في سياق توجهها لإنتاج سياسة وطنية خاصة بالشباب الفلسطيني اللاجىء في سوريا، قامت منظمة الشبيبة الفلسطينية بإعداد مشروع متكامل في هذا المسعى. وكخطوة أولى ارتأت المنظمة، القيام ببحث استطلاعي لقراءة واقع هؤلاء الشباب ضمن عدد من المتغيرات والعناصر، وفي هذا السبيل نفذ هذا الاستطلاع الذي صممه وحلل نتائجه كاتب المقال، وقام بتنفيذه ميدانياً متطوعون من المنظمة.

وقد احتوى الاستطلاع على 32 سؤالاً اقتضى من المبحوثين اختيار جوانب من عدة عبارات اختيارية وتوزعت على عدة محاور تشمل تعريف الذات، والهوية الوطنية، والأفكار السياسية، والموقف الجندري، والاهتمامات العامة، والموقف من وكالة الغوث، والقوى السياسية.

وقد تم تطبيق البحث على عينة عشوائية من 400 مبحوث توزعوا ما بين 239 ذكراً، و161 أنثى، وتحددت الشريحة العمرية ما بين 16 ـ 29 عاماً، بمستوى دلالة 5 % عند 95 % من الثقة.

وفيما يلي بعض من النتائج الأساسية لهذا البحث.

رداً على سؤال (كيف تعرف نفسك) أجاب 49.8 % بأنهم فلسطينيون، و 17.3 % بأنهم فلسطينيون سوريون، و16 % بأنهم لاجئون، و 6.8 % بأنهم عرب، و9.8 % بأنهم مسلمون، و0.3 % اختاروا إجابة (غير ذلك).

وفي تحليل القيم الجندرية وجدنا فارقاً ذا دلالة في تعريف الذات بين الذكور والإناث، مع ميل إيجابي لمؤشر عند الإناث في تعريف النفس كفلسطينيات وفلسطينيات سوريات وعربيات، بينما مال المؤشر لدى الذكور باتجاه تعريف النفس كلاجئين أو مسلمين أو غير ذلك.

وفي السؤال (هل سبق لك وكنت عضواً في أي منظمة شبابية) أجاب 36.76 % بنعم، و 58.82 % بلا، وكان هناك فارق جوهري بين الذكور والإناث في الإجابة على هذا السؤال،حيث مالت إيجابياً لمصلحة الذكور. وقد تبين أيضاً وجود علاقة وثيقة بين تعريف الذات والعضوية في منظمة شبابية، وهناك أيضاً ارتباط بين تعريف الذات والرغبة في مغادرة أو البقاء في المخيم.

وقد تبين أن 62.26 % من أولئك الذين كانوا أعضاءً في منظمة شبابية، كانوا فاعلين وقت عضويتهم مقابل 33.96 % صرحوا بأن عضويتهم كانت شكلية مع فارق جوهري بين الذكور والإناث، يرفع المعدل إيجابياً لمصلحة الذكور.

ورداً على سؤال (هل تقرأ الصحف)،تبين أن 10.7 % من العينة يقرأون الصحف يومياً، مقابل 72.3 % يقرأونها عند توفرها، و 14 % يقرأونها بشكل نادر، ولم يكن هناك فرق يتعلق بالجندر.

وتبين أن 80.27 % من العينة يعرفون استخدام الكمبيوتر مقابل 15.57 % لا يعرفون مع فارق لمصلحة الذكور.

وتبين أن 60.8 % من العينة يفضلون الإقامة في المخيم على الانتقال للمدينة، مقابل 28.7 % فضلوا المغادرة. وفي التفاصيل فإن 56.8 % من عينة اليرموك يفضلون المخيم مقابل 28.4 %، بينما فضل 59.6 % من حلب البقاء في المخيم مقابل 34.67 %، و 80.5 % من حمص فضلوا المخيم مقابل 11.11 %، أما في جرمانا فقد فضل 55 % البقاء في المخيم مقابل 40 % اختاروا المغادرة.

أما حول القنوات الفضائية فتبين أن 25 % من العينة يشاهدون قناة الجزيرة بشكل منتظم، و9.13 % قناة العربية، و 0.89 % قناة الحرة، و11 % قناة فلسطين، و 9.13 % يفضلون القنوات الغنائية، و 13.62 % قنوات المنوعات، و 9 % قنوات الأفلام العربية، و21.5 قنوات الأفلام الأمريكية (mbc2).

وقد تبين أن 30.7 % يفضلون الموضوعات السياسية في الصحف، بينما 10.24 % يفضلون الموضوعات الاجتماعية، و 8 % الرياضة، و 9.75 % التسلية، و 13.17 % الحوادث، و17.5 % الثقافة، و10.48 % الفن.

وفي التوجه نحو العمل التطوعي ورداً على سؤال (إذا أقيم مشروع تطوعي في مخيمك فإنك تتطوع فيه) أجاب 82.69 % بنعم، و 5.53 % رفضوا، و 11.1 % قرروا أن لا أحد يعمل بدون مقابل.

وقد تبين أن الإقبال على التطوع يرتبط بالجندر، وكذلك بمكان السكن حيث يرتفع مؤشر التطوع لدى الفتيات، ويرتفع في جرمانا ليصل إلى 95 % مقابل 73.3 % في اليرموك.

