أكدت القاهرة والدوحة، اليوم الإثنين، ضرورة مواصلة الجهود، لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، واتفقتا على العمل نحو حزمة استثمارات قطرية لمصر.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

جاء ذلك في بيان مشترك عقب اجتماع بين أمير قطر، تميم بن حمد، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي بدأ أمس الأحد، زيارة للدوحة ضمن جولة تشمل الكويت.

وشدد الجانبان، وفق البيان الذي نشرته الرئاسة المصرية، على "مركزية القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب الأولى".

أمير قطر، والرئيس المصري في الدوحة، الإثنين

وأكدا "موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرات السلام والقرارات الدولية ذات الصلة".

كما أكدا "دعمهما لجهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وضرورة توحيد الصف الفلسطيني بما يضمن تفعيل مؤسسات الدولة الفلسطينية، وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق".

إعادة الإعمار

مصر وقطر جددتا في البيان، الإعراب عن "دعمهما الكامل لخطة إعادة إعمار قطاع غزة" دون تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

واعتمدت قمة عربية في 4 آذار/ مارس الماضي، ثم منظمة التعاون الإسلامي (57 دولة) بعد ثلاثة أيام، خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، ويستغرق تنفيذها خمس سنوات وتتكلف نحو 53 مليار دولار.

لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة، وتمسكتا بمخطط الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتهجير أهالي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.

وأعربت مصر وقطر عن "تطلعهما إلى انعقاد مؤتمر دولي بهذا الشأن (إعادة الإعمار) تستضيفه القاهرة، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين"

خلال اجتماع الجانبين

ويهدف هذا المؤتمر إلى "تنسيق الجهود الإنسانية والتنموية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني في القطاع"، وفق البيان.

وعبَّرت مصر وقطر أيضا عن "قلقهما البالغ إزاء استمرار التصعيد في قطاع غزة، وأكدا أهمية مواصلة الجهود المشتركة للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار".

كما شدد البلدان على أهمية "ضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين، والعمل على دعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق".

وأكّد الجانبان "أهمية تمكين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التهدئة والحلول السلمية، وعلى رأسها جهود الوساطة التي يقودها البلدان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، للوصول لوقف إطلاق النار ونهاية للحرب في قطاع غزة".

واستنكرا "كل محاولات تقويض المسارات التفاوضية أو استهداف الوسطاء، والتي لا تهدف إلا إلى تخريب جهود الوساطة"، وفق البيان.

وخلّفت الحرب على غزة، أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

السودان وإيران

وبشأن السودان، أعربت القاهرة والدوحة عن "القلق إزاء استمرار النزاع المسلح في السودان" بين الجيش و"قوات الدعم السريع" منذ نيسان/ أبريل 2022.

وأكدا "أهمية الوقف الفوري للعمليات العسكرية، والعودة إلى مسار الحوار الوطني الشامل، بما يحفظ وحدة السودان وسيادته، ويضع حدا لمعاناة شعبه الشقيق".

كما أكد الطرفان "دعمهما الكامل لكل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء النزاع".

وخلّفت الحرب في السودان أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

فيما رحب البلدان بـ"استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية والجمهورية الإسلامية الإيرانية" بشأن البرنامج النووي الإيراني.

وأكدا "دعمهما لأي مساعٍ سلمية تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها".

7.5 مليارات دولار

وبالنسبة للعلاقات الثنائية، أكدت مصر وقطر "التزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين"، وفق البيان.

وجرى التوافق على العمل نحو حزمة استثمارات قطرية مباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى 7.5 مليارات دولار أميركي، تُنفذ خلال المرحلة المقبلة.

وأعربت قطر عن دعمها لترشيح الدكتور خالد العناني، مرشح مصر، لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو".