مظاهرات في عدد من المدن السورية نصرة لدرعا ومطالبة بإسقاط النظام
تظاهرت أعداد كبيرة من السوريين في مدن عديدة يوم الجمعة، تضامنا مع مدينة درعا المحاصرة، وللمطالبة بحريات سياسية وبإسقاط النظام، في تحد لانتشار قوات الجيش والأمن بكثافة.
واندلعت المظاهرات في واحدة على الأقل من ضواحي العاصمة دمشق، وفي مدينة حمص بوسط البلاد، وبلدة بانياس الساحلية، وأيضا في شرق سوريا، وقال شهود وزعيم معارض، وجماعة مدافعة عن حقوق الانسان، إن مظاهرتين صغيرتين بدأتا أيضا في وسط دمشق.
من جهة أخرى، قال أحد سكان مدينة درعا بجنوب سوريا، إن جنودا سوريين أطلقوا أعيرة تحذيرية في الهواء بالمدينة، لمنع الناس من حضور صلاة الجمعة أو الاحتجاج، وقال الساكن الشاهد وفقا لرويترز: "سيفتحون النار إذا غادر أحد منزله."
وتدفقت الدبابات والجنود على درعا لسحق الثوار في المدينة، التي انطلقت منها انتفاضة مستمرة منذ ستة أسابيع.
من جهة أخرى نقلت سانا عن ناطق عسكري قوله، إن "وحدات الجيش في مدينة درعا تتابع مهمتها بملاحقة فلول المجموعات الارهابية المتطرفة المسلحة، والتصدي لها، معيدة الهدوء إلى أحياء المدينة والطمأنينة إلى نفوس المواطنين، الذين روعتهم جرائم تلك المجموعات الخارجة على القانون".
قوات الحرس الجمهوري تقوم بدوريات حول دمشق
كما أفاد أن شاهد آخلا، أن شاحنات الحرس الجمهوري السوري المسلحة بالرشاشات، والتي تحمل جنودا في زيهم العسكري، قامت بدوريات على الطريق الدائري حول دمشق قبل صلاة الجمعة اليوم.
وقال شاهدان آخران إن وحدات أمن مختلفة وشرطة سرية، تمركزت في نقاط تفتيش بالعاصمة السورية، وأن المدينة منقطعة عن الضواحي والمناطق الريفي، كما انقطعت الاتصالات والكهرباء عن مراكز حضرية، وبلدات، تحدت تحذيرات من تنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة.
وكانت قوات الحرس الجمهوري قد انتشرت في ضاحية دوما في وقت سابق من هذا الآسبوع، وأرسل الرئيس بشار الاسد الفرقة الميكانيكية الرابعة بقيادة شقيقه ماهر الأسد لضرب مدينة درعا.
وصرح دبلوماسي غربي كبير، بأنه على الرغم من انتشار الجيش، فإن الاحتجاجات قد تخرج في أنحاء سوريا بعد صلاة الجمعة، وهي المناسبة الوحيدة التي يسمح فيها للسوريين بالاحتشاد بأعداد كبيرة.
وقال الدبلوماسي: "إذا كانت الاحتجاجات حاشدة، وأظن أنها ستكون كذلك، فسيشكل هذا انتكاسة جديدة للنظام، الذي أرسل الجيش إلى المدن بغرض واحد، هو قمع الناس"، وأضاف: "النظام محبط بالفعل من الطريقة التي تجري بها الحملة العسكرية، درعا تقاوم."
السلطات السورية دعت المواطنين إلى عدم التظاهر الجمعة
وفي وقت سابق، دعت السلطات السورية المواطنين إلى الامتناع عن التظاهر، اليوم الجمعة، بعد دعوات إلى "جمعة غضب" في جميع أنحاء البلاد.
وقالت وزارة الداخلية السورية في بيان، إنها "تهيب بالإخوة المواطنين في الظروف الراهنة الامتناع عن القيام بأي مسيرات أو تظاهرات، أو اعتصامات تحت أي عنوان كان، إلا بعد أخذ موافقة رسمية على التظاهر".
ودعت الوزارة في بيانها الذي بثته وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، إلى "المساهمة الفاعلة في إرساء الاستقرار والأمن، ومساعدة السلطات المختصة في مهامها على تحقيق هذا الهدف الوطني"، وأكدت الوزارة أن "القوانين المرعية في سوريا، ستطبق خدمة لأمن المواطنين واستقرار الوطن".
وتأتي مناشدة وزارة الداخلية السورية المواطنين تلك، بعد أن دعا "شباب الثورة السورية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إلى التظاهر في يوم "جمعة الغضب" ضد النظام وللتضامن مع درعا.
وكتب الشباب في موقعهم: "إلى شباب الثورة، غدا سنكون في كل مكان، في كل الشوارع (...) ونتعهد لكل المدن المحاصرة بما في ذلك أشقائنا في درعا بأننا بالموعد".
جماعة الإخوان المسلمين السورية تتهم السلطات القيام "بحرب إبادة"
واتهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا نظام الرئيس بشار الأسد بارتكاب "حرب إبادة"، وطالبت الشعب السوري بعدم السماح "لأي طاغية باستعباده".
وقالت قيادة الإخوان في المنفى، في بيان الجمعة: "يدرك كل مواطن سوري أن ما تمارسه أجهزة النظام على الأرض السورية هو حرب إبادة، تستهدف روح الانعتاق التي تمثلها انتفاضة الشباب الوطني المتطلع إلى الحرية والكرامة".
وأضافت موجهة حديثها إلى الشعب السوري: "لا تتركوا النظام ينفرد ببعض أهليكم"، في إشارة إلى مدينة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية في جنوب البلاد، حيث تشن قوات الامن السورية منذ الاثنين عملية واسعة، أوقعت همسين قتيلا على الأقل.
السلطات السورية تقول إن 70 مدنيا قتلوا فقط، وتنفي الاستقالات من حزب البعث
وكانت "لجنة شهداء 15 آذار/مارس"، القريبة من المعارضة، قالت إن أكثر من 500 قتلوا منذ بدء الحركة الاحتجاجية، لكن الناطق العسكري نفى هذه الارقام.
وقال إن "عدد الشهداء من الجيش وقوى الأمن والشرطة، بلغ منذ بدء الاحداث حتى الآن (هم) 78 شهيدا، مقابل 70 مدنيا سقطوا جميعا ضحية العنف المأجور الذي استهدف أمن الوطن وسلامة المواطنين"، ما يعني سقوط 148 قتيلا كحصيلة إجمالية.
من جهة أخرى، نفى مصدر في حزب البعث الحاكم في سوريا، استقالة عدد من أعضاء الحزب، وقال المصدر في تصريحات نقلتها سانا، إن "هذه الأنباء تدخل في إطار الحملة الاعلامية التي تتعرض لها سوريا والحزب".
وأكد "تمسك البعثيين بمبادئ الحزب، ودوره الوطني والقومي، خلف قيادة الرئيس بشار الأسد لدحر المؤامرة"، وكان أكثر من 230 عضوا في حزب البعث الحاكم أعلنوا في بيان انسحابهم من الحزب.
وقال مصدر دبلوماسي تركي في أنقرة، إن مبعوثين أتراكا بحثوا الخميس في دمشق مع الرئيس السوري بشار الأسد، في الاصلاحات السياسية والاقتصادية، التي تدعو إليها أنقرة في سوريا.
وقال هذا المصدر لوكالة طالبا عدم كشف هويته، إن البعثة التركية التي يقودها مدير الاستخبارات، حقان فدان، ومدير وكالة التنمية الاقتصادية، كمال مادن أوغلو، أجرت محادثات مع الأسد ورئيس الوزراء عادل سغر، وأضاف أن "الوفد نقل رسائل من تركيا ثم عاد إلى أنقرة".