وحول سؤال (ما هي الجوانب التي تريد من منظمة شبابية الاهتمام بها) تبين أن 12.45 % يفضلون الجانب الوطني، و7.26 % الجانب التنموي، و 70.58 % الاثنين معاً، وأجاب 6.92 % بأن الأمر لا يهمهم.

وحول الموقف الجندري وفي سؤال حول (قبول العمل تحت إدارة امرأة) أجاب 50.17 بأنهم لا يمانعون العمل تحت إدارة امرأة، وقرر 25.9 % أن من المحتمل أن يوافقوا، بينما رفض 19.03 % الفكرة.

وقد أظهرت عينة جرمانا تشدداً ذا دلالة، حيث قرر 35 % أنهم يرفضون العمل تحت إدارة امرأة، مقابل 11.11 % في حمص، و13.7 % في دمشق، و 23.3 % في حلب.

وبالنسبة للذكور، فقد كان ذكور حلب هم الأكثر تشدداً حيث بلغت نسبة الرافضين 34.2 % مقابل 38.5 % أجابوا بالموافقة، تلاهم ذكور جرمانا بنسبة 31.2 % مقابل 43.7 % وافقوا، ثم ذكور دمشق بنسبة رفض 12.9 %، و 48.38 % موافقة، وذكور حمص بنسبة 12 % رفض، و48 % موافقة.

وقد قرر 11.4 % من العينة أن المرأة تصلح للبيت فقط مقابل 84.08 % رفضوا هذا الرأي، ومرة أخرى كان مؤشر ذكور جرمانا هو الأكثر تشدداً حيث قرر 37.5 % أن المرأة تصلح للبيت فقط، تلاهم ذكور حلب بنسبة 17.4 %، ومن ثم ذكور دمشق 14.9 %، وحمص 8 %.

وحول الموافقة أو عدمها بأن تعليم الفتيات يساهم بفعالية في تنمية المجتمع أجاب 93.42 % بنعم، و1.03 % بلا. وقد تبين أ، 96 % من عينة حمص يوافقون على العبارة، و95.7 % من عينة حلب، و90.32 % من عينة دمشق، و 87.5 % من عينة جرمانا.

وفي مقارنة المؤشرات الجندرية للمحور بأكمله تبين أن ذكور جرمانا يميلون للتشدد في الموقف من المرأة، يليهم ذكور حلب، ومن ثم ذكور دمشق، فيما كان ذكور حمص هم الأكثر انفتاحاً في الموقف الجندري.

وفي محور (تقييم وكالة الغوث ـ أونروا) تبين أن 16.26 % من العينة يرون أن المنظمة الدولية ما زالت تقوم بدورها في المخيمات، ورأى 64.35 % أنها تقوم بهذا الدور نوعاً ما، بينما قرر 11.07 % أنها لا تقوم بدورها.

وقد رأى 80.27 % أن دور الأونروا بحاجة لتطوير في حين اعتبر 2.42 % دورها كافياً، و 10.38 % اعتبروا دورها معدوماً وكان هناك ارتباط بين الموقف من الأونروا ومكان السكن.

وبالنسبة لخدمات الأونروا المأخوذة في البحث (صحة ـ تعليم ـ تنمية ـ إعاشة) حصل التعليم على أفضل الدرجات حيث 68.5 % يعتبرونه جيداً، و22.49 % متوسطاً، و 3.1 % ضعيفاً، و 0.69 % معدوماً.

وقد اعتبر 33.2 % أن الرعاية الصحية جيدة، و 35.2 % متوسطة، و14.5 ضعيفة، و 0,38 % معدومة.

أما الإعاشة فقد قرر 18.3 % أنها جيدة، و 37.37 % متوسطة، و 44.2 % معدومة.

وحصلت التنمية على أسوء التقديرات حيث قرر 12.8 % أنها جيدة، و 37.37 % أنها متوسطة، و 24.9 % ضعيفة، و10.7 % معدومة.

وحول (التوجهات والآراء السياسية) تبين أن 21 % يحملون السلطة الفلسطينية المسؤولية عن تدهور أوضاع الفلسطينيين، و 5.88 % يحملون هذه المسؤولية للمعارضة، بينما رأى 63.66 % أن السلطة والمعارضة تتحملان المسؤولية معاً.

وأبدى 23.87 % تأييداً سياسياً للسلطة وتوجهاتها مقابل 32.52 % صنفوا أنفسهم كمؤيدين لتيار اليسار، و 28.2 % مؤيدين للتيار الإسلامي، و 15.57 % لم يبدو رأياً.

واعتبر 41.52 % أن الشباب عازفون على العمل في الأحزاب السياسية بسبب عدم قدرتها على تلبية طموحاتهم مقابل 50.86 % عبروا عن فقدان الثقة بهذه الأحزاب.

واعتبر 21.45 % أن السياسة والموقف السياسي هما الدافع الأكبر لانخراط الشباب في الأحزاب مقابل 8.3 % ردوا ذلك للبرنامج الاجتماعي، و 48,78 % كلاهما معاً، و 19.37 % بسبب العامل المادي.

كان ذلك جانب من النتائج العامة لهذا البحث والمؤمل أن تصدر الدراسة كاملة في كراس خاص حالما ينتهي التحليل الكلي لنتائجها.


أحمد.م.جابر