اقتحمت قوة نظامية تابعة للمجلس الانتقالي العسكري، أحد مقرات تجمع المهنيين السودانيين، بالعاصمة الخرطوم، ومنع عقد مؤتمر صحافي، السبت، عشية إطلاق مليونية "مواكب الحداد على الشهداء" التي دعت إليها قوى الحرية والتغيير، وفق ما أوردت وكالة "الأناضول" للأنباء.

ومنع أفراد يرتدون ملابس مدنية، بعض الصحافيين من دخول مقر المؤتمر الصحفي، وأبلغوهم بأن المؤتمر الصحفي تم إلغاؤه.

وحاصرت ناقلات جنود مسلحين مقر المؤتمر الصحافي، قبل اقتحامه، والتحقيق مع قيادات تجمع المهنيين، والصحافيين والمصورين، وطالبتهم بإخلاء المكان فورا، وفق مراسل الأناضول.

وقال التجمع في بيان: "ندين هذا المسلك القمعي الذي يعكس مدى رهبة المجلس من تواصل التجمع مع جماهير شعبنا الصامدة، وجنوحه للتضييق وكبت الحريات"ـ مضيفا: "كما نحمله (المجلس العسكري) مسؤولية (سلامة) كل أعضاء تجمع المهنيين والصحفيين الذين كانوا بالمقر".

وتابع: "نؤكد أننا ماضون في طريق الثورة بثبات، وأن مليونية 30 يونيو ستكون ردا قويا على هذا السلوك الدكتاوري الهمجي".

وكانت قوى الحرية والتغيير، قد أعلنت تنظيم مواكب جماهيرة مليونية، الأحد، تحت اسم "مواكب الحداد على الشهداء"، محذرة المجلس العسكري من "التضييق" و"ممارسة العنف" ضدها.

ويقود تجمع المهنيين السودانيين، الاحتجاجات في البلاد منذ أواخر العام الماضي، ضمن تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير.

وعزلت قيادة الجيش، في 11 نيسان/ إبريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عاما في الحكم، وذلك تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت أواخر العام الماضي، تنديدا بتردي الأوضاع الاقتصادية. وأعقب ذلك تطورات متسارعة، تلخصت في مطالبات بتسليم السلطة للمدنيين، قبل فض اعتصام أمام مقر الجيش بالخرطوم، في انتهاك حمَّلت قوى إعلان الحرية والتغيير، مسؤوليته للمجلس العسكري، وقالت إنه أسفر عن سقوط 128 قتيلا، فيما تقدر وزارة الصحة العدد بـ61.

المُحتجّون سيتحملون مسؤولية أي عنف مُحتمل!

وفي سياق ذي صلة، حذّر نائب رئيس المجلس العسكري السوداني، السبت، أنه لن يتسامح مع محاولات "التخريب" التي قد تتخلل التظاهرة الحاشدة لحركة الاحتجاج المقررة الأحد، لكنّه شدّد على أن الجيش سيسلم السلطة لحكومة مدنية.

وقال دقلو في كلمة خلال مسيرة نقلها التلفزيون الرسمي موجهة على الأرجح لمنظمي تظاهرة الأحد: "هناك مخربون، هناك أناس عندهم أجندة مدسوسة. نحن لا نريد وقوع مشاكل".

ويقود دقلو "قوات الدعم السريع" التي انتشرت في شكل مكثف في الخرطوم منذ حملة القمع الدامية لاعتصام المحتجين في 3 حزيران/ يونيو والتي خلّفت عشرات القتلى ومئات الجرحى.

وبرّر دقلو، المشهور بحميدتي، الحضور الأمني المكثف في الخرطوم مؤكدا أنّ "العسكريين المنتشرين في الخرطوم (موجودين) لتأمين الناس وليس لمضايقتهم".

وفي بيان منفصل، حمل المجلس العسكري حركة الاحتجاج مسؤولية أي عنف قد يقع الأحد.

وجاء في البيان: "ننبه إلى خطورة الأزمة التي تعيشها بلادنا كما أننا نحمل قوى الحرية والتغيير المسؤولية الكاملة عن اي روح تزهق في هذه المسيرة أو أي خراب أو ضرر يلحق بالمواطنين أو مؤسسات الدولة".

وسيكون تحرك الأحد أول محاولة لحشد المتظاهرين في جميع أرجاء البلاد منذ قمع اعتصام المحتجين أمام مقر الجيش في الخرطوم في الثالث من حزيران/يونيو.

اقرأ/ي أيضًا | الأمم المتحدة: 11 ألف و779 انتهاكا بحق أطفال اليمن بخمس سنوات