أكد أمين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، اليوم، الأربعاء، أن الحديث عن توجه حزبه للتطبيع مع إسرائيل هو مجرد أكاذيب وتزوير، مشيرا إلى أن المفاوضات (غير المباشرة) بين لبنان وإسرائيل هي لترسيم الحدود وليس لأي مقدمة أخرى.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

جاء ذلك في كلمة متلفزة لنصر الله نقلتها وسائل إعلام لبنانية أشار فيها إلى أن "المقاومة تلتزم بما تحدده الدولة في موضوع الترسيم، وبالتالي تساعد مع الجيش في تحرير أي أرض محتلة".

ولفت نصر الله، إلى أن "الرئيس اللبناني، ميشال عون، يدير ملف التفاوض، ونحن لدينا كامل الثقة بفخامة الرئيس ونعرف صلابته وحرصه على تحصيل حقوق لبنان"، لكنه أضاف أنه "اختلفنا مع رئيس الجمهورية على طبيعة الوفد المفاوض على ترسيم الحدود".

وأوضح أنه "على الوفد اللبناني المفاوض أن يعرف أنه في موقف قوة وليس في موقف ضعف".

وعلق نصر الله على النتائج المعلنة للانتخابات الأميركية، معبرا عن "فرحه" بسقوط (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب، وقال "مع سقوط ترامب يسقط أحد الأضلاع الثلاثة لـ‘صفقة القرن‘ التي يمثلها بجانب (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو، و(ولي العهد السعودي محمد) بن سلمان".

وأردف نصر الله أنه "يجب على محور المقاومة أن يكون على جهوزية عالية لرد الصاع صاعين بحال أي حماقة أميركية أو إسرائيلية".

وأضاف نصر الله أنه "قد يكون قرار إقالة وزير الدفاع الأميركي (مارك أسبر) له علاقة بقرارات خطيرة يمكن أن يأخذها ترامب"، مستدركا أنه "يجب أن نكون خلال الشهرين المقبلين في حالة استعداد وحذر شديدين إذا ذهبت الحماقة الأمريكية والإسرائيلية إلى شيء ما".

واعتبر نصر الله أن "مشكلة الولايات المتحدة مع حزب الله لها علاقة بالمقاومة لأنها تشكل عنصر القوة للبنان"، وتابع أن "الشغل الشاغل للولايات المتحدة منذ عام 2005 هو كيفية التخلص من حزب الله".

وذكر نصر الله أن "السياسة الأميركية في منطقتنا هي سياسة إسرائيلية تضمن تفوقها بالمنطقة سواء كانت الإدارة ديمقراطية أو جمهورية"، مضيفا أنه "ينبغي ألا يعلق أحد آمال واعدة على السياسات الأميركية في المرحلة المقبلة".

وقال نصر الله إنه "من غير الوارد أن تلغى الإدارة الأميركية المقبلة قرار اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل أو قرار ضم الجولان السوري"، واعتبر نصر الله أن "ميزة حقبة ترامب أنها قدمت الوجه الحقيقي لـلولايات المتحدة الأميركية".

وقال إنه "نعرف قيمة لبنان ومقاومتها عندما نلاحظ أن المناورات الإسرائيلية انتقلت للتفكير الدفاعي وبات طموحهم البري محدود"، وأضاف أنه "في أي حرب مستقبلية مع إسرائيل ستكون القوة البحرية لديهم أعجز من تحقيق أي إنجاز حقيقي".

وذكر نصر الله أنه "بعض وحدات المقاومة في لبنان كانت في حالة استنفار كامل حتى يوم السبت، وإسرائيل عرفت بذلك وكنا نقصد أن يعرفوا".

واعتبر نصر الله أن العقوبات التي تفرضها الإدارة الأميركية على مسؤولين لبنانيين ومقربين من الحزب تأتي في إطار "الضغط السياسي ولا علاقة لها بمزاعم الفساد"، مشيرا إلى أن "البعض في الداخل اللبناني حرّض الأميركيين على فرض عقوبات على الوزير جبران باسيل لحسابات شخصية وسياسية".

يذكر أن جولة المفاوضات الثالثة غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بدأت صباح الأربعاء، وذلك في مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل"، في منطقة الناقورة جنوبي لبنان.

وفي 14 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عقدت الجولة الأولى لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، برعاية الأمم المتحدة ووساطة أميركية، فيما عقدت الجولة الثانية يومي 28 و29 من الشهر ذاته.

ويخوض لبنان نزاعا مع إسرائيل على منطقة في البحر المتوسط، تبلغ نحو 860 كيلومترا مربعا، تعرف بالمنطقة رقم 9 الغنية بالنفط والغاز، وأعلنت بيروت في كانون الثاني/ يناير 2016، إطلاق أول جولة تراخيص للتنقيب فيها.