جمعة "الدولة المدنية": مقتل 7 مدنيين في قصف الحرس الجمهوري لأحياء بتعز
قتل مدير أمن مديرية شرعب الرونة، في شمال تعز (جنوب صنعاء)، مع اثنين من مرافقيه الجمعة، في كمين نصبه مسلحون قبليون معارضون للنظام، فيما قتل سبعة مدنيين في قصف نفذته قوات الحرس الجهوري، وفق مصادر أمنية وشهود.
وتجمع حشود كبيرة من المعارضين والموالين للنظام في صنعاء وباقي مدن البلاد، للصلاة والتظاهر، إلا أن المحتجين الشباب في صنعاء تفرقوا بعد انطلاقهم في تظاهرات صغيرة وسط انقسامات بينهم.
وفي تعز، ذكر المصدر الأمني أن العقيد أحمد رزاز، قتل مع اثنين من مرافقيه، فيما أفاد شهود عيان أن سبعة أشخاص جرحوا أيضا في الكمين، هم أربعة مسلحين قبليين،و وثلاثة مدنيين.
ويأتي ذلك وسط توتر شديد بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، والمسلحين القبليين المعارضين في تعز والمناطق المحيطة بها.
قوات الحرس الجمهوري تقصف أحياء تعز عشوائيا، وسقوط سبعة مدنيين
وأكدت مصادر قبلية وشهود عيان، الجمعة، أن قوات الحرس الجمهوري قصفت بشكل عشوائي الأحياء الشمالية لمدينة تعز، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين، وإصابة 30 بجروح، وذلك في أعقاب ساعات من الاشتباكات العنيفة مع مسلحين قبليين معارضين.
وذكرت المصادر القبلية وفقا لفرانس برس، أن الاشتباكات انطلقت ليل الخميس – الجمعة، بين الحرس الجمهوري ومسلحين قبليين، تبعها قصف عشوائي على الأحياء والضواحي الشمالية لمدينة تعز، التي تعد من أكبر مدن اليمن، على بعد 270 كلم جنوب غرب صنعاء.
واستخدمت قوات الحرس الجمهوري الأسلحة الثقيلة في القصف الذي تجدد صباحا، ثم بعد ظهر الجمعة، واستهدف خصوصا حي الروضة وحي عصيفرة.
وسقط القتلى والجرحى في حي الروضة وحي المصبح، في شمال غرب المدينة، وفي الأحياء الشمالية، وأكد شهود عيان أن حالة من الذعر تسود المدينة.
"جمعة الدولة المدنية"، بعد دعوة الزنداني "للدولة الاسلامية"
وفي تلك الأثناء، تجمع عشرات الآلاف من معارضي الرئيس صالح في عدة مدن يمنية، لاسيما في صنعاء، وإب (جنوب غرب)، وتعز، وأقاموا صلاة الجمعة، قبل أن يخرجوا في تظاهرات في إطار ما أطلقوا عليه "جمعة الدولة المدنية".
كذلك تجمع عشرات الآلاف من الموالين للرئيس صالح في صنعاء دعما له، واحتفاء بـ"شفائه"، والتأكيد على انتظار عودته.
ودعا الشباب المحتجون المعارضون للنظام، إلى التظاهر في "جمعة الدولة المدنية"، وذلك في أعقاب جدل واسع ساد ساحات الاعتصام، بعد دعوة الداعية عبد المجيد الزنداني، الذي يعد من قيادات التجمع اليمني للإصلاح (مكون رئيس للمعارضة)، إلى إقامة دولة اسلامية في اليمن.
وفي أعقاب صلاة الجمعة، انطلق مئات الشباب في تظاهرة نحو منزل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي، إلا أن التظاهرة سرعان ما تفرقت، بعد أن دعا التجمع الوطني للاصلاح مناصريه إلى العودة لمنازلهم بحجة الخوف من بلطجية مندسين بين الشباب.
وأكد شباب محتجون أن الانقسامات تنتشر بين المحتجين في صنعاء، وباتت مواقعهم في ساحة الاعتصام منقسمة، وسط مخاوف لدى بعض مكونات المعارضة إزاء دور القوات اليمنية المنشقة المؤيدة للثورة بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، وإزاء الخطاب الديني للتجمع الوطني للاصلاح، الذي يمثل فكر الإخوان المسلمين.
"الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين"
أما أنصار الرئيس، فتظاهروا تحت شعار "الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين"، بسبب احتضان وعلاج الرئيس اليمني، الذي يبدو أن وضعه الصحي قد تحسن في الرياض، حيث يتلقى العلاج بسبب إصابته بتفجير استهدفه في الثالث من حزيران/يونيو.
وكانت أحزاب المعارضة اتخذت مساء الخميس، خلال اجتماع مع ممثلي الشباب المحتجين، قرارا بتصعيد التحرك، وإخراج التظاهرات إلى مسارات أكثر تقدما باتجاه معاقل المؤيدين للنظام، حسبما أفادت مصادر من المعارضة.
وأكد صفوان المجدلي، متحدثا باسم تجمع شباب "حسم الثورة"، وهو فصيل من الشباب المحتجين، أن "هناك برنامجا تصعيديا خلال الأيام الثلاثة القادمة"، وأن هذا البرنامج سينفذ "قبل أن يعود الرئيس المخلوع".
وبالرغم من عدم إعلان موعد رسمي لعودة صالح إلى البلاد، إلا أن أوساط المؤيدين له باتت تتوقع عودته قريبا.