يُمارس بأدوات عادلة ونظيفة، هكذا كنا وهكذا سنبقى.

وتابع بركة: نحن نعتز بلجنة المتابعة، حيث تجتمع كل أطياف العمل السياسي، ونعتز بالوحدة التي انجزناها في القائمة المشتركة، وهذه الخطوات هي جواب للمؤسسة التي تريد أن تفكك وأن تقطع الرأس السياسي، هذا هو جوابنا، الوحدة ثم الوحدة، الكفاحية والنضالية، ومن أجل تعزيز هذا، علينا أن نحدد لأنفسنا ما هو التناقض الاساس الذي نعيشه. والتناقض الأساس هو ليس بيننا ببعض، إنما بيننا مجتمعين وبين المؤسسة الصهيونية الحاكمة، فمن يخطئ في هذا التقييم، فهو يخطئ بمصير شعبه.