قال وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الاثنين، إن الإمارات أرسلت قرابة 500 ضابط شرطة إلى البحرين لتهدئة احتجاجات من يوصفون بـ "الأغلبية الشيعية".

وجاءت هذه الخطوة بعد أن اشتبكت الشرطة البحرينية يوم الأحد مع متظاهرين بحرينيين يطالبون بإصلاحات سياسية، في واحدة من أعنف المواجهات منذ مقتل سبعة محتجين الشهر الماضي.

وقال الشيخ عبد الله: "طلبت منا الحكومة البحرينية أمس أن نبحث سبل مساعدتها على نزع فتيل التوتر في البحرين، وقد أرسلنا بالفعل قرابة 500 ضابط شرطة."

وكان أنور محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أعلن أيضا أن الإمارات قررت إرسال قوة أمنية إلى البحرين "للمساهمة في حفظ الأمن والنظام" في المملكة.

وقال قرقاش كما نقلت عنه وكالة الأنباء الاماراتية الرسمية: "استجابة منها لطلب مملكة البحرين الشقيقة المساعدة والمساهمة في إرساء الأمن والاستقرار الداخلي، قررت الإمارات إرسال قوة أمنية للمساهمة في حفظ الأمن والنظام بمملكة البحرين الشقيقة".

وفي وقت سابق الاثنين، قال مصدر رسمي سعودي إن السعودية أرسلت نحو ألف جندي إلى البحرين، لحماية المنشآت الحكومية، وذلك بعدما تغلب المحتجون على قوات الشرطة البحرينية وأغلقوا طرقا رئيسية في المملكة.

وقال الشيخ عبد الله في إفادة صحفية، قبيل اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى في باريس: "دول الخليج الأخرى ستشارك أيضا في إعادة الهدوء والنظام في البحرين."

وتشهد البحرين أسوأ اضطرابات منذ التسعينات، بعدما خرج محتجون إلى الشوارع الشهر الماضي، متأثرين بموجة الثورات العربية التي أطاحت برئيسي مصر وتونس، واضطرت حكام عرب آخرين إلى تقديم تنازلات إصلاحية.

ولا يزال الآلاف يخيمون في دوار اللؤلؤة، حيث عادوا بعدما أخلى الجيش المنطقة الشهر الماضي.

وأي تدخل لقوات من دول الخليج العربية في البحرين سيكون شديد الحساسية، حيث تشكو أعداد كبيرة من المواطنين، وخصوصا الأغلبية الشيعية في البحرين، من التعرض للتمييز على أيدي الأسرة الملكية.

ويضم مجلس التعاون الخليجي كل من البحرين، وعمان، وقطر، والكويت، والسعودية، والإمارات العربية المتحدة.

الشيخ عبد الله يلتقي كلينتون للتباحث حول ليبيا والمنطقة

والتقى الشيخ عبد الله مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قبيل الاجتماع الموسع لمجموعة الثماني الذي يعقد ليل الاثنين وصباح الثلاثاء.

ومن المتوقع أن تركز هذه المحادثات على الأزمة في ليبيا، إذ تضغط فرنسا، الرئيس الحالي للمجموعة من جل تحرك سريع لمواجهة قمع الزعيم الليبي معمر القذافي لانتفاضة في بلاده.

وسئلت كلينتون إن كانت تميل إلى المضي قدما في إقامة منطقة حظر جوي فوق ليبيا الآن، بعد أن أقرت الجامعة العربية الفكرة، فتجنبت الخوض في الموضوع وقالت: "أنا أتطلع إلى التحدث مع زميلي ونظيري وصديقي الشيخ عبد الله، بشأن الأحداث في المنطقة، وهذا يشمل بطبيعة الحال كل ما يحدث، لكن الإمارات هي الرئيس الحالي لمجلس التعاون الخليجي، وهو هنا يمثل المجلس، ولذا فسيدور بيننا نقاش شامل."

واشنطن لا تعتبر دخول القوات السعودية لإيى البحرين غزوا

هذا وكان البيت الأبيض قد قال في وقت سابق الاثنين، إن الولايات المتحدة لا تعتبر دخول قوات الأمن السعودية إلى البحرين غزوا، وهو ما قالته قوى المعارضة البحرينية، والتي قدمت شكوى بذلك إلى الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، في إفادة صحفية: "نشاهد التقارير التي تتحدثون عنها، هذا ليس غزوا لدولة.

وأضاف كارني: "نحث حكومة البحرين ، كما فعلنا مرارا، وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، على التخلي بضبط النفس."

كما قال تومي فيتور، وهو أيضا متحدث باسم البيت الأبيض: "ندعو شركاءنا في دول مجلس التعاون الخليجي لإظهار ضبط النفس، واحترام حقوق الشعب البحريني بالتحرك بطريقة تدعم الحوار بدلا من تقويضه."

ولم يقل فيتور ما إذا كانت الولايات المتحدة تؤيد هذا التحرك، لكنه أكد ـن واشنطن على علم بانتشار القوات السعودية، وأن دولا خليجية أخرى تبحث اتخاذ إجراء مماثل لدعم أسرة آل خليفة الحاكمة في البحرين.

البنتاجون يقول إنه لم يتلقى أي مؤشرات لنشر قوات سعودية في البحرين

وفي السياق ذاته، قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون)، الاثنين أيضا، إن كبار المسؤولي العسكريين الامريكيين لم يتلقوا أي مؤشرات أثناء زياراتهم مؤخرا إلى الشرق الأوسط، إلى أن قوات سعودية سيجري نشرها في البحرين.

وقال الكولونيل ديف لابان، المتحدث باسم البنتاجون في بيان: "لقد أبلغنا جميع الأطراف بمخاوفنا فيما يتعلق بتصرفات قد تكون استفزازية، أو تؤجج توترات طائفية."

وقال البنتاجون إن وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس، الذي زار المنطقة الـسبوع الماضي، والـميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان المشتركة، لم يكن لديهما علم مسبق عن نشر قوات من السعودية الحليف الوثيق للولايات المتحدة.