يواصل محققون سودانيون تقصي سبب حادث طائرة الركاب السودانية التي اندلعت فيها النيران عقب هبوطها في مطار الخرطوم مساء الثلاثاء، في حين تسعى السلطات لتحديد مصير ستة ركاب ما زالوا في عداد المفقودين.

وقالت هيئة الطيران السودانية إن فريقا مؤلفا من 12 شخصا يحقق في سبب اندلاع الحريق وسيبحث عن الصندوق الأسود الذي يسجل بيانات رحلة الطائرة وهي من طراز إيرباص 310.

وقالت شركة إيرباص إنها سترسل فريقا من خمسة خبراء من مقرها في تولوز إلى الخرطوم، وتعهدت بمساعدة السلطات السودانية في التحقيق.

وأبلغ مدير المطار يوسف إبراهيم التلفزيون السوداني أنه ليس من المعروف بعد ما إذا كان سبب الحريق فنيا، وقال إن الطائرة كانت قادمة من العاصمة الأردنية عمان ودمشق وهبطت بسلام في مطار الخرطوم واتصلت ببرج المراقبة الذي أبلغها بمسارها على الأرض. وأضاف أن الانفجار وقع في هذه اللحظة.

وقال وزير الدولة السوداني بوزارة النقل مبروك مبارك سليم إن انفجارا وقع في منطقة المحرك عند الجناح الأيمن للطائرة، مضيفا أنه لم تتوفر حتى الآن معلومات دقيقة، إلا أن من المعتقد أن الأحوال الجوية السيئة سبب رئيسي لما حدث.


وقال المدير العام لشركة الخطوط الجوية السودانية عبد الله إدريس إن 30 شخصا على الأقل قتلوا بين 214 كانوا على متن الطائرة، بينما تمكن 178 راكبا على الأقل من الفرار من الطائرة المشتعلة ونجوا في حين ما زال ستة آخرون مفقودين.

وناشد إدريس الستة المفقودين الاتصال بالشركة، قائلا إنه يأمل أن يكونوا غادروا المطار وسط الفوضى التي حدثت بعد اشتعال الحريق وذهبوا مباشرة إلى منازلهم دون إبلاغ السلطات. وقال الطيران المدني إنه عثر على جميع أفراد طاقم الطائرة أحياء ما عدا واحدا.

وشارك الرئيس السوداني عمر البشير مع مئات المشيعين في جنازة جماعية للقتلى الثلاثين بعد ظهر أمس في مقابر الصحافة بالخرطوم.

وكانت عاصفة ترابية هبت مصحوبة بهطول أمطار غزيرة على المطار يوم الثلاثاء وجرى تحويل الطائرة في بادئ الأمر إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر.

وعرض التلفزيون السوداني لقطات لعمال الدفاع المدني وهم يستخدمون خراطيم المياه لإطفاء النيران المشتعلة في جسم الطائرة.

وقال أحد الركاب الناجين إن الهبوط في الخرطوم لم يكن عاديا، وحدث انفجار في الجناح الأيمن بعد دقيقتين أو ثلاث من هبوط الطائرة.

وتمكنت فرق الطوارئ من إخماد النيران، وعرض التلفزيون لقطات لمخارج الطوارئ على جانب الطائرة المشتعلة ولسيارات الإسعاف المتوقفة على مدرج إقلاع وهبوط الطائرات.

يشار إلى أن السودان شهد عدة حوادث طيران أبرزها تحطم طائرة من طراز بوينغ 737 قبل نحو خمسة أعوام بعد إقلاعها بفترة قصيرة من مطار بورتسودان شرقي البلاد, ما أدى إلى مصرع 104 ركاب إضافة إلى طاقمها المؤلف من 11 شخصا.