قال وزير الخارجية الاردني هاني الملقي اليوم السبت ان بلاده قدمت الى جامعة الدول العربية مشروع قرار يدعو الى "السلام بين اسرائيل والدول العربية" التي لم تعقد بعد سلاما مع الدولة اليهودية لكن المشروع ليس بديلا لمبادرة السلام التي أقرها مؤتمر القمة العربي في بيروت عام 2003.

وبدأ مجلس وزراء الخارجية العرب اليوم اجتماعات في الجزائر تستمر يومين للتحضير للقمة العربية التي ستعقد يومي الثلاثاء والاربعاء.

وتطالب مبادرة السلام العربية التي قدم الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد السعودية مشروعها الى قمة بيروت اسرائيل باعادة الاراضي العربية المحتلة منذ عام 1967 كاملة مقابل سلام كامل معها.

واستنكر الملقي في تصريحات أدلى بها للصحفيين لدى خروجه من جلسة مغلقة لمجلس وزراء الخارجية العرب تقارير عن مبادرة أردنية ستقدم الى القمة العربية تقترح تطبيعا غير مشروط للعلاقات بين اسرائيل والدول العربية وتتضمن التخلي عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين كما تتخلى عن التمسك بالقدس الشرقية عاصمة للدولة التي يطمح الفلسطينيون لاقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال "لم نقدم مبادرة إنما قدمنا تفعيلا للمبادرة العربية... قدمنا مشروعي قرار الى مجلس وزراء الخارجية أحدهما يتناول عملية السلام والاخر عن الاصلاح في العالم العربي."

وأضاف أن ما قيل عن مبادرة أردنية بديلة ليس صحيحا بأي حال بدليل أن مشروع القرار الاردني يتضمن في مستهله التأكيد على التمسك بالمبادرة العربية.

وتابع أن مشروع القرار يؤكد على قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام ومنها مبدأ الارض مقابل السلام وحق اللاجئين في العودة.

واستنكر الوزير الاردني سؤالا عن ارتباط بين تقديم مشروع القرار الأردني الى مجلس وزراء الخارجية العرب وزيارة العاهل الاردني الملك عبدالله الاخيرة لواشنطن.

وقال "الاردن قدم اقتراحه لخدمة المصالح العربية والاطراف العربية التي لم تتوصل الى السلام مع اسرائيل." وذكر سوريا ولبنان والفلسطينيين.

لكن وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم الذي تولى رئاسة المجلس الوزاري خلفا لنظيره التونسي عبدالباقي الهرماسي أظهر في كلمته في الجلسة المفتوحة لوزراء الخارجية العرب عدم ارتياح تجاه أي أفكار جديدة للسلام مع اسرائيل.

وقال ان مبادرة قمة بيروت "يجب أن تعطى لها الاهمية الكاملة والاولوية المطلقة اللائقة بها."

وأضاف "ينبغي استثمار السلطة المعنوية والوزن الخاص لكل العالم العربي لاحياء مسار السلام بكل مكوناته حتى يصبح الاعلان عن الدولة الفلسطينية واسترجاع سوريا ولبنان لاراضيهما المحتلة في عام 1967 حقائق ملموسة."

وستكون عملية السلام في الشرق الاوسط من بين القضايا التي تحظى بالاولوية في مناقشات القادة العرب.

وقال الوزير الاردني ان بلاده قدمت مشروع القرار المتعلق بعملية السلام منذ أسبوعين من خلال الاليات المعتمدة في الجامعة العربية ليقدم الى مجلس وزراء الخارجية.

وأضاف أن المبادرة "وصلت الى الاسرائيليين لكنها لم تصل بعد الى الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن."

وتابع أن المشروع الأردني يجب أن يصل الى العالم كله بغرض فرض ضغط دولي على اسرائيل لتستجيب لها.

وسُئل عن احتمال أن يرفض السوريون واللبنانيون والفلسطينيون المشروع الاردني فقال "أنت تستطيع أن تأخذ الحصان الى الماء لكنك لا تستطيع أن تجعله يشرب