وصرح النائب بشارة ان التصعيد “الإسرائيلي” في غزة يندرج “ضمن سياسة إحكام القبضة الحديدية قبل إعادة الانتشار”، في إشارة إلى خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي إريئيل شارون للانسحاب من قطاع غزة. كما أنها تندرج ضمن سياسة إضعاف بنية المجتمع الفلسطيني في ظل ظرف دولي صعب. وأضاف “لا أعتقد ان هناك تصعيدا فلسطينيا، ولا أرى أهمية للتوقيت. بعد فترة من الانقطاع عن العمليات الاستشهادية، قامت حركة حماس بعملية بئر السبع، لأنهم استطاعوا القيام بها، فالتوقيت ارتبط بظروفهم وليس ضمن استراتيجية محددة”.

ورأى بشارة وهو أول شخصية كبيرة من فلسطينيي الداخل يزور البحرين ان شارون “يحاول تكريس حل نهائي عبر فرض فصل ديموغرافي بين الفلسطينيين و”الإسرائيليين” في الوقت الذي ينشغل فيه الفلسطينيون والعرب بالتفاصيل من دون أن يملكوا استراتيجية للتعامل مع “ إسرائيل”.

ورأى بشارة أن الفلسطينيين والعرب منشغلون بتفاصيل، مثل ماذا سيجري في غزة بعد الانسحاب ؟ كما أن الشروط “الإسرائيلية” للقبول بخطة خريطة الطريق شغلت حكومة أبو مازن في الوقت الذي كانت فيه “إسرائيل” تواصل تطبيق استراتيجيتها الخاصة.
استحوذت زيارة المفكر العربي النائب د.عزمي بشارة لدولة البحرين على اهتمام واسع من جانب المسؤولين البحرينيين ووسائل الاعلام في البحرين، التي افردت عناوينها الرئيسية لزيارة بشارة. ويقوم بشارة بزيارة الى البحرين بدعوة من جبهة العمل الوطني البحرينية، التي دعته الى القاء محاضرة حول اخر المستجدات على الساحة الفلسطينية والعالمية.

واستقبل ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة د. بشارة. وقالت صحيفة اخبار الخليج البحرينية في خبرها الرئيسي على صدر صفحتها الاولى ان الملك البحريني "أكد على موقف البحرين الداعم والمساند لقضية الشعب الفلسطيني من اجل احلال السلام العادل والشامل، الذي يضمن حقه في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني".

واشارت الصحيفة الى ان الملك البحريني "رحب بالمفكر العربي الفلسطيني الدكتور عزمي بشارة واشاد بجهوده بجهوده الطيبة ودفاعه عن القضية الفلسطينية ودعواته لاحلال السلام، مؤكدا ترحيب مملكة البحرين باستضافة المفكرين والشخصيات العربية والدولية من اجل اطلاع الرأي العام في البحرين على مجريات الاحداث على الساحتين الاقليمية والدولية".

واضافت الصحيفة انه جرى خلال اللقاء بحث الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وتطورات القضية الفلسطينية في ضوء الجهود والمساعي الدولية المبذولة حاليا لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي. وقد أطلع الدكتور بشارة الملك البحريني على ما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في الاعتدءات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وما يشكله الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل من معاناة للفلسطينيين.

كما أطلع الدكتور بشارة الملك البحريني على جهود الكتلة العربية في الكنيست الاسرائيلي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية.

وحضر المقابلة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي والشيخ عبدالعزيز بن مبارك آل خليفة الوكيل المساعد لشئون التنسيق والمتابعة بوزارة الخارجية وعبد الرحمن النعيمي رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي.

كذلك استقبل رئيس وزراء البحرين، الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، بمكتب، صباح أمس، النائب بشارة. وخلال اللقاء رحب رئيس الوزراء بالنائب بشارة، "مشيدا بدوره النضالي السلمي ضد الاحتلال الإسرائيلي وبإسهاماته الفكرية باعتباره رائدا من رواد الإصلاح في العالم العربي" كما افادت الصحيفة.

واستعرض رئيس الوزراء مع بشارة مجمل الأوضاع والتطورات على الساحة العربية حيث اشاد المسؤول البحريني بصمود الشعب الفلسطيني، مجددا تأكيد موقف مملكة البحرين الثابت الداعم للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره على ترابه الوطني.

وقالت صحيفة اخبار الخليج البحرينية ان "رئيس الوزراء البحريني شكر جمعية العمل الوطني الديمقراطي لمبادرتها بدعوة الدكتور عزمي بشارة باعتباره رمزا من رموز النضال العربي".

ولفتت الى انه حضر المقابلة الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والشيخ علي بن خليفة آل خليفة وزير المواصلات والشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة وزير ديوان رئيس الوزراء ومحمد بن ابراهيم المطوع وزير شئون مجلس الوزراء وعبدالله بن حسن سيف وزير المالية والاقتصاد الوطني وعلي محمد العريض مدير مكتب رئيس الوزراء القائم بمهام رئيس ديوان رئيس الوزراء والدكتور ياسر بن عيسى الناصر الأمين العام لمجلس الوزراء والمهندس عبد الرحمن النعيمي رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي والكاتب الصحفي علي صالح نائب رئيس الجمعية.

هذا وعقدت مساء أمس الندوة التي أقامتها جمعية العمل الوطني الديمقراطي بمقر الجمعية، حيث تحدث خلال الندوة النائب بشارة، بحضور عدد من الشخصيات وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وجمهور غفير، وبينهم وزير شؤون مجلس الوزراء، محمد بن ابراهيم المطوع.

وفي بداية الندوة ألقى عبد الرحمن النعيمي رئيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي كلمة رحب فيها بالنائب عزمي بشارة، مشيدا بالدور البارز الذي يقوم به ممثلو الشعب الفلسطيني في البرلمان الإسرائيلي. وسلطت الندوة الضوء على الأوضاع الجارية في الأراضي الفلسطينية.

وقد تناول بشارة خلال الندوة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والظروف السياسية التي يعيشها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة، كما تطرق بشارة إلى مسيرة صعود تيار المستوطنين ووصولهم إلى مراكز هامة في الحكومة الإسرائيلية ومواقع صنع القرار.

واستعرض النائب بشارة الصراع العربي الإسرائيلي والمراحل المختلفة التي مرت بها عملية السلام، مؤكدا إصرار الحكومة الإسرائيلية الحالية على المضي قدما في تحديها الصارخ لتقويض العملية السلمية ومواصلة انتهاكاتها المستمرة. كما أكد بشارة أهمية ترسيخ الديمقراطية كخيار أمثل للنهوض بالدول العربية سياسيا، مشيرا إلى إمكانية تمكين الديمقراطية من دفع الدول العربية للقيام بواجباتها القومية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي. وفي ختام الندوة وجهت العديد من التساؤلات إلى بشارة من قبل الجمهور تناولت تجربة المواجهة والصمود التي يعيشها الفلسطينيون في الاراضي الإسرائيلية.
ويذكر ان قاعة الجمعية التي عقدت فيها الندوة لم تتسع للحضور مما اضطر ادارة الجمعية الى فتح خيمة كبيرة غصت هي الاخرى بالحاضرين الذين توافدوا للاستماع الى محاضرة النائب بشارة.

هذا وسيلتقي بشارة خلال اليوم مع ممثلين عن المنبر الدمقراطي في البحرين. وكان قد التقى في وقت سابق من نهار اليوم مع وزير خارجية البحرين محمد بن مبارك ومع ولي عهد البحرين.