كان أبو محمد الجولاني زعيمًا للتنظيم الذي كان يدعى، حتى يوم أمس، جبهة النصرة، والذي كان تابعًا لتنظيم القاعدة، قبل أن يعلن فك الارتباط بين التنظيم الذي يتزعمه وبين القاعدة، ويطلق عليه 'جبهة فتح الشام'، فمن هو هذا الزعيم؟

ظهر الجولاني على شاشة التلفزيون يوم أمس الخميس لأول مرة، واسمه الحقيقي أسامة العبسي الواحدي، وهو شاب يبلغ 35 عامًا، ولد في محافظة دير الزور وتحديدًا في بلدة الشحيل عام 1981، والتحق بجامعة دمشق، حيث درس الطب البشري لمدة سنتين، لبغادر بعدها إلى العراق للقتال في صفوف تنظيم القاعدة.

في العراق، التحق بكتيبة خاصة أسسها أبو مصعب الزرقاوي، وتلقى العديد من الترقيات بسرعة كبيرة فيها، حتى وصل إلى رتبة قائد وأصبح أحد المقربين من الزرقاوي حتى اغتيال الأخير عام 2006 بغارة أميركية، واتجه بعدها إلى لبنان، وتشير العديد من المصادر إلى توليه تدريب مقاتلين على علاقة بالقاعدة في حينه.

ولم تطل إقامة الجولاني في لبنان، إذ عاد بعدها إلى العراق حيث تم اعتقاله على يد القوات الأميركية، ليودع سجن بوكا حتى عام 2008، حيث أطلق سراحه حينها، واستأنف نشاطه مع التنظيم، ليتم تعيينه لاحقًا في منصب رئيس عمليات محافظة الموصل.

وبعد أن اندلعت الثورة السورية، تسلل الجولاني إلى سورية، وتلقى دعمًا كاملًا من التنظيم لتشكيل جبهة النصرة، ومن أبرز داعميه كان أبو بكر البغدادي، الذي أصبح زعيم تنظيم 'داعش'، وأعلن عن تشكيل جبهة النصرة عام 2012.

وحظي الجولاني بمكانة بارزة في نيسان/ أبريل 2013، عندما رفض محاولة السيطرة على تنظيمه والتي قام بها أبو بكر البغدادي. كانت تلك محاولة فاشلة من قبل البغدادي ولا تزال تعتبر الصدع الأكبر الذي هزّ تنظيم القاعدة. لم يعد الجولاني منذ تلك اللحظة محبّا للبغدادي وقام بمبايعة زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، مباشرة.

اقرأ/ي أيضًا| الجولاني يعلن فك الارتباط بين جبهة النصرة والقاعدة