أحيى العشرات من أبناء معلول المهجرة، مساء أمس السبت، ذكرى تهجير أهاليهم وتدمير قريتهم التي لم يبق منها سوى كنيستين ومسجد آيل للسقوط، بعد أن سوت العصابات الصهيونية منازل بالأرض وحولت المقبرة إلى منطقة عسكرية مغلقة.

وأدارت الأمسية، الناشطة سيرين علي، التي افتتحت بكلمة لجمعية مهجري معلول، ألقاها علي علي الصالح، مؤكدا على "أهمية نقل رسالة التشبث بمعلول وكافة القرى المهجرة إلى الأجيال القادمة، لتحمل الراية نحو العودة الحقيقية لمعلول وكافة البلدات العربية التي هجرت إبان النكبة الفلسطينية في العام 1948".

وألقى رئيس مجلس محلي يافة الناصرة، عمران كنانة، كلمة أكد فيها على "دعم أهالي يافة الناصرة لنضال أهلنا في معلول الذين تقاسمنا معهم العيش طوال سنوات التهجير"، واستعاد ذكريات الطفولة واصفا مآسي أهالي معلول بـ"السادية التي مورست من قبل المؤسسة الإسرائيلية، التي حالت بين أهالي البلدة وبيوتها وأراضيها التي لا تبعد سوى 4 كيلومترات عن يافة الناصرة، وهم ينظرون إلى بيوتهم وكرومهم ولا يستطيعون دخولها".

وألقت المحامية سهير أسعد من "عدالة- المركز القانوني لحماية حقوق الأقلية العربية"، كلمة، أثنت فيها على صمود ونضال أهالي معلول، مؤكدة أن "النضال هو السبيل الوحيد لتحقيق العودة".

وأكدت أن "المركز سيتقدم بالتماس للمحكمة العليا فيما يتعلق بحق أهالي معلول بزيارة قبور ذويهم، الذين منعوا عنها على مدار 70 عاما مضت".

وقال النائب عن القائمة المشتركة، يوسف جبارين، في حديثه لـ"عرب 48" إن "نضال أهالي قرية معلول المهجرة يشكل نموذجا للنضال الوطني الفلسطيني، فهذه الكنيسة الماثلة أمامنا استخدمت حتى العام 2003 كحظيرة، وبفضل النضال المستمر والمتواصل لأهالي معلول أعيد بناء وإحياء هذه الكنيسة، كما أن التواصل المستمر مع معلول أعاد لقضيتها الحياة، بنموذج نضال فعلي، يعيد الحياة للأرض المهجرة بفرحها وآلامها، وليس تباكيا وإنما نموذجا فعليا لاستعادة معلول إلى أن تعود".

وقالت إحدى مهجرات قرية معلول، سلوى قبطي، لـ"عرب 48" إن "عمري من عمر النكبة، ولدت يتيمة الأب، بعد استشهاد والدي برصاص العصابات الصهيونية على طريق الناصرة- حيفا، عند استهداف حافلة الركاب.، شُردت عائلتي من معلول، وهكذا تشتت عائلتنا وأخوتي وأخواتي الصغار. ولدت ولم أحظ يوما برؤية والدي، ومنذ 70 عاما أحاول زيارة قبره على الأقل، غير أن كافة المحاولات لم تفلح لغاية اليوم، بعد أن جعلوا المقبرة جزءا من الثكنة العسكرية".

وأضافت أن "هذه الدولة عنصرية، لهم الحق في زيارة "أوشفيتس" ومقابر ذويهم، ويحرموننا من حقنا في زيارة قبور ذوينا. نحن نسكن على بعد 4 كيلومترات من معلول. هُجّرت 531 قرية ولنا حق فيها، وقد نشأ جيل مصمم على العودة. إن مقولة "الكبار يموتون والصغار ينسون" فشلت وستفشل، فكل ذرة تراب في معلول نعشقها، هذه أرضنا وترابنا وصبرنا وزيتوننا".

وختمت قبطي بالقول إن "عودتنا إلى معلول وكافة القرى العربية المهجرة لا بد منها، ونحن سنعود إليها، وهذا الإيمان يتجذر في نجدان الأجيال الصاعدة".

اقرأ/ي أيضًا | معلول: ترميم المعالم المتبقية أملا بالعودة