ما انفك الإعلام الإسرائيلي يروّج لحرب كأنها محتمة وذلك بالتهريج عن أن حزب الله يستعيد قوّته ويعيد بناء صفوفه حتى أنه استطاع في غضون سنة منذ أن وضعت الحرب أوزارها أن يعيد قوته إلى سابق عهدها وإلى ما كانت عليه قبل تموز 2006.

وفي هذا السياق، طالعنا موقع "واينت" صباح اليوم، بخبر منسوخ عن صحيفة "السندي تلغراف" البريطانية، مفاده أن حزب الله يدأب هذه الأيام على شراء أراض شمالي نهر الليطاني، فيما يفسره المحللون، الإسرائيليون والبريطانيون من الصحفيّين "العالمين" بالأمور على أن الغرض منه توسيع رقعة الأرض التي يسيطر عليها حزب الله، بما يضمن له امتدادا من الجنوب اللبناني وحتى البقاع.

فقد ادعى هؤلاء أن حزب الله إنما يقتني هذه الأراضي، ويدفع فيها ما يزيد عن أربعة أضعاف من قيمتها، من مسيحيين ودروز ليمنحها لرجاله من الشيعة المخلصين له، حتى أن وليد جنبلاط، الزعيم الدرزي ومن أبرز عناصر 14 آذار، قال إن "حزب الله بنى دولة داخل الدولة اللبنانية".

وادعت الصحيفة التي اقتبسها موقع "واينت" أن حزب الله قد لجأ إلى هذه الخطوة، أيضا، لأنه لا يستطيع أن يتحرك ويستأنف بناء قوته من جديد في الجنوب حيث أنه مراقب من نحو 13 ألفا من مراقبي الأمم المتحدة إضافة إلى نحو عشرين ألف جندي لبناني يمنعون الحزب الأصولي من إدخال الأسلحة إلى جنوب الليطاني، فيما لا يملك المراقبون الدوليون أية سلطة في شمال الليطاني فيما الوجود العسكري اللبناني شبه معدوم شمالي النهر.

ويصرّ موقع واينت على أن حزب الله يتهيّأ لمواجهة أخرى مع الجيش الإسرائيلي فيما يشتم منه أن غرض الموقع الإعلامي الإسرائيلي إنما تهيئة الرأي العام الإسرائيلي إلى حرب أكيدة في المنطقة.

حيث جاء إنه في أعقاب شراء الأراضي الشاسعة شمال الليطاني، فإن حزب الله "يستطيع أن يستمر في تحضيراته دونما تشويش لمواجهة أخرى مع إسرائيل. وذلك في مدى إطلاق الصواريخ إلى بلدات الشمال ( التي تبعد مسافة 10 كيلومترات من الحدود) وفي أراض حرجية تجعل المنطقة مثالية لحرب العصابات التس ستقنها مقاتلوه"، مقاتلو حزب الله.