في سياق استعدادات المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني، هذا العام، لإحياء الذكرى الأربعين ليوم الأرض الخالد، في الثلاثين من آذار الجاري كمحطة فارقة في تاريخ وجودهم، بإعلان الإضراب العام وتنظيم سلسلة من الفعاليات في القرى والمدن العربية، استطلع موقع 'عرب 48' آراء شبان وفتيات من منطقة البطوف، مثلث يوم الأرض، حول تاريخه وما يعرفون من معلومات عن هذه المحطة الهامة في تاريخ عرب الداخل وما يعني بالنسبة لهم.

فوجئنا أن البعض من أبناء الناشطين لا يعرفون الكثير عن هذا اليوم التاريخي في حياة شعبنا وصموده على هذه الأرض بفضل ما قدم من تضحيات جسام.

معلومات محدودة

وقالت كنانة علي نصار من عرابة، لـ'عرب 48'، إنني 'لم أكن أعرف الكثير عن هذا اليوم، لكن بعد أن حاولت أن استفسر من الأهل في هذه الأيام عرفت أهمية هذا اليوم الذي سقط فيه ستة شهداء ومئات الجرحى والمعتقلين للدفاع عن وجودنا، وفي نفس الوقت اعترف أن معلوماتي عن يوم الأرض محدودة'.

وأضافت أنه 'بعد أن سمعت من الأهل أهمية وقدسية هذا اليوم، أعتقد أنه على الأهل أن يعملوا على توعية أبنائهم، وكذلك على المدارس أن تخصص حصص تربوية وتوعوية للجيل الذي أعتقد أنه لا يعرف شيئا عن هذه المحطة التاريخية الهامة أو أنه قد يعرف القليل، وهذا ليس ذنبنا بقدر ما هو مهمة الناشطين والأهل المنوط بهم دور التربية والتوعية'.

وقال ميلاد عبد الفتاح، من كوكب أبو الهيجاء، لـ'عرب 48' إن 'ما أعرفه حول يوم الأرض أنهم صادروا أرض المل، ولا أعرف أكثر عن هذه الأرض أو المنطقة، ما أعرفه أنها تقع بين عرابة وسخنين، وأعرف أيضا أن الحدث وقع في العام 1976 وأنه على أثر مصادرة تلك الأراضي وقعت مواجهات بين المواطنين العرب والجيش الإسرائيلي وأنه سقط خلال المواجهة ستة شهداء من سخنين وعرابة لا أعرف أسماءهم'.

وأضاف: 'أخجل أنني لا أعرف أسماء الشهداء، هذا قصور وأمر معيب. يجب أن نطلع على تاريخنا أكثر. سأشارك في مسيرة ومهرجان يوم الأرض تخليدا لذكرى من استشهدوا لنحيا. أؤكد أنه يجب أن نعرف أكثر عن تاريخ يوم الأرض الخالد'.

توعية وتثقيف

وقالت عودة علي من دير حنا، لـ'عرب 48'، إن 'الثلاثين من آذار هو يوم يحيي فيه الفلسطينيون في البلاد يوم الأرض. ما أعرفه حول هذا اليوم من الأهل أن السلطات الإسرائيلية قامت بمصادرة أرض في الجليل عام 1976 وأن سبب انفجار المواجهات هي مصادرة منطقة المل المعروفة بمنطقة رقم 9 القريبة من دير حنا وعرابة وسخنين'.

وحول إذا ما كانت ستشارك في إحياء الذكرى، ابتسمت وقالت: 'إذا لم نشارك نحن فمن الذي سيشارك؟. أنا ناشطة بين أبناء الشبيبة وأدعو الجميع للمشاركة بهذا اليوم الهام في تاريخ عرب الداخل لأن الشهداء استشهدوا لنحيا'.

وقال ناجي عبد الحليم من كفر مندا، لـ'عرب 48' إن 'ما أعرفه أن السلطات الإسرائيلية صادرت آلاف الدونمات من الأراضي العربية في الجليل والنقب في العام 1976 فهبت الجماهير العربية احتجاجا على المصادرة وسقط 6 شهداء ومئات الجرحى والمعتقلين، لكن حقيقة لا أعرف الكثير من التفاصيل. أعرف عن الأمر بشكل عام، لكن علينا إحياء هذا اليوم بشكل جدي. الاسئلة تدفعني أن أهتم أكثر بتاريخ يوم الأرض. للأسف أرى أن قلة من أبناء الجيل الجديد تعرف تاريخ هذا اليوم، ومن المهم أن تطلق حملات توعية وتثقيف بين أبناء الشبيبة وطلاب المدارس'.

شعب يكرّم شهداؤه

وقالت راية نعامنة من عرابة، لـ'عرب 48'، إن 'شعبنا يحيي ذكرى يوم الأرض في الثلاثين من آذار من كل عام تخليدا ليوم الأرض الأول عام 1976. لا يعرف الكثيرون من أبناء جيلي معنى هذا التاريخ وهذا اليوم، وأقول للذين لا يعرفون من جيلنا معاني يوم الأرض ورسالته الخالدة أنه عليهم أن يعرفوا أن هذا اليوم شهد لشعبنا في الداخل بالعطاء والتضحية وسقط فيه الشهداء والجرحى من أجلنا. واجب علينا أن نحيي هذا اليوم بما يليق بتضحيات الشهداء وبتاريخنا المشرف'.

وقالت جوان غنايم من سخنين، لـ'عرب 48'، إن 'يوم الأرض هو يوم شرف وبطولة وتضحية وفداء لنا كجماهير عربية فلسطينية في البلاد بقدر ما كان يوم عدوان شنه حكام إسرائيل علينا، لم تكتف السلطات الإسرائيلية بأنها صادرت آلاف الدونمات من الأراضي العربية بل أغرقت في حينه الأرض بدماء الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا الفلسطيني المتمسكين بأرض الآباء والأجداد'.

اقرأ/ي أيضًا | أربعينيّة يوم الأرض | ملف خاص

وأضافت أن 'الإضراب الشامل الذي أعلنه العرب الفلسطينيون من قبل لجنة الدفاع عن الأراضي في 30 آذار عام 1976 احتجاجا على سياسة المصادرة والتهويد كان تأكيدا على عزم الجماهير العربية على خوض النضال للدفاع عن حقوقها القومية والوطنية وحقها بأرضها. لقد استعملت السلطات الإسرائيلية شتى الوسائل لمنع الإضراب ومنها التهديد بالسلاح والضغط على رؤساء السلطات المحلية العربية ومختلف أساليبها القذرة، وكانت نتائج إلتزام جماهيرنا بالإضراب صفعة لحكام إسرائيل، على الرغم من سقوط الشهداء الستة برصاص الجيش الإسرائيلي، ورغم استخدام إسرائيل مختلف وسائل القمع الهمجية... عاش يوم الأرض الخالد... والمجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار'.