قال الرئيس اللبنانيّ، جوزيف عون، اليوم الثلاثاء، إن حزب الله ليس في وارد الانجرار إلى حربٍ جديدة، مشدّدا على السعي إلى أنْ يكون 2025، عام حصر السّلاح بيد الدولة اللبنانية؛ كما أشار إلى أن عناصر الحزب يمكنهم الالتحاق بالجيش والخضوع لدورات استيعاب.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وفي مقابلة خصّ بها "العربي الجديد"، وأكدت الصحيفة أنها ستُنشر كاملة، الأربعاء في الصحيفة الورقية والموقع، شدّد الرئيس اللبنانيّ على أن واشنطن، تعرف أنّه لا يمكن حاليا حصول تطبيع، أو مفاوضات سلام مع تل أبيب.

وفي تصريحاته التي تأتي عشية بدء زيارته إلى قطر التي يصل إليها، الثلاثاء، ويختتمها الأربعاء بلقاء أمير البلاد، تميم بن حمد آل ثاني، استعرض الرئيس اللبنانيّ أوجه الدعم القطري للبنان، وانتقل إلى مسألة حصر السّلاح بيد الدولة اللبنانية، مشيرا إلى أنه المصطلح الذي يفضّل استخدامه على "نزع سلاح حزب الله"؛ لأنّ تسليم السلاح، وفق رؤيته، يستحيل أن يحصل إلّا عبر حوار ثنائي بين الرئاسة والحزب، وهو ما يسعى رئيس لبنان إلى إنجازه خلال العام الجاري، ليكون 2025 عام حصر السّلاح بيد الدولة.

وقال عون في معرض حديثه عمّا يتعلّق بالاستعجال الأميركي للبنان من أجل نزع سلاح حزب الله، إنّه أبلغ الأميركيين، ممثَّلين بنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، بحرصه على عدم المخاطرة بالسِّلم الأهلي وباندلاع حرب أهلية.

الرئيس اللبنانيّ، جوزيف عون (Getty Images)

وجدّد مطالبة واشنطن بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها على لبنان، واحتلالها أراضيَ لبنانية، وترك مسألة حلّ قضية سلاح حزب الله للدولة اللبنانية، ذلك أنّ "قرار حصر السّلاح بيد الدولة اتُّخذ وبقي التنفيذ عبر الحوار"، على حدّ تعبيره.

حوارٌ يرى عون أنّ التغييرات التي حصلت في سورية (سقوط نظام الأسد) ومواقف طهران المتقدّمة تجاه الحوثيين والحشد الشعبي، تساعد على إنجاحه.

وشدّد عون على أنه متفق مع رئيس البرلمان، نبيه برّي، على كل المواضيع، وبخاصة حصر السّلاح بيد الدولة.

وأكد عون أن علاقة الرئاسة اللبنانية بحزب الله، جيّدة ومباشرة، "ونتائجها ظاهرة على الأرض"، مشددا على أن عمل الجيش في الجنوب والبقاع في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، إقفالا لأنفاق ومصادرة وإتلافا لمخازن ذخيرة تابعة لحزب الله، يحصل من دون أي عرقلة من الحزب.

"عهد جديد للبنان" (Getty Images)

وفي الصدد ذاته، وصف أن حزب الله "يتصرّف بمسؤولية ووعي كبيرَين"، من خلال عدم الرد على الانتهاكات الإسرائيلية، مشددا على أن حزب الله ليس في وارد الانجرار إلى حرب جديدة.

وذكرت "العربي الجديد" أن عون يفصّل في حواره الشامل، رؤيته لكيفية دمج عناصر الحزب في الجيش اللبناني مستقبلا، جازما بأنه لن يحصل أي استنساخ لتجربة الحشد الشعبي العراقية في لبنان، ولن يجري استحداث وحدة مستقلة من مقاتلي الحزب داخل الجيش اللبناني، بل اندماج للعناصر الذين تتوفر فيهم المواصفات، ويملكون الشهادات، وينجحون في الاختبارات التي تؤهلهم إلى دخول القوات المسلحة اللبنانية، تماما كما حصل عند استيعاب مسلّحي أحزاب لبنانية شاركت في الحرب الأهلية مطلع تسعينيات القرن الماضي.

وأكد الرئيس اللبناني أن الأميركيين يعرفون أنه لا يمكن حاليا حصول تطبيع أو مفاوضات سلام بين لبنان وبين إسرائيل، وهو اتفاق يبقى مشروطا بمبادرة السّلام العربية.

وفي ما يتعلّق بترسيم الحدود بين لبنان وسورية، يكشف الرئيس اللبناني أن نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عرض مساعدة لبنان وسورية في ترسيم الحدود البرية، "من خلال تزويدنا بالأرشيف الفرنسي، الذي يفيد بأنّ مزارع شبعا لبنانية".

ومن بين ما قاله الرئيس اللبناني، عون، خلال الحوار:

  • حزب الله ليس في وارد الانجرار إلى حربٍ جديدة.
  • أسعى إلى أنْ يكون 2025 عام حصر السّلاح بيد الدولة.
  • التواصل المباشر بين الرئاسة اللبنانية قائم مع حزب الله، والترجمة ظاهرة على الأرض.
  • يمكن لعناصر حزب الله الالتحاق بالجيش والخضوع لدورات استيعاب مثلما حصل في نهاية الحرب (في لبنان) مع أحزاب عديدة.
  • لن نستنسخ تجربة الحشد الشعبي في استيعاب حزب الله في الجيش، ولا أن يكون وحدةً مستقلة داخل هذا الجيش.
  • أنا وبرّي متفقان على كلّ المواضيع خصوصا حصر السّلاح بيد الدولة.
  • لا مشكلة أبدا بيني وبين الرئيس نواف سلام.
  • الأميركيون يعرفون أنّه لا يمكن حاليا حصول تطبيع أو مفاوضات سلام بيننا وبين إسرائيل.
  • لم أتحدث مع أورتاغوس عن تأليف لجانٍ دبلوماسية لمناقشة الملفات الحساسة مع إسرائيل.
  • قلتُ لمورغان أورتاغوس إنّ بقاء إسرائيل في النقاط الخمس يعطي عذراً لحزب الله.
(Getty Images)
  • قلتُ لأورتاغوس إنّنا نريد سحب سلاح حزب الله، لكنّنا لا نريد تفجير حرب أهلية في لبنان.
  • أصبحت لدينا بصمات لمُطلقي الصواريخ باتجاه إسرائيل، وإنْ كانوا لبنانيين سنعرف هويتهم.
  • حزب الله برهن على ضبطِ النفس خلال هذه الفترة والوعي الكبير، وظهر على مستوى المسؤولية في عدم الرد على الانتهاكات الإسرائيلية.
  • القرار اتُّخذ بحصر السّلاح بيد الدولة، وتبقى كيفية التنفيذ عبر الحوار الذي أراه ثنائياً بين رئاسة الجمهورية وحزب الله.
  • زيارتي إلى قطر اليوم هي لشكر الدوحة، والطلب منها الاستمرار في دعم الجيش اللبناني، والاستثمار في لبنان خصوصا في قطاعَي الكهرباء والنفط.
  • نأمل ألّا يكون هناك تأخير في إقرار القوانين الإصلاحية في مجلس النواب.
  • الأميركيون يطالبون بالإسراع في العمل لحصر السّلاح بيد الدولة، لكنّني قلت لهم إذا أردتم ذلك، فاضغطوا على إسرائيل واتركوا لنا مهمّة التعامل مع حزب الله.
الرئيس اللبنانيّ ورئيس البرلمان (Getty Images)
  • الجيش اللبناني يقوم بمهامه من دون أي اعتراض من حزب الله، جنوب الليطاني وشماله وحتى في البقاع، إقفالاً لأنفاق ومصادرة وإتلافاً لمخازن ذخيرة.
  • أقرَرنا تطويع نحو 4500 جندي لإرسالهم إلى الجنوب والعدد سيرتفع إلى عشرة آلاف.
  • أسألُ مَن ينتقدني لأنني أريد سحب سلاح حزب الله عبر الحوار: ماذا يفعل لو كان مكاني؟
  • التغييرات في سورية وموقف إيران المتطوّر تجاه الحوثيين والحشد الشعبي ظروف تساعد على الحديث مع حزب الله.
  • ماكرون عرض مساعدة لبنان وسورية في ترسيم الحدود البرية من خلال تزويدنا بالأرشيف الفرنسي الذي يفيد بأنّ مزارع شبعا لبنانية.
  • أريد أن أزور واشنطن، لكن الأولوية الآن لزيارة الدول العربية، فهي الأقرب إلى مساعدة لبنان.

اقرأ/ي أيضًا | سلّام من سورية: فتح صفحة جديدة على قاعدة الاحترام المتبادل... بحث ضبط الحدود والمعابر والتهريب