اعربت تونس عن أسفها لتأجيل القمة العربية التي كان من المقرر أن تعقد يومي الاثنين والثلاثاء المقبل.

وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان إن "العرب ضيعوا فرصة جديدة للظهور أمام العالم كتجمع إقليمي فاعل قادر على استيعاب المتغيرات من حوله والانخراط في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة"

وأضاف البيان ان تونس حرصت في التعديل الذي اقترحته للمشروع المعروف "بعهد الوفاق والتضامن بين الدول العربية" أن يعلن القادة العرب و"يلتزمون بمواصلة الإصلاح الشامل" في الدول العربية في "كافة المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية وخصوصا تعزيز الديمقراطية ورعاية حقوق الإنسان وتعزيز دور المرأة العربية في بناء المجتمع".
وتابع قائلا إن هذه المقترحات حازت على مساندة عدد من الدول العربية بالفعل إلا أن "البعض الآخر أصر على استبعاد هذه المسائل الجوهرية والمصيرية المتعلقة بعملية التطوير والتحديث".

إلا أن البيان لم يوضح الدول التي ساندت هذا المقترح والدول التي عارضته. كما لم يوضح الموعد الذي ستعقد فيه القمة أو ما إذا كانت ستعقد أصلا.

وكان عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية قد رفض الإجابة على أسئلة الصحفيين عقب انتهاء اجتماع وزراء الخارجية مساء اليوم السبت، وعندما سئل عما إذا كان سيتقدم باستقالته قال "لا تعليق".

كما رفض هشام يوسف المستشار الإعلامي لعمرو موسى التعليق على أسباب تأجيل القمة.

وعن سؤال حول التأكيدات التي أصدرها عمرو موسى وبن يحي في المؤتمر الصحفي عن انعقاد القمة في موعدها قال إنه من الواضح أنه كانت هناك خلافات لكن كانت هناك "محاولات في اللحظة الأخيرة من أجل اقناع القادة العرب بالحضور على المستوى المطلوب."

وكان موسى و بن يحي قد أكدا أكثر من مرة أن القمة العربية ستعقد في موعدها وأن اجتماعات وزراء الخارجية العرب هي بداية القمة وأن الزعماء سيبدأون في التوافد على العاصمة التونسية لحضورها.

ووصف سمير رجب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية المصرية الحكومية تأجيل القمة بأنه "مأساة"، معربا عن عدم توقعه بالتوصل إلى عمل عربي مشترك في المستقبل القريب. وقال لبي بي سي العربية إن "هذا للأسف هو نهاية حزينة للجامعة العربية".

وكانت الخلافات قد بدأت تظهر جلية مع اقتراب موعد انعقاد القمة على الرغم من محاولة موسى التقليل من شأن هذه الخلافات.

وكان الزعماء العرب يأملون استغلال القمة، والتي كان مقررا أن تبدأ الاثنين، من أجل إعادة طرح مبادرة سلام مع إسرائيل، غير أن اغتيال إسرائيل للزعيم الروحي لحركة حماس الشيخ ياسين الاثنين الماضي أثار غضبا عارما في العالم العربي، مما جعل من المخاطرة السياسية الدفع قدما بطرح المبادرة السلمية.