"أنا مش كافر": انتحار لبنانييَن بسبب الضائقة المعيشية
أثارت حالتا انتحار اليوم، الجمعة، في لبنان، مرتبطتان على الأرجح بضائقة معيشية جراء الانهيار الاقتصادي المتسارع في البلاد، موجة من ردود الفعل المنددة بالأداء الرسمي في إدارة الأزمة.
في وضح النهار، وفي فسحة أمام مبنى في شارع الحمرا المزدحم في بيروت، يضم مقهى ومتجراً شعبياً ومسرحاً، أقدم مواطن (61 عاماً) من منطقة الهرمل (شرق) على الانتحار بإطلاق رصاصة من مسدس كان بحوزته.
وترك قربه نسخة عن سجله العدلي ملصقة على ورقة كتب تحتها بخط اليد شعار "أنا مش كافر"، تيمّناً بمطلع أغنية ثورية لزياد الرحباني، يليها عبارة "بس الجوع كافر" في دلالة على الأرجح إلى وضعه المعيشي الصعب.
ويشهد لبنان انهياراً اقتصادياً متسارعاً يُعدّ الأسوأ في البلاد منذ عقود، لم تستثن تداعياته أي طبقة اجتماعية. وخسر معه عشرات الآلاف وظائفهم أو جزءاً من رواتبهم خلال الأشهر القليلة الماضية. وبات نصف اللبنانيين يعيشون تقريباً تحت خط الفقر بينما تعاني 35 في المئة من القوى العاملة من البطالة.
الشاب لنتحر صباح اليوم بوسط شارع الحمرا أمام مقهى دانكن دوناتس.
— Abbassnourdeen (@Abbassnourdeen1) July 3, 2020
وجد على صدره ورقة مكتوب عليها "انا مش كافر بس الجوع كافر"
وصرخ لبنان حر مستقل قبل ان يطلق النار على نفسه! pic.twitter.com/IotdX7FyUY
وتترافق الأزمة مع تراجع غير مسبوق في قيمة الليرة، إذ تخطى سعر صرفها مقابل الدولار عتبة التسعة آلاف هذا الأسبوع، فيما السعر الرسمي مثبت على 1507 ليرات. وتسبّب ذلك بموجة غلاء جنوني وتآكل القدرة الشرائية لشريحة واسعة من اللبنانيين.
وتجمّع العشرات من المتظاهرين في موقع الانتحار وأغلقوا الطريق لوقت قصير رافعين لافتات عدة كتب على إحداها "لم ينتحر، قُتل بدماء باردة". وحمل شاب لافتة ثانية جاء فيها "هاربون للموت بسبب الفقر والجوع".
وخلال نقل الجثة من المكان، كان أحد أقربائه يبكونه. وقال بانفعال "قتل ابن عمي نفسه بسبب الجوع.. لعن الله هذا البلد".
A lebanese has committed suicide this morning in Beirut due to the economic situation.
— عبير عادل جابر (@abirjaber) July 3, 2020
At this point if you still support any political party, you’re a criminal.#انا_مش_كافر #أنا_مش_كافر @abirjaber pic.twitter.com/OLEeCuMO3j
وفي قرية جدرا، القريبة من مدينة صيدا (جنوب)، وُجدت جثة شاب (37 عاماً) الجمعة معلقة داخل غرفة في منزله.
وقال رئيس بلدية جدرا، جوزيف القزي، لـ"فرانس برس" إن الشاب، وهو أب لطفلة صغيرة ويعمل سائق حافلة صغيرة، أقدم على شنق نفسه بوساطة حبل علّقه في سقف غرفة الجلوس بينما كانت عائلته خارج المنزل.
وكان الشاب يعاني من ظروف مادية صعبة جراء الوضع الاقتصادي المتعثّر، وفق القزي.
وأكد متحدث باسم قوى الأمن الداخلي أن الحادثتين انتحار، لافتاً الى ازدياد معدلات الانتحار منذ مطلع العام، من دون أن يتمكن من تحديد النسبة.
This is where Ali took his life today. Protesters have gathered and blocked Hamra main street and there are calls for a protest at 4 p.m. #Beirut, a city of despair these days.#أنا_مش_كافر pic.twitter.com/PBWgFSV1tI
— Diala Haidar (@DialaHaidar) July 3, 2020
على حسابه في فيسبوك، كتب الأستاذ الجامعي والاقتصادي، جاد شعبان، تعليقاً على الحادثتين "من ماتوا اليوم والبارحة وقبلها، قتلوا ولم ينتحروا. قتلوا من قبل طغمة حاكمة مستعدّة لقتلنا وتجويعنا وتفقيرنا حفاظاً على مصالحها".
الذي ماتوا اليوم، والبارحة، وقبلها، قتلوا ولم ينتحروا.
— Jad Chaaban جاد شعبان (@JadChaaban) July 3, 2020
قتلوا من قبل طغمة حاكمة مستعدّة لقتلنا وتجويعنا وتفقيرنا حفاظاً على مصالحها. تحالف كارتيل أحزاب السلطة كافة وأصحاب المصارف.
نحن في حرب مفتوحة معهم، قد نخسر فيها الكثير، ولكنهم عاجلاً أم آجلاً الى زوال.
يسقط حكم الأزعر..
اقرأ/ي أيضًا | الجيش اللبناني يزيل وجبة اللحوم من لائحة طعام العساكر