أيد ثلاثة مشرعين بريطانيين، اليوم الإثنين، التقارير التي تفيد بأن الناشطات المعتقلات في السعودية تعرضن للتعذيب، معتبرين إن المسؤولية عما يُحتمل أن يكون انتهاكًا للقانون الدولي يمكن أن يقع على عاتق "السلطات السعودية على أعلى مستوى".

وقال المشرعون البريطانيون كريسبين بلونت، وليلى موران، وبول وليامز، إنهم عثروا على تقارير موثوقة من جماعات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام، تصف معاملة المعتقلين بأنها "قاسية ولا إنسانية ومهينة".

وأوضح المشرعون الذين شكلوا لجنة مراجعة مع محامين بارزين، أن السلطات السعودية انتهكت القانون الدولي أيضًا من خلال احتجاز المعتقلين بمعزل عن العالم الخارجي، وحرمانهم من الحصول على المشورة القانونية، وأضافوا أن المسؤولية لا تقع على عاتق الجناة المباشرين من مرتكبي جرم التعذيب فحسب، بل على عاتق المسؤولين عنهم.

وقال التقرير النهائي إن "السلطات السعودية على أعلى المستويات يمكن، من حيث المبدأ، أن تكون مسؤولة عن جريمة التعذيب"، فيما رفض مكتب الاتصالات الحكومي السعودي، الرد على طلب للتعليق على التقرير.

وتشير استنتاجات اللجنة، إلى عدم الارتياح المتزايد بين الحلفاء الغربيين حيال انتهاكات حقوقية في عهد ولي عهد السعودية وحاكمها الفعلي، محمد بن سلمان، الذي يواجه بالفعل انتقادات بسبب مقتل الصحافي جمال خاشقجي، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي.

وشهدت السعودية اعتقال أكثر من 12 امرأة من المدافعات عن حقوق المرأة بدءًا من أيار/ مايو الماضي، ومعظمهن نادين بالحق في قيادة السيارة، وإنهاء نظام ولاية الذكور.

وذكرت منظمة العفو الدولية الشهر الماضي إنها وثقت 10 حالات تعذيب وسوء معاملة، بما في ذلك التحرش الجنسي والصعق بالكهرباء والجلد والتهديد بالقتل، بينما تم احتجاز النشطاء في مكان مجهول في الصيف الماضي.

كما أشارت "رويترز" في وقت سابق، إلى أن سعود القحطاني أحد مساعدي بن سلمان، الذي تم فصله لدوره في جريمة خاشقجي، أشرف شخصيًا على تعذيب امرأة واحدة على الأقل قبل أشهر.

ودعا النواب البريطانيون السلطات السعودية إلى الإفراج عنهن فورًا ومراجعة الادعاءات ضدهن، ومقاضاة المسؤولين عن سوء معاملتهم، وقالوا إن طلباتهم لزيارة المحتجزين في السعودية لم تلق الإجابة عليها.

وقال المشرع في حزب المحافظين في حزب رئيس الوزراء تيريزا ماي، بلونت، إن "الناشطات السعوديات عوملن معاملة سيئة للغاية، على الرغم من مواصلة التحقيق الدولي حيال أعمال التعذيب"، وأضاف أن "السعودية تقف على حافة الهاوية، والوقت لم يفت بعد لتغيير المسار وتجنب الانهيار اللولبي باتجاه الكارثة".

اقرأ/ي أيضًا | بومبيو: "سنعمل بالدبلوماسية لطرد إيران من سورية وندعم إسرائيل"