قال نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، إنه لا جواب حول رد حزب الله على مقتل أحد عناصره في غارة عدوانية إسرائيلية على مواقع في سورية، يوم الإثنين الماضي، فيما استبعد نشوب حرب في الأشهر المقبلة، في ظل ما وصفه بـ"الإرباك الداخلي الإسرائيلي" وتراجع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في الداخل الأميركي.

جاء ذلك في أول تعليق يصدر عن قادة الحزب حول العدوان الإسرائيلي في سورية الذي أدى إلى مقتل أحد عناصره. وقال قاسم خلال لقاء تلفزيوني على شاشة قناة "الميادين" المقربة من الحزب، مساء الأحد، إن "ما حصل في سورية هو عدوان أدّى إلى استشهاد علي كامل محسن، ولا جواب حول الردّ بانتظار القادم من الأيام، وليحسب الإسرائيلي ما يشاء".

نعيم قاسم (أرشيفية - أ ب)

واعتبر قاسم أن "معادلة الردع قائمة مع إسرائيل، ولسنا بوارد تعديل هذه المعادلة، كما لا تغيير في قواعد الاشتباك، كما أن إسرائيل لم تخرج من لبنان إلا بالمقاومة، ومنع اعتداءاتها وخروقاتها لا يكون إلا بالقوة". وأضاف أنه "اعتدنا على التهديدات الإسرائيلية، وهي لا تقدم لنا رؤية سياسية جديدة، وتأتي في إطار العنتريات".

وأشار قاسم إلى أن "الأجواء لا تشي بحصول حرب في ظل الإرباك الداخلي الإسرائيلي وتراجع (الرئيس الأميركي، دونالد) ترامب في الداخل الأميركي، والإسرائيليون لا يضمنون ربحهم في أي حرب، بل يرجحون الخسارة، وهو ما جعلهم مرتدعين طيلة 14 عامًا، كما أن محور المقاومة كان ولا يزال في موقع الدفاع وبالتالي أستبعد أجواء الحرب في الأشهر المقبلة".

وشدد قاسم على أنه "إذا قرر الإسرائيلي شن حرب فإننا سنواجه ونرد، وحرب تموز 2006 ستكون نموذجًا أوليًا عن الرد، ونحن كمقاومة مستمرون بموقعنا وموقفنا وتصدينا للعدو الإسرائيلي ونصر تموز سيتكرر إذا تكرر تموز آخر".

وتأتي تصريحات قاسم في ظل رفع إسرائيل حالة التأهب على الحدود مع لبنان، وحظرت حركة المركبات العسكرية على المحاور القريبة من الحدود، وسط تقديرات عسكرية بأن "حزب الله أصدر بالفعل أمرًا بتنفيذ عملية انتقامية على مقتل عنصره في سورية، وأن الهدف سيكون عسكريًا وليس مدنيًا".

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يستعد لـ"ضربة استباقية" تهدف إلى إحباط هجوم محتمل لحزب الله. وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن رد الحزب سيكون باستهداف جنود إسرائيليين، وذلك باستخدام القذائف المضادة للمدرعات أو بنيران القناصة، وأن "الهجوم المتوقع سينفذ من لبنان أو من المناطق الحدودية مع سورية بواسطة مجموعات مسلحة موالية للحزب".

ونقلت القناة 13 تهديدات الجيش الإسرائيلي بأنه "إذا استهدف حزب الله جنديا إسرائيليا فإنه سيدفع ثمنًا باهظًا يشمل استهداف العشرات من مقاتليه"، وشددت القناة على أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن حزب الله سينفذ رده خلال الأيام المقبلة، وذلك بهدف تخفيف حدة التوتر على المناطق الحدودية قبل حلول عيد الأضحى.

وفي وقت سابق الأحد، أطلق الجيش الإسرائيلي، قذائف دخانية، قرب موقع عسكري تابع له، في مرتفعات بلدة كفر شوبا المحتلة الواقعة في منطقة العرقوب، من قضاء حاصبيا، جنوبي لبنان.

اقرأ/ي أيضًا | تعليمات للوزراء الإسرائيليين بعدم التعليق على "الأحداث في الشمال"

وأصابت القذائف الساتر الغربي لموقع رويسات العلم العسكري التابع للجيش الإسرائيلي، ضمن البلدة اللبنانية المحتلة. وترافق ذلك، مع تحليق للطيران الحربي الإسرائيلي، وطائرة استطلاع فوق جنوبي لبنان.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب صدر عنه مساء الأحد، سقوط مُسيرة تابعة لقواته في الأراضي اللبنانية "خلال نشاط عملاني على المناطق الحدودية"، دون أن يتضح بعد سبب سقوطها. وبحسب الجيش الإسرائيلي فإنه "لا يوجد مخاوف من تسرب معلومات".

وفي وقت سابق الأحد، حظر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على وزراء حكومته، الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام بشأن التوترات على الحدود الشمالية، باستثناء وزير الأمن، بيني غانتس.

ونشر الجيش الإسرائيلي، الأحد، عددا من بطاريات "القبة الحديدية" الدفاعية على الحدود الشمالية تحسبا لإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، كما أرسل تعزيزات عسكرية.

ومساء السبت، أعلن الجيش اللبناني، تعرض أجواء بلاده في اليومين الماضيين، لـ29 خرقًا جويًا من الجانب الإسرائيلي.

اقرأ/ي أيضًا | إسرائيل وردّ حزب الله الأكيد: "دليل ضعف وفقدان الردع